كشف رئيس اتحاد المصدرين في تركيا ، زكريا ميتي، أن بلاده التي تستورد حاليا حوالي 80 ألف طن من السكر المغربي، تعتزم رفع وارداتها من هذه المادة خلال العام القادم إلى مايزيد عن 100 ألف طن ، وهو ما يجعل المغرب أكبر مزود لتركيا بالسكر من بين 350 ألف طن التي تحتاجها السوق التركية ، وخصوصا صناعة الحلويات في تركيا. وقال ميتي ،خلال لقاء صحفي عقده أمس بمقر اتحاد المصدرين في اسطنبول، أن رجال الأعمال الأتراك مهتمون كثيرا بالمغرب كوجهة للاستثمار ويسعون الى رفع حجم المبادلات التجارية مع المملكة، وأوضح أن تركيا التي تعد من بين أكبر 10 مصدرين لمنتجات الشكلاطة والحلويات والبسكويت في العالم ، بقيمة تفوق 2.5 ملايير دولار ، تستورد معظم حاجياتها من السكر من المغرب لصناعة الحلويات التي تصدرها إلى 200 دولة في العالم . في المقابل لا يستورد المغرب سوى 8 في المائة من هذه المنتجات، بقيمة لا تتعدى 3 ملايين دولار ، وهو ما يعتبره المصنعون الأتراك قليلا بالمقارنة مع حجم وارداتهم من السكر المغربي . وعزا ذات المسؤول تراجع الصادرات التركية من منتجات البسكويت والشكلاطة نحو المغرب إلى ارتفاع الرسوم الجمركية المفروضة على هذه المنتجات بالمملكة والتي تتراوح بين 30 و 40 بالمائة ، وهو ما اعتبره جد مرتفع بالمقارنة مع التعريفة الجمركية المفروضة على نفس المنتجات التي تدخل الى السوق المغربي من دول الاتحاد الأوربي والمتراوحة بين 5 و10 بالمائة . من جهته اعتبر رئيس غرفة صناعة الحلويات بتركيا هداية قدير أوغلو، أن حجم مبيعات هذه الصناعة التركية للمغرب تراجع بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة و لم يعد يتعدى 5 ملايين دولار بعدما كان في حدود 50 مليون دولار. وقال أوغلو ، الذي يرأس أيضا أكبر مجموعة صناعية للحلويات في تركيا، إنه مستعد لإنشاء مصنع في المغرب ، على غرار مصانعه المنتشرة في كل من الهند ومصر وقريبا في الجزائر وجنوب إفريقيا، شريطة أن يخفف المغرب من القيود الجمركية المفروضة على المنتوجات التركية،ويسمح بارتفاع الطلب على منتوجاته. وقال أوغلو «نحن لا نطلب إعفاء جمركيا ، نطلب فقط أن تحظى منتوجاتنا بنفس المعاملة التي تحظى بها المنتوجات الأوربية، كما نطلب سحب هذا التمييز الضريبي، وأعدكم انني في 2017 سأقوم بأول استثمار في المغرب ، خصوصا أن المملكة تنعم بالاستقرار وتتوفر فيها كل مستلزمات هذه الصناعة وخصوصا مادة السكر المصنعة والتي نستوردها حاليا من شركة كوسيمار.» ويعد اتحاد المصدرين في تركيا الذي تأسس منذ 1940 ويطلق عليه «اتحاد محاصيل الزراعة التركية « أقدم تجمع مهني للشركات التركية المصدرة، كما يعد ثاني أكبر اتحاد في البلاد. ويسهر على تنظيم قطاع التصدير بعيدا عن السلطات الحكومية ، ويضم العديد من الفروع الصناعية ، كالنسيج والكيماويات و قطاع الحلويات والشكلاطة .. ويستمد الاقتصاد التركي قوته من تنافسية مقاولاته و تنوع صادراته التي بلغت في العام الماضي 806 ملايير دولار. وأعلن ميتي أن رجال الأعمال الأتراك مهتمون بفرص الاستثمار بالمغرب.