قال المخرج المغربي جواد غالب إنه حاول من خلال فيلمه الطويل "المتمردة" تقديم صورة مهاجر مغربي خارج نطاق الصور النمطية المتداولة في البلدان الأوربية التي تستقبل الجالية المغربية. إنها صورة تجسدها بطلة الفيلم المشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش. فهي "ليلى" الشابة الجامعية التي تحمل قيما حداثية وتنخرط في الدفاع عن حقوق العمال في إطار القانون، داخل ضيعة فلاحية ببلجيكا. وفي تصريح صحافي، أكد جواد غالب الذي يقدم فيلمه المطول الثاني في مسيرته السينمائية، أنه كسينمائي مغربي مقيم بأوروبا مدعو الى توظيف الإمكانيات التي تتيحها السينما كواجهة تواصلية من أجل فتح أعين الأوروبيين وغيرهم على صور متعددة للإنسان المغربي وعلى حقيقة مغرب يتغير. وأوضح أن الفيلم يقدم البطلة كشابة مغربية كانت قبل انتقالها الى بلجيكا ناشطة سياسية تشارك في مظاهرات تطالب بالحرية والعدالة، وهو ما يؤكد أنه لا وجود لرقابة تضيق على الإبداع والحرية، مضيفا "يهمني أن أبرز للآخرين أن المغرب تغير كثيرا في الآونة الأخيرة، ويتغير بسرعة". وعن دور المرجعية الوثائقية للمخرج في البناء الدرامي للفيلم، وهو الذي عرف أكثر بأعمال وثائقية ناجحة، قال جواد غالب، إن ثقافة الوثائقي تساعد على تحقيق عنصر الواقعية الاجتماعية التي ينتمي اليها العمل، كما تمكن من وضع القصة في سياقها الاجتماعي والسياسي. وعبر، من جهة أخرى، عن سعادته بتمثيل المغرب في حدث عالمي من قيمة مهرجان مراكش وبخوض المنافسة أمام لجنة تحكيم رفيعة المستوى برئاسة المخرج فرنسيس فورد كوبولا، معتبرا أن هذه المشاركة تؤرخ لمحطة نوعية في مساره السينمائي. ويمثل الفيلم نظرة جيل جديد من السينمائيين المغاربة المنشغلين بمساءلة قضايا عدة ذات طابع إنساني وحقوقي. فهو يسلط الضوء على جوانب من معاناة المهاجرين المغاربة في الوسط المهني بأوروبا، بصوت أنثوي. وأدى أدوار الفيلم (ساعة و16 دقيقة) كل من صوفيا مانوشا (ليلى)، بنيامين رامون (ثيبو)، هاند كودجا (جولي)، نادج ويدراوكو (فاتو) بونوا فان دورسالاير (أندري)، رفائيل برونو (فرانسواز)، إيزابيل كايولكزوك (لوسيا)، أوليفيي بونجور (ألبير)، جون دومينيك أورساتيلي (برنار). ويخوض جواد غالب مغامرة الفيلم الطويل لثاني مرة بعد عدة تجارب في الفيلم الوثائقي توجته بأفضل فيلم وثائقي في فيسباكو سنة2007. وجذب الانتباه أيضا بفيلم "المعذبون في البحر"، حول معاناة الصيادين الذي حصل على الجائزة الكبرى في مهرجان مونتي كارلو، وترشح لجوائز الأكاديمية الأوروبية.