وحدها بعض الإذاعات الخاصة عندنا التي يمكن أن يتتبع المستمعون لها فصولا من المدح والإطناب والإشادة بمنشط هو "ولد الحومة"، لأنه شرّف الحيّ، وفقا لتصريح المتّصل، من خلال مشاركته "الإعلامية" في هذا البرنامج أو ذاك. كما قد يشكّل البث المباشر للحلقة الصباحية مناسبة للتعبير عن التعازي في فقدانه لقريب له، لم "تسمح" الظروف بإبلاغها في حينه وبشكل مباشر! إنها بعض التفاصيل التي ترافق بعض البرامج الإذاعية كما هو الحال بالنسبة لبرنامج صباحي على أثير إذاعة "مدينا إف إم"، الذي تختل فيه مجموعة من المفاهيم الإعلامية كل صباح، فعوض أن يكون "مفتاحا للخير" كما يوحي بذلك اسمه، تتحول متعة الاستماع إليه ومتابعة أطواره إلى نقمة، خاصة حين يتبين وبشكل فجّ هاجس الاعتماد وتبني أسلوب السخرية كوسيلة للإضحاك، ومحورة كل الأفكار حول شخصية "العروبي" الذي يخلط الأسماء، وينطق الكلمات بفرنسية لا صلة لها بلغة موليير، وغيرها من التعابير التي تفقد للحصة الصباحية الإذاعية كل قيمة؟ صبيحات تتيه بين رتابة السرد الذي قد يكون صالحا لغاية واحدة وهي تمكين مريض من النوم على إيقاع ترديد الكلمات والجمل، سواء في الفقرة الرياضية أو غيرها من الفقرات المعدودة على رؤوس الأصابع، مادام الرأسمال الإذاعي لهذه الفقرة الصباحية "مفتاح الخير" لاتتجاوز تقديم أغاني شعبية لفئة معينة من المستمعات والمستمعين، وتكريس لون غنائي معين كقاعدة طيلة أيام الأسبوع من الاثنين إلى الخميس، ولايعرف استضافة وجوه تنتمي إلى عالم الثقافة والفن والسياسة وغيرها، فالثلاثي المنشط للبرنامج حريص على أن يبقى المتحكم في الميكروفون من مكناس، وللراغبين في المشاركة الاتصال للتعبير عما قد توحي لهم أغنية أو مثل، وما الذي يستحضرونه حين سماعها! تفاعل إعلامي ثقيل الظل، فضلا عن بثّ يعتريه التشويش على المستوى التقني بين الفينة والأخرى، تجعل من "مفتاح خير" إذاعة "ميدينا إف إم" غير قادر على فتح أكبر عدد ممكن من أجهزة المذياع، في السيارات أو داخل البيوت، مفتاح يعلوه الصدأ، اللهم يوم الجمعة الذي قد يجد طريقه إلى آذان وقلوب المستمعات والمستمعين في لحظة ظرفية كان من المفروض أن تتصف بالاستمرارية لا أن تكون نسبية. إن للمحطات الإذاعية في زحمة المشهد الإعلامي حضور مهم لا يجب تجاهله أو التعامل معه بنوع من اللامبالاة، واعتماد فقرات إذاعية كيفما تأتت، قوامها اللغو والحشو واستهلاك الكلام لتزجية الوقت، ففي الاستماع لهذه الإذاعة أو تلك، فائدة ونصيحة، وقيمة فكرية ومعرفية، ورسالة توجيهية تربوية وأخلاقية، وأخرى ذات صبغة فنية أو رياضية، وغيرها من الرسائل التي تنهل مضامينها من المعيش اليومي للمواطنين/المستمعين، التي يتعين تبليغها من خلال برامج للقرب منفتحة على جميع الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية، حتى تكون بذلك الإذاعة محطة للجميع.