سطع نجم عمالقة الشعر، الأحد، في سماء مدينة زايو، ضواحي الناظور، حيث نظمت جمعية «أصدقاء الشعر» بشراكة مع إتحاد كتاب المغرب فرع وجدة، وبدعم من مندوبية وزارة «الثقافة» في الناظور، وبلدية زايو، تجربة الجيل الأول من شعراء القصيدة المعاصرة في الشرق المغربي. وجاء تنظيم العرس الشعري، في إطار الاحتفاء بتجربة رواد السبعينات الذين بصموا بأعمالهم الشعرية تجربة القصيدة المعاصرة في شرق المغرب، والتي كانت مصدر استلهام لدى العديد من الشعراء لترسيخ قيم التسامح والثقافة والإيمان بالإنسان. وعرفت الجلسة الصباحية، جلسة للنقد والشهادات، التي افتتحها الشاعر الزبير خياط، الذي رحب برئيس فرع إتحاد كتاب المغرب في وجدة، وعضو المكتب التنفيذي لإتحاد كتاب المغرب، وأعضاء فرع إتحاد كتاب المغرب في الناظور، والشعراء المحتفى بهم، بالإضافة إلى ممثلي الهيئات الداعمة للنشاط الثقافي، في حين تناول الشاعر مراد المعلاوي الكلمة بإسم جمعية «أصدقاء الشعر»، ثم تلاه الشاعر مصطفى قشنني بكلمة اتحاد كتاب المغرب، فرع وجدة. وانطلقت الصبيحة النقدية، بمداخلة الدكتور عبد الله شريق، الذي ركز على التقاطعات الزمنية والفنية والإيديولوجية في تجربة رواد القصيدة المعاصرة في الشرق المغربي، وتلتها مداخلة الدكتور يحيى عمارة الذي قدم شهادة اعتراف وتقدير لهذا الجيل الشعري الشامخ، في حين عبّر الحاضرون عن آرائهم وشهاداتهم في حق الشعراء المحتفى بهم. وشهدت الجلسة المسائية، قراءات شعرية لكل من الشاعر حسن الأمراني، ومحمد لقاح، وعبد الرحمن بوعلي، ومحمد فريد الرياحي، وعبد السلام بوحجر، والحسين القمري، ومحمد علي الرباوي، فيما قرأت بالنيابة قصائد عن الشعراء الأموات لمحمد بنعمارة، ومنيب البوريمي، والطاهر دحاني، وهي التي قرأها كل من الشاعر مراد المعلاوي، والزبير خياط، والشاعرين المقتدرين محمد النابت، وأمين الزهري. وكشف رئيس جمعية «أصدقاء الشعر» في زايو، الزبير خياط، في تصريحه ل «الاتحاد الاشتراكي»، أنّ العرس الشعري هو اعتراف بالجيل الشعري الذي بصم بقوة في المشهد الشعري المغربي، جيل رواد القصيدة المعاصرة في الشرق المغربي، ليضيف «نحتفني بذاكرتنا وبحاضرنا ومستقبلنا أطال الله في عمر الشعراء الباقين ورحم الله الراحلين». وبيّن الزبير، أنّ جمعية «أصدقاء الشعر»، والشركاء فكروا في الإحتفاء بهذه الثلة من الشعراء المجودين تكريمًا لهم واعترافًا بعطاءاتهم، مُشيرًا إلى أنّ مدينة زايو كان على موعد جميل مع الشعر والكلمة الراقية. وأشار الزبير إلى أنه ينبغي أن تستمر هذه المناسبات الثقافية من أجل ترقية الإنسان في زايو والنهوض به، من حيث منظومة القيم، وترسيخ التسامح والثقافة والإيمان بالإنسان. وتسعى جمعية «أصدقاء الشعر»، إلى نشر ثقافة الشعر في المدينة، وتقريب جمهور الشعر من الشعراء الحقيقيين الجادين، حيث أنه بالرغم من أنّ المدينة تركن على هامش الهامش، وتبعد عن مراكز القرار، ومراكز صناعة الثقافة، فالجميعة تأتي بالشعراء من أجل أن يكونوا مع جمهور الشعر في المدينة. وأكد رئيس إتحاد كتاب المغرب في وجدة، في حديثه إلى «الاتحاد الاشتراكي»، أنّ الملتقى الإبداعي الشعري هو تكريم لما يعرف برواد القصيدة المغربية في الجهة الشرقية أو جيل السبعينات، مُبرزًا أنّ هذا الجيل هو من طبع القصيدة المغربية، وكان له دور الريادة في التأسيس للقصيدة المغربية والعربية الحديثة في الجهة الشرقية. وتابع قشنني قائلًا: «أنّ الملتقى هو تكريم لهذه الوجوه الإبداعية منها من قضى نحبه ومنها مما زالت تنتظر، ولا زالت مستمرة في الإبداع، لذلك فالملتقى هو اعتراف بجميل صنع هذه النخبة من الجيل السبعيني الذي أسس للتجربة الشعرية التي كانت رائدة في حينها، وكانت مستلهمة لما كان ينتج حين ذاك في الشرق المغربي لذلك فاتحاد كتاب المغرب وأصدقاء الشعر تقاطعت فكرتهم حول تكريم الرواد». وأكد قشنني أنّ تكريم القصيدة المغربية، هو إشعار الجيل الجديد، بأنّ هناك استمرارا، وتلاقحا وتواصلا وتقاطعا بين الأجيال الشعرية المغربية في عمقها الإبداعي والتخيلي والإضافي للقصيدة المغربية، مُشيرًا إلى أنّ الهدف الأسمى من الملتقى هو الانفتاح على الجغرافية الإبداعية التي تميز الجهة الشرقية.