طوي يوم الإثنين 3 يناير الجاري ملف رضيع ظل تحت الرعاية الطبية والاجتماعية للأطر الصحية والممرضين وكافة العاملين لمستشفى محمد بوافي، وذلك منذ أن رأى النور يوم 11 أكتوبر 2010، بحيث قضى به مدة قرابة الثلاثة أشهر، بعد أن حلت والدته، متشردة، بمصلحة الولادة التابعة للمستشفى في وضعية مخاض، خلصت إلى وضعها لمولودها الذي شرعت في معاملته بكيفية غير سليمة، تبين معها أن الأم تعاني من اضطرابات نفسية وبأنها تعيش متسكعة في الشارع العام، مما دفع المسؤولين بالمستشفى إلى الاهتمام بالرضيع والأم ، كل على حدة، إلى أن أعطى وكيل جلالة الملك بالمحكمة الابتدائية تعليماته بنقل الرضيع وإيداعه بالمؤسسة الخيرية للا حسناء. الأم العازبة / المتشردة (ط . ر) التي تبلغ من العمر حوالي 36 سنة، لم تكن هذه أول ولاداتها وكل المؤشرات في الوضع الحالي تبين أنه لن تكون الأخيرة إذا لم يتم اتخاذ إجراء يفضي إلى حمايتها وحماية هؤلاء المواليد المرتقبين، سواء تعلق الأمر بالمستوى الصحي أو النفسي أو أشياء أخرى...، بل إنها بهذه الولادة يصل عدد الأبناء الذين أنجبتهم إلى خمسة، إثنان منهم سبق أن تم وضعهما بالمؤسسات الخيرية، إضافة إلى الرضيع الحالي، فيما يجهل مصير إثنين آخرين، وهو الأمر الذي ساعد العاملين بالمستشفى على التعرف عليها سيما أنها لم تنجب أطفالها بمصلحة الولادة بالمستشفى فقط، وإنما خضعت لمتابعة طبية بمصلحة الأمراض النفسية التابعة لذات المستشفى ، لكونها تعاني اضطرابات نفسية وعصبية، في مرتين متتاليتين إحداهما خلال سنة 2008. الوضع الجديد لايختلف عن الوضع السابق، فقد تم إيداع الأم المتشردة التي كانت تحاول منح رضيعها الشاي والخبز ... وأشياء أخرى، بنفس المصلحة من أجل إخضاعها لمتابعة صحية ونفسية حيث تمكث بها إلى غاية الساعة، في انتظار التوصل إلى حل/إجراء قانوني يقترح الأطباء المتخصصون في أمراض النساء والتوليد، أن يتمثل في إجراء عملية ربط قرني الرحم ،وذلك من أجل عدم تكرار نفس السيناريو وإنجاب أطفال آخرين بمجرد مغادرتها لأسوار المستشفى نحو الشارع العام، قد يكونون معرضين للمرض أو للنوبات النفسية، أو للبيع أو القتل من أجل التخلص منهم، أو أن يكونوا بدورهم أطفال شوارع! «قضية» الأم العازبة المتشردة ورضيعها عرفت «الحل» في أحد أشواطها، والمتعلق بالرضيع الذي بات بإمكانه التوفر على الرعاية والتربية وأن يكون له سقف يأويه، في انتظار أن يتم اتخاذ خطوة مماثلة بالنسبة للأم، وذلك رأفة بها وبالجميع مستقبلا.