أفلام القصيرة اشتغل المخرج الشاب يونس الركاب من قبيل « خويا» 2033 ، « مصير عائلة»، « سطوري الأخيرة»، « statut»، «BAC» ، «C EST MOI»،.. وغيرها قبل أن يضع بصمته على أول باكورته السينمائية الطويلة « الأوراق الميتة» التي خرجت إلى القاعات السينمائية الوطنية في الأسابيع القليلة الماضية، تجربة حققت المرجو منها وهي استحسان الجمهور السينمائي المغربي لهذه التجربة الشابة الناجحة التي لا شك أنها ستعزز وستقوي المشهد السينمائي المغربي على مستوى الكفاءات و الطاقات البشرية التي برهنت غالبيتها عن علو كعب .. في هذا السياق التقت « الاتحاد الاشتراكي» ابن الراحل الكبير المخرج محمد الركاب، يونس الركاب، على هامش استضافته من طرف النادي السينمائي سيدي عثمان أثناء عرض فيلمه « الأوراق الميتة» لمتتبعي أنشطة النادي السينمائي البيضاوي بالمركب الثقافي مولاي رشيد، والذي صادف تقديمه زمن عرضه في القاعات الوطنية، فكان هذا الحوار الذي انصب مجمله على باكورته السينمائية .. ` o الأوراق الميتة" كعنوان فيلم سينمائي، مثير ، فما السر في هذه التسمية؟ n " الأوراق الميتة" تم تثبيته كعنوان رسمي للفيلم بعد نهاية التوضيب، إذ أن الفيلم قبل هذه العملية كان له عنوان آخر. فخلال مشاهدتي النهائية للفليم بمعية الموضب و الفنان ربيع القاطي.. لاحظنا أن جل الديكورات تم التقاطها بمدينة إفران في موسم الخريف، وكانت الأوراق الصفراء الميتة تطغى على جميع الصور الخارجية.. وبما أنه كانت لنا شخصيات في الفيلم حية، ومن بعد توفت أو قتلت حسب سيناريو الشريط لسبب أو لآخر، تم توظيف هذه الاستعارة ( الأوراق الميتة المبعثرة هنا وهناك) لخدمة حركية هذه الشخصيات / الصور.. موازاة مع يوحي به فصل الخريف.. فهو إذن استعارة داخل الفيلم. o سبق ل" الأوراق الميتة" أن تم عرضه في بعض المهرجانات الوطنية قبل الخروج إلى القاعات السينمائية .. كيف قرأت ردود فعل الجمهور و المهتمين بالشأن السينمائي الوطني.. ؟ n الفيلم تم عرضه أولا في مهرجانين وطنيين، المهرجان الوطني للفيلم بطنجة ومهرجان فيلم المرأة الدولي بسلا، ولاحظت أنه خلال العرض وبعده.. أن الفيلم خلق مناقشة طويلة كثيرا في المهرجانيين معا، إذ أن النقاش تجاوز الوقت المسموح به فيهما انعقاد الندوتين الصحافيتين الخاصتين به، بل ظل النقاش مستمرا طيلة أسبوع كامل حول الفيلم، وكانت الآراء أثناءه متراوحة بين السلب و الإيجاب ومتضادة أحيانا، فهناك من أعجبه الفيلم وهناك من قال العكس.. ولكن بصفة عامة كانت هناك قراءة نقدية لفيلم ، وبشهادة الأغلبية، في المستوى من ناحية اللغة السينمائية ونواحي أخرى، وهذا ما أعجبني، باعتبار أني من المخرجين الذين لهم أذن تستمع لما تقوله الصحافة و النقاد و الجمهور أيضا. o قبل تجربة الفيلم الطويل هذا، سبق أن خضت تجارب أخرى في الفيلم القصير، وتميزت فيها بشهادة الجميع، حيث توجت بعدة جوائز في الكثير من المهرجانات الوطنية و الدولية، هل أحسست بفرق بين التجربتين ؟ n أقول دائما أنه ليس هناك فرق، باستثناء فارق الوقت، في الفيلم القصير يعنى أن هناك وقتا قصيرا، وفي الطويل الأمر كذلك، أما عدا هذا العنصر الزمني، فهناك نفس الطاقم التقني و الفني، ونفس آلات الاشتغال تقريبا، وبالتالي أقول في هذا الصدد أن تجربة الفيلم القصير كانت بالنسبة لي عبارة عن مدرسة لأصل إلى مرحلة إخراج الفيلم الطويل، بدليل لم أسلك قنطرة إخراج ثلاثة أفلام قصيرة لكي أحصل على بطاقة رخصة السماح إخراج الفيلم الطويل. فقد أخذت الوقت الكافي لأتمكن من الوصول إلى هذه المرحلة، حيث صورت أكثر من عشرة أقلام قصيرة، زيادة على تصوير العديد من الأعمال التلفزيونية ..لماذا هذا المشوار؟ أقول ببساطة إن الفيلم الطويل يظل بصمة في التاريخ، وبالتالي لم أكن أرغب في إخراج وتصوير"أي حاجة"، وخصوصا وأني استفدت من الدعم المخصص لتصوير الأفلام السينمائية الوطنية، وهو دعم الدولة، وأول شيء فكرت فيه قبل الانجاز وهو الجمهور المغربي.. بمعنى أني أخذت قسطا من المال، وينبغي علي أن أوظفه كله في الاتجاه الصحيح، وهو إخراج فيلم يمثل المغرب في العالم بأسره أولا، وثانيا أن المواطن المغربي عندما يذهب إلى القاعات السينمائية يرتاح أثناء متابعة مجريات الفيلم و" يتبرع ومفتخر" بهكذا فيلم.. o في " الأوراق الميتة" هل كان هناك نفس من الوالد الراحل المخرج محمد الركاب؟ n فعلا، هناك شيء ما، قد أقول هو نوع من الإهداء و التكريم لروح والدي الراحل محمد الركاب، لماذا؟ لأن والدي هو الذي غرس في حب السينما. فعندما كان الوالد يقوم بتصوير فيلم " حلاق درب الفقراء" كانت لدي ست سنوات، كان يصحبني معه للعديد من عمليات التصوير، ومن ثمة تعرفت على طبيعة مهنة الإخراج السينمائي وعلى معالم بلاطو التصوير وغيرها ... فزرع في حب السينما التي لم تغب عن مخيلتي منذ تلك السن الصغيرة.. وعندما أتيحت إلى أول فرصة لإخراج أول عمل طويل، فجسديا لم يكن معي محمد الركاب ، ولكن روحيا استشعرت به في البلاطو، بدليل أني صورت ووظفت لقطة من فيلم " حلاق درب الفقراء" في فيلم " الأوراق الميتة"، وحاولت بأن لا تكون اللقطة مجانية (مقحمة) بل داخلة في إطار القصة، ولأول مرة، نحن الإخوة الأربعة، أبناء المرحوم الركاب، مراد ، يونس، علي وأنيسة الركاب نجتمع في مشروع فني سينمائي واحد بخلاف أعمالنا السابقة. o هل لديك مشاريع سينمائية أو تلفزيونية قريبا؟ n حاليا قدمت العديد من المشاريع التلفزيونية سواء للشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة أو القناة الثانية، أتمنى أن يكون الرد عليها بالإيجاب، وهي تتراوح في طبيعتها بين العمل الدرامي و الكوميدي، فهناك مسلسل دراما، وسيتكوم، ومسلسل من أربع حلقات، ومسلسل كوميدي.. وهي أعمال تم تقديمها من طرف شركات إنتاج.. هذا بالإضافة إلى مشروع إخراج فيلم سينمائي طويل ثان يسير في اتجاه " البسيكو دراما"، لكني في الوقت الحالي أتريث بصدده حتى أنتظر ردة فعل الجمهور المغربي أثناء عرض "الأوراق الميتة" بالقاعات السينمائية الوطنية مثلما تابعت ردة فعل الناقد السينمائي و الصحافي و المهتم بالشأن السينمائي الوطني.. وبالنسبة لي فأهم مرحلة في هذه الردود هي مرحلة الجمهور المغربي..