صدرت حديثًارواية للأديب إبراهيم نصر الله، استلهم أحداثها من الواقع، بعدما نجح في تسلق جبل "كليمنجارو"، والوصول إلى قمته بصحبة عدد من المتطوعين والأطفال الفلسطينيين، الذين فقدوا أطرافهم في الهجمات الإسرائيلية عليهم. وحين نرجع إلى عنوان الرواية "أرواح كليمنجارو" نجد لفظة أرواح توحي لأول مرة بالغياب والسر والخفاء، لكننا حين نواصل تحليل المتن نكتشف أن الظاهرة المهيمنة هي الحذف، ونجد صورًا كثيرة لهذا الحذف، من بينها بتر الاحتلال الإسرائيلي لسيقان الأطفال الفلسطينيين ولأحلامهم . وموضوع البتر يشكل جانبا مهما من وجهة نظر المؤلف، حيث تصير القضية بأكملها سلسلة متواصلة من البتر، والبتر يولد بترًا. أما الموضوع الثاني الذي يومئ له العنوان، فهو أعلى قمة في أفريقيا وهي "كليمنجارو" منطلق الرحلة ومنتهاها المادي، فالصعود لهذه القمة لم يكن بالأجساد، ولم يكن هدفه الوصول لقمة جبل، بقدر ما أراد محققوه أن يقولوا للبشرية "نحن أبناء هذه الحياة، أبناء شعب يقاتل من أجل حريته منذ أكثر من مئة عام، وإننا لن نهزم".