قال عبد الجليل الحجمري أمين سر أكاديمية المغرب، أن الدورة ال43 للأكاديمية، التي اتخذت كموضوع لها : ?إفريقيا كأفق للتفكير?، تشكل امتدادا لأشغال الدورات السابقة للأكاديمية، وهي كذلك ?منعطف في اتجاه تجديد وانبعاث عمل الأكاديمية?. وأضاف الحجمري، في كلمة افتتاحية له لأشغال الأكاديمية على "أن الأكاديمية سائرة في اتجاه الانفتاح على النخبة المعرفية والأكاديمية المغربية، وكذلك، على القضايا الراهنة مما يجعلها ?فضاء للحوار العلمي النزيه المنفتح والمتعدد الآفاق وبما يجعلها دارا للفكر المتحرر?. وأوضح أن الجهود المبذولة تهدف إلى ?إضفاء المزيد من الحيوية على البعد التنويري للأكاديمية وتقوية نجاعة عملها الثقافي ضمن السياسات العمومية?. وبخصوص موضوع الدورة ال43 للأكاديمية، حول ?إفريقيا كأفق للتفكير?، قال عبد الجليل الحجمري عن هذا الاختيار للموضوع ?حين تضع الأكاديمية إفريقيا موضع تفكير فلأنها قارة توجد في صلب انتقالات تاريخية هامة، إنها المحرك الآتي للنمو العالمي?. موضحا في نفس الوقت أن الاختيار، يأتي في سياق التوجه الاستراتيجي للمغرب، مثلما يؤطره اشتغال الملك محمد السادس في ما يهم القارة الإفريقية وتعميق تجذر المغرب في عمقه الإفريقي، هو الذي ?فتح أوراشا واعدة للتعاون مع بلدان إفريقيا?. وسجل الحجمري بنفس المناسبة أن التفكير في إفريقيا، وصنع قارة قادرة على الأخذ بناصية النماء العالمي، لا يمكنه أن يكون مجرد حلم طوباوي، بل هو حلم مشروع ممكن التحقق، ويجد قوته في ?ما لدينا من مؤشرات إيجابية تنبئ بالتفاؤل. إذ بحسب تقرير لصندوق النقد الدولي أنه منذ 2003، ستة من أصل عشرة اقتصاديات الأكثر دينامية في العالم هي اقتصاديات إفريقية، كما أن مؤشر الناتج الداخلي الخام لبلدان إفريقيا جنوب الصحراء قد ارتفع بمعدل 5 في المئة إلى 7 في المئة خلال السنة الواحدة. ولم يعد التصور الاقتصادي بإفريقيا رهين المساعدات الخارجية بقدر ما أضحى قائما على مصادر التمويل الداخلي ونماء الاقتصاديات المحلية مما يؤهله لارتياد أفق الثورة الصناعية الثالثة بالاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة شمسية وريحية وحرارية، أرضية تستفيد منها المناطق النائية والمعزولة التي لم يسبق لها الاستفادة من فرص التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وأوضح الحجمري، أن هذا التفاؤل بشأن موقع إفريقيا المستقبلي المحصن بخلاصات الدراسات والتحليلات المختلفة لواقع القارة السمراء، والتي أهدر التاريخ حقها في الوجود المتكافئ، تقاسمته كذلك كلمة عضو الأكاديمية ورئيسة الجلسة الافتتاحية، رحمة بورقية، التي شددت على أن مستقبل إفريقيا يصنعه بالضرورة الوعي الإفريقي، ممثلا في مفكري القارة، الذين أخذوا على عاتقهم ?إثراء المعرفة الإنسانية من خلال اتخاذ قارتهم موضوعا للتفكير في التاريخ والهويات والثقافات واللغات والآداب والاقتصاد والاجتماع والفكر الديني?. وأكد أن إفريقيا تتوفر على ?جيل جديد من الفلاسفة والباحثين والكتاب والفنانين، ينفتح على الفكر الإنساني ويمتلك المعارف المعاصرة?. كما نبهت إلى ضرورة التفكير في الآفاق الممكنة لمواجهة التطرف والإرهاب الدينيين وهي توضح تحول الدين من قاسم مشترك وموحد، سيما في ما يهم الإسلام، بين عدد كبير من الشعوب الإفريقية، إلى أداة تفرقة وتصادم مع بروز ما وصفتهم ب?الهويات الصدامية والعدوانية، التي ترتكب العنف والإرهاب وجرائم ضد الإنسانية باسم الدين?، ودعت الأفارقة إلى "الرقي في تأويلهم للدين وتغليب ذاك المبني على المنظور الإنساني" ويذكر على أن هذه الدورة قد حضرها مكونات النخبة العلمية والفكرية من المغرب وإفريقيا، و بحضور وزراء مغاربة مثل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، ونظيره في التربية الوطنية والتكوين رشيد بلمختار كباحثين ومهتمين. وستمتد أشغال الدورة ال43 لأكاديمية المغرب، التي تتمحور حول موضوع ?إفريقيا كأفق للتفكير? على مدى 3 أيام وتختتم يوم الجمعة 11دجنبر 2015. ومن المقرر أن يقدم يوم الخميس 10 دجنبر الجاري وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، بوصفه الرئيس المنتدب لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، محاضرة بعنوان: ?العلاقة الروحية بين المغرب ودول غرب إفريقيا?، في الجلسة السابعة المقررة ضمن جلسات الندوة المقررة في محور: الديناميات الروحية.