كيف السبيل إلى الولوج إلى السوق المغربية وحاجز الرسوم الجمركية يقف حجر عثرة بين المستثمرين الأتراك، و هذه السوق الواعدة بالنسبة لرجال الأعمال الأتراك؟ هذا هو السؤال، الذي يؤرق رجال الأعمال الأتراك، حد الحيرة والذي يتردد على لسان كبار المستثمرين من مدينة إسطنبول التركية. هذا ما اكتشفناه من خلال الزيارة الصحفية التي نظمت الثلاثاء لمجموعة من المنابر الإعلامية بإسطنبول للتعريف بالإمكانيات الاقتصادية لهذه المدينة، معبر الحضارات الأسيوية والأوروبية، وعمق التاريخ الحديث لتركيا الكمالية. فقد أكد العديد من المستثمرين الأتراك الذين تم اللقاء بهم، على أنهم يتمنون كثيرا أن يوطدوا روابطهم الاقتصادية والتجارية مع المغرب الذي يعتبرونه نموذجا خالصا لبلد ينعم بالكثير من الاستقرار ويعد بطفرة إنمائية واعدة قل نظيرها في المنطقة العربية. أول لقاء للوفد الصحفي كان صباح أول أمس الثلاثاء مع زكريا ميتي، رئيس جمعية مصدري إسطنبول، الذي تحدث نيابة عن رجال الأعمال الأتراك الفاعلين في قطاع الحلويات، إذ أشاد بالعلاقات المتميزة التي تجمع بين تركيا والمغرب على المستوى الإنساني والثقافي والحضاري المتميزة جدا، لكن عاب على البلدين مستوى العلاقات الاقتصادية بين تركيا والمغرب، والتي لا ترقى إلى ما وصلته الروابط التاريخية بين الرباط وأنقرة. وفي هذا السياق، تحدث زكريا ميتي عن زياراته لشركة كوسومار، الفاعل الوطني في المجال صناعة السكر، مبرزا أن تركيا تستورد من المغرب سنويا ما بين 70 و 80 ألف طن من مادة السكر، لكنهم لا يصدرون نحو المغرب وبعد تصنيع هذا السكر سوى 1600 طن من الحلويات والسكريات. وهو ما يمثل عجزا بالنسبة للميزان التجاري بين البلدين على الرغم من أن تركيا تراهن على المغرب ليكون شريكا قويا في قطاع الحلويات. المسؤول وخلال الندوة الصحفية التي عقدت بمقر جمعية المصدرين بمدينة إسطنبول، اعتبر أن رقم معاملات المعاملات التجارية بين المغرب وتركيا يبلغ حوالي 2,2 مليار دولار, وهو ما يمثل 1 في المائة من المبادلات التجارية التركية مع العالم. ميتي يرجع سبب ضعف العلاقات التجارية بين المغرب وتركيا أساسا إلى ارتفاع الرسوم الجمركية المطبقة على المنتجات التركية من قبل الحكومة المغربية، خاصة قطاع الحلويات منها. . واعتبر المسؤول أن الأتراك يراهنون على الاستمرار في الاستيراد من المغرب، الذي يعد الشريك الأول عالميا بالنسبة إليهم في هذه المادة الحيوية وذلك بحكم جودة السكر المغربي. من جانبه, أكد هيدايات قاديرأوغلو، رئيس تجمع ترويج الحلويات التركية، الكلام نفسه وهو الذي يقود مجموعة ألوان المتخصصة في الحلويات والشكولاطة والتي تصدر لأزيد من 200 بلد عبر المعمور. موضحا على أن الحاجز الكبير وراء عدم الولوج التام إلى السوق المغربية هو الرسوم الجمركية المرتفعة التي يتم فرضها على الحلويات والشكولاطة التركية، والتي لا تناسب الأثمان التي تطبقها المجموعة التركية. المسؤول اعتبر أنه، ورغم الإمكانيات الكبيرة التي توفرها السوق المغربية في قطاع الحلويات، إلا أنه لا يمكن بيع كميات كبيرة وذلك بسبب الرسوم، مشيرا إلى تراجع رقم معاملات مجموعته مع المغرب من 50 مليون دولار قبل سنة 2010 إلى 5 ملايين دولار اليوم. كما أبرز قادير أوغلو على أن الحلويات التركية معروفة وتتمتع بشعبية لدى المستهلك المغربي، و أنه يعرف السوق المغربية جيدا بعد أن قضى بها أزيد من 20 سنة. واعتبر المسؤول أن السوق المغربية واعدة جدا، ليس فقط في قطاع الحلويات ولكن في مجالات متعددة. وختم قادير أوغلو كلامه على وعد يقطعه على نفسه بالاستثمار قريبا في المغرب، وإنشاء وحدة صناعية تابعة لمجموعته، لكن ذلك يبقى مقرونا بحذف السلطات المغربية للرسوم الجمركية الخاصة التي تطبقها على الحلويات التركية، التي تعتمد بشكل كبير على السكر المغربي، المفضل لديهم، في إنتاجها، مطالبا بمعاملة منتجاتهم بالقواعد نفسها التي تعامل بها المنتجات الأوروبية.