عن دار فضاءات للنّشر والتّوزيع والطّباعة في عمّان الأردن، صدر الكتاب القصصيّ «لعبة مفترق الطّرق» للقاص المغربيّ اسماعيل غزالي. يضمّ هذا الكتاب بين دفّتيه 10 قصص قصيرة مستوقفة ذات نزعة تجريبيّة حادّة. غلاف الكتاب الأماميّ يحمل لوحة لجبران خليل جبران، وهو من تصميم الفنّان نضال جمهور. أمّا الغلاف الخلفيّ فقد حمل كلمة عدنان المبارك الكاتب والمترجم العراقيّ االمقيم في الدّانمارك، معنونة ب: باخ السّرد الجديد، مما ورد فيها: « في هذا الكتاب القصصيّ يصهر غزالي تقنيّات فنون مختلفة في جوهرها، فهناك الشّعر الّذي له حظوة كبيرة في نثره المستند إلى قصديّة واضحة: تنثير الشّعر أو شعرنة النّثر . وهناك الاشتغال التّقنيّ الرّصين الّذي يمهره باختراعات خاصّة منها : تقنيّة هندسة المثلثات وتقنيّة زوبعة الماء وتقنيّة مرايا السّيّارة الثّلاث وتقنيّة التّشفير السّيميولوجيّ وتقنيّة الأفعى الّتي تعض على ذيلها... إلى جانب التّقليد المسرحي القديم- أقصد ما هو قريب من تقنيّة الكورال اليونانيّ والّتي نلقاها في عدد من قصص هذه المجموعة. لا يلجأ غزالي هنا إلى ( اللصق ) أو ( الدغم ) بل تطويع التقنية للنص وكامل مشيّداته. أما المنحى وموقع المراقبة لدى غزالي فنكتشفهما سريعا : تعرية ( خرافات الحياة ) التي ينجح في مسكها ساخنة ، منتفضة كما السمكة التي تقاوم الهواء بعد أن أبعدت عن مائها. يراوح بين التعرية القاسية والتجاوب العميق مع كل مآزق الانسان وأحوال وجوده في دوائر طباشيرية آخذة بالصغر. في هذه القصص ، وغيرها أيضا ، يمارس غزالي حسّية مفرطة عند التعامل مع الداخل و الخارج . إنه يبتعد كثيرا عن الإيهام الذهني موّظفا طاقاته وذاك الزخم المدهش ، في صنع / تسجيل أحداث - ولايهم إن كانت كبيرة أو صغيرة - منتزعة من هذه الدوامة أوتلك في الحياة التي يعاملها غزالي ك( ظاهرة ) معقدة التركيب تنحدرعناصرها من مختلف فضاءات الواقع وليس المباشر وحده. هناك في ما بعد الحداثة من يرى أن العمل الأدبي لا يحاكي الواقع بل هو عمل للمخيلة ، أوهيمنة للإصطفائية eclecticism : المزج المتعمد للأساليب والشعريات. لكن غزالي يأخذ بأقانيم أخرى لما بعد الحداثة هذه : الهيبننغ الأدبي، الذاتويات، بل اللهو وتلك الفكاهة السوداء.