عن دار فضاءات الأردنية للنشر والتوزيع والطباعة- بعمان ، صدر ت للقاص المغربي أنيس الرافعي مختارات قصصية تحت عنوان : " هذا الذي سيحدث فيما مضى "، تضم بين دفتيها 20 نصا منتقاة من أضاميمه القصصية السبع (فضائح فوق كل الشبهات،أشياء تمر دون أن تحدث فعلا، السيدريباخا، البرشمان، ثقل الفراشة فوق سطح الجرس،اعتقال الغابة في زجاجة ، واليوم الأول بعد الموت ). يقع الكتاب في 218 صفحة من القطع الصغير، وقد أشرف على تصميمه الفني الشاعر والفنان جهاد أبو حشيش، كما جاء مذيلا بملحق نقدي يشتمل على مقتطفات وشهادات مما قاله عشرون ناقدا و أديبا من مغاربة وعرب في حق التجربة القصصية لأنيس الرافعي،التي "اختطت لنفسها مسارا تجريبيا عالما يعرف قطائع جمالية وأسلوبية دؤوبة من عمل إلى آخر ، بيد أنها في مهارة القطائع هاته تبني في كل مرة بيديها جزيرتها أعلى من أن يجرفها السيل ". وعلى ظهر الغلاف الرابع لهذه المختارات، نقرأ الكلمة التالية للكاتب والقاص الأردني المعروف محمود الريماوي: " يراهن أنيس الرافعي في مشروعه القصصي على خيار الحداثة ولايحيد عنه، بقصة تبدأ من مفردات الواقع العياني ، لتنتهي في فضاء من التجريد. وخلافا للواقعيين ممن يعيدون صوغ الواقع، بقدر يقل أو يزيد من الإزاحة أو التحوير، فان الرافعي يسارع إلى رفع الحدود بين الواقعي والمتخيل، ولدرجة يمتثل فيها الواقع لإرادة السارد الذي ينشط بالتخييل، فيغدو ماهو متخيل واقعا برسم السرد. أبعد من ذلك فالسارد يخبر المتلقي القارئ أنه بصدد التخيل، ويدعوه لمشاركته اللعبة، وهي لعبة متقنة مرهفة وماتعة، تكشف عن غنى موهبة القاص المغربي، وعما يحمله فن القص من ممكنات وآفاق، يجترحها أحد الصانعين المهرة لهذا الفن" .