لا يمكن أن ينكر المتتبع ما قامت به السلطات المحلية بتراب عمالة الفداء مرس السلطان بالدارالبيضاء من مجهودات، في وقت سابق، في سياق «تحرير» الشوارع وبعض الأزقة من «احتلال» الباعة الجائلين وعرباتهم المجرورة والمدفوعة وأصحاب الفراشات، حيث أعيدت الأمور إلى سابق عهدها وتحررت عمليات المرور للسيارات والشاحنات والنقل المدرسي «الزنقة 29 و76 وأيت يفلمان - شارع العباسيين - القريعة، محمد السادس.. الخ» نموذجا ،إلا أنه ،ومع كامل الأسف، ما كاد المواطنون يتنفسون الصعداء حتى برزت بعض السلوكات التي غيرت الوضع وأعادت أزمة احتلال الملك العمومي ، طبعا ليس من طرف الباعة الجائلين، ولكن من قبل بعض أصحاب المحلات التجارية وأرباب محلات صناعة الأحذية والأحزمة ومحلات الصناعة التقليدية، مستغلين فرصة تحرير الممرات والأزقة لإضافة الرصيف بكامله وبعض الأمتار من الشارع أو الزقاق، والتي أصبحت مكان عرض بضائعهم. لا مسؤولية بعض أصحاب هذه المحلات،لم تتوقف عند هذا الحد، بل استولى العديد منهم على مساحة من الشارع أو الزنقة على مستوى الواجهتين، فأصبح مرور السيارات جد صعب، أما الراجلون فلا مكان مخصص لهم سوى مشاركة السيارات بنفس ما تبقى من الشارع نفسه؟ هذه العملية أيضا تترك مخلفات ذات أضرار على الساكنة حين تقف سيارة نقل البضائع أو دراجة ثلاثية العجلات لشحن بضائع هذه المحلات فيتم إغلاق الشارع بالتمام، فتتعالى أصوات منبهات السيارات التي وجدت نفسها في ممر مغلق لا تستطيع العودة ولا الاستمرار في العبور إلى وجهتها ،مما يشكل أضرارا معنوية ونفسية خاصة بالنسبة للمرضى من السكان والعجزة، ومع مرور الأيام وفي غياب أي تدخل للحد من هذا الزحف في احتلال الملك العمومي، أصبحت هذه الشوارع والأزقة «أسواقا» تعج بالباعة الصغار أمثال أصحاب الأكلات الخفيفة و»العصائر»، وبائعي السجائر بالتقسيط.. مظاهر أخرى سيطرت على أزقة حي بوشنتوف والبلدية والأحياء المجاورة ميعت وشوهت منظر هذه المنطقة، مستغلة تحرير الشوارع والأزقة، الأمر يتعلق بالنظافة وهي أكبر معضلة يعرفها درب السلطان، وفي هذا السياق يطالب سكان هذه المنطقة، بمعية فعاليات جمعوية ، المجلس الجماعي، بتنسيق مع السلطات المحلية، بالعمل على وضع حد لهذه الاختلالات التدبيرية ذات التداعيات السلبية الكبيرة على المستوى البيئي، دون إغفال تشويهها للمنظر العام.