o ما الدافع لإحداث فضاءات الصحة للشباب؟ n يجب التأكيد في البداية على أن مرحلة الشباب وفضلا عن كونها مرحلة للفرص المفتوحة على المستقبل، فإنها تكتسي طابعا خاصا نتيجة التعرض لمجموعة من الأخطار خاصة على المستوى الصحي، سواء تعلّق الأمر بما هو عضوي أو بما هو نفسي، لهذا يحتاج الشباب بصفة عامة في هذه المرحلة، واليافعون على وجه الخصوص، إلى التوجيه والدعم من أجل الحفاظ على صحتهم ومواجهة تداعيات الحياة اليومية التي قد تتسبب في آلام جسدية ونفسية على حدّ سواء. لأجل كل هذا تم إحداث 32 فضاء لصحة الشباب تهدف إلى تعزيز صحة هذه الفئة العمرية التي تتراوح ما بين 10 و 25 سنة، سواء كانوا متمدرسين أم لا، وذلك عن طريق تقديم خدمات طبية لهم، وكذا خدمات الإخبار والتوجيه في مجال تعزيز الصحة. o لكن لماذا فضاء خاص بهذه الفئة دون إشراكها مع فئات أخرى؟ n لأن هذه الفئة لها اهتمامات خاصة، وهي عرضة في هذه السن لمجموعة من المسلكيات التي قد تكون في بدايتها ويمكن القطع معها تفاديا لمضاعفات قد تكون وخيمة، فئة عمرية بمشاكل نفسية متعددة، بهواجس ترتبط بالإدمان على المخدرات وما ترافقها من ممارسات، وبالأمراض المنقولة جنسيا، ومجالات أخرى، ليس بالسهل علي الشباب فتح باب النقاش فيها أمام العلن، باعتبارها خصوصيات وأمور حميمية تعرف تكتما، لهذا ومن خلال فضاء خاص بالشباب نضمن لهم فيه عدم الكشف عن هوية مرتاديه وطبيعة مشاكلهم يمكن التغلغل في تفاصيل جملة هذه الإشكالات والعمل على معالجتها. وما يعزز ما أشرت إليه، المعطيات التي سبق لوزير الصحة أن أفصح عنها والمتمثلة في كون أن 20 في المئة من الأطفال والشباب المغاربة يعانون من اضطرابات نفسية كالاكتئاب، اضطراب المزاج، والاضطرابات السلوكية والمعرفية، علما أن نصف الحالات المرضية تبدأ عند سن الرابعة عشر. وقد أكدت العديد من الدراسات أن 48.9 في المئة من الفئة العمرية 15 سنة فما فوق، عرفت على الأقل اضطرابا نفسانيا في حياتها من قبيل قلة النوم، القلق، الاكتئاب ...الخ، كما أن نسبة مهمة من هذه الشريحة الاجتماعية تتعرض يوميا لخطر التدخين، وتعاطي المخدرات، والعلاقات الجنسية غير المحمية، وتنهج أنماطا حياتية غير سليمة، من قبل التغذية غير الصحية، وعدم ممارسة النشاط البدني، كما أن 16% من التلاميذ البالغين مابين 13 و 15 سنة يدخنون، و 6 % سبق لهم أن تناولوا مشروبات كحولية، مقابل 4 % سبق لهم أن تناولوا مواد مخدرة، هذا في الوقت الذي حاولت فيه نسبة 14 % من هذه الفئة الانتحار مرة واحدة أو عدة مرات، في حين تعاني 15 % من هذه الشريحة من زيادة في الوزن، وتعرض حوالي 30 % للعنف، أخذا بعين الاعتبار أن حوالي 82 %لا يمارسون أي نشاط بدني؟ o ماهي طبيعة الخدمات التي تمنح لرواد الفضاء؟ n تتعدد الخدمات التي توفرها فضاءات الصحة للشباب، ومن بينها الاستقبال، الاستماع والعيادات النفسية، العيادات الطبية ولا يقتصر الأمر على الطب العام بل يشمل كذلك بعض التخصصات كطب النساء، الطب النفسي والعقلي، طب الجلد، طب العيون، طب الأسنان، فضلا عن جلسات التربية الصحية وورشات التواصل بشان الصحة الإنجابية والبيئة، وكل المعلومات التي يمكن الولوج إليها من خلال حصص للتنشيط الصحي والتي تنظم داخل الفضاء أو بالمؤسسات الأخرى المرتادة من طرف الشباب كالمدارس ودور الشباب والجمعيات ...الخ. ويوفر الفضاء خدمات الاستقبال والاستماع والصحة العامة على مدار الأسبوع، في حين أن الخدمات الطبية المتخصصة وجلسات «الكوتشينغ» هي تحدّد بمواعيد سلفا. o أين تكمن أهمية هذا المرفق في نظركم؟ n فضاء الصحة للشباب هو مؤسسة تدخل ضمن مؤسسات الرعاية الصحية الأولية على غرار المراكز الصحية والمراكز المرجعية للصحة المدرسية والجامعية، ويعتبر الولوج إليه مباشرا، حرا ومجانيا، كما يضمن الفضاء سرية وخصوصية مرتاديه، وتسعى وزارة الصحة بمعية الشركاء إلى توفير هذه المؤسسة بمكان يسهل الوصول إليه ويكون قريبا من المؤسسات المرتادة من طرف الشباب من قبيل المدارس، ومختلف المؤسسات التعليمية، ودور الشباب ... كما يتميز فضاء الصحة للشباب بكونه مفتوحا في وجه كل المشاركات والمشاركين وخصوصا من لدن مؤسسات المجتمع المدني التي يمكن أن تشارك في الأنشطة سواء داخل أو خارج الفضاء، كما يمكنها أن تساهم في الترويج للمؤسسة وتوجيه الشباب للاستفادة من خدماتها. o متى تم إحداث هذا الفضاء على مستوى الفداء مرس السلطان، وما هي أبرز المشاكل التي وقفتم عليها من خلال تعاملكم مع الفئة المستهدفة؟ n فضاء الصحة للشباب بالفداء مرس السلطان احدث في شتنبر من سنة 2013، ومن خلال التفاعل اليومي مع المستفيدين من خدماته، تبين بالإضافة إلى الأمراض العضوية والجسدية أن هناك مشاكل نفسية، ترتبط بالإدمان على المخدرات، وأخرى تكون نتاجا لردود فعل على مشاكل أسرية، قد تتطور إلى حالات للاكتئاب والفصام التي تتطلب متابعة طبية، فضلا عن جلسات المصاحبة للرفع من مستوى القدرات الخاصة لكل حالة على حدة، على اعتبار أن هناك حالات لاتتطلب وضعية أصحابها إلى الاستماع والدعم لتجاوز الحالة، مع ضرورة الإشارة إلى أن بعض الأمراض النفسية هي منطلقها عضوي مرتبط بالدماغ كما هو الحال بالنسبة للاكتئاب وذلك وفقا لدراسات حديثة في هذا الباب. o هل هذه الحالات والأمراض هي مقتصرة على الذكور أم تشمل الإناث كذلك؟ n الحالات التي وقفنا عليها هي مسجلة في صفوف الذكور بشكل أكبر لكونهم هم الأكثر ترددا على الفضاء مقارنة بالإناث، والأقرب إلى التحاور والتواصل، والذين نقف على مشاكل بعضهم النفسية التي يكون الإدمان سببا رئيسيا فيها، علما أنه مستوى الإقبال والبوح بهذا المشكل عند الإناث أضحى في ارتفاع نوعا ما مقارنة بالسابق. o كم يبلغ عدد الموارد البشرية التي تساهم في تقديم خدمات هذا الفضاء؟ n هناك موارد بشرية قارّة تتمثل في طبيبة عامة، 3 أطباء للأسنان، ممرضة، مساعدة في طب الأسنان إلى جانب رئيسة الفضاء، كما أن هناك موارد بشرية أخرى متعددة تقدم خدماتها التي تتنوع طبيعتها وأشكالها لفائدة المستفيدين من هذا المرفق العمومي.