اعتبر الدكتور عزيز الحدادي رئيس جمعية أصدقاء الفلسفة بفاس أن العالم العربي يعيش الآن أزمة فكرية وغيابا للفكر النقدي وصدمة ساهم فيها الفكر النمطي والدغمائي وأعداء العقل الذين يتآمرون على الفلسفة التي تعيش محنة حقيقية في المجتمع .وأضاف الحائز على جائزة «سقراط» الدولية للفلسفة خلال الندوة الفكرية التي نظمتها بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة جمعية أصدقاء الفلسفة وجامعة ابن رشد الربيعية بتعاون مع وزارة الثقافة والجماعة الحضرية لفاس ومساهمة ثلة من الفلاسفة والباحثين صباح يوم السبت 21 نونبر 2015 بقصر المؤتمرات بفاس أن هناك أعداء للفكر والفلسفة والإنسان،هؤلاء قتلوا الفلسفة والقراءة وحولوا الجامعة الآن إلى مكتب للتكوين المهني.وأردف المتحدث قائلا: «إن العالم العربي يحصد ما زرعه من مصادر التطرف حيث لا مكان لنا في هذا العالم.والمغرب بإمكانه أن يكون قاطرة للتنمية في العالم العربي المضطرب لأنه ورث الفكر الأندلسي وأفكار ابن باجة وابن رشد... والتيار الديني هو الذي يقتل الفلسفة والشعر والحياة..والذين يتحدثون الآن عن الفتنة هم الذين ينشرون الفتنة..». من جهته تساءل الأستاذ ادريس كثير عن وضعية الفلسفة بالمغرب وبالجامعة معتبرا أن هناك هجمة طويلة الأمد تروم تحطيم شعلة الفلسفة والعلوم الإنسانية من خلال تبخيسها في أعين الطلبة والتلاميذ والمهتمين بالشأن الفلسفي والأدبي.إن من يمجد العلوم الحقة والتقنيات حسب الفيلسوف كثير يركز على براغماتية هذه العلوم وينسى الخلفية النظرية التي لابد منها في التعامل مع العلوم لتأطيرها وتوجيهها ..والطامة الكبرى أن هذه الهجمة ترى البديل في الدراسات الإسلامية والتيولوجية.. الأستاذ الباحث في مجال الفلسفة السياسية عبد العالي الشداوي تقدم ضمن ذات الندوة التي تمحورت حول «المغرب الحديث وثورة العقل»بورقة علمية عنونها ب»صداقة الفلسفة» حيث ركز خلالها على الجوانب الموضوعية لصداقة الفلاسفة الذين شاركوا في كل الأنشطة التي نظمتها جمعية أصدقاء الفلسفة منذ تأسيسها مشيرا إلى علاقة الصداقة بالمكان باعتبار مدينة فاس عاصمة البحر الأبيض المتوسط للفلسفة وذلك بمناسبة الدورة الثامنة لربيع الفلسفة سنة 2008. ومن هذا المنطلق،أكد المتحدث على الروابط المتينة التي ساهمت بها جمعية أصدقاء الفلسفة على ترسيخ أواصر الصداقة وتقويتها بين شتى فلاسفة العالم مشددا في الأخير على الأهمية السياسية للصداقة لإشاعة روح الجد والمسؤولية الأخلاقية تجاه قضايا الإنسان المعاصر. وعرجت الفاعلة الجمعوية الأستاذة فوزية الزهراوي في كلمة مقتضبة على العلاقة التي تربطها بالفلسفة وبجواراتها خصوصا الشعر والسينما حيث العدو الحقيقي للإنسان ولسعادته هو العنف والتطرف بكل أشكاله معتبرة أن الفلسفة تعلم الإنسان الاحتجاج والاختلاف وترسخ فيه قيم التسامح والحرية.. وبمناسبة هذا العيد الأممي الذي أقرته منظمة اليونسكو منذ 2002 بطلب من المغرب لتكريم الفكر الفلسفي في أنحاء العالم وتشجيع الناس على تبادل التراث الفلسفي وتنوير عقولهم بأفكار جديدة، حرص المنظمون على توزيع هدايا وجوائز رمزية على عدد من التلاميذ والطلبة عبارة عن كتب لحفزهم على القراءة ودعوتهم إلى معانقة الفكر النقدي والاحتفاء بالفكر التساؤلي الذي ينبذ الدغمائية ..وإلى ذلك،أصدر المشرفون على هذه التظاهرة ما أسموه برسالة فاس أعلنوا من خلالها أن تشجيع الفلسفة وتدريسها هو المدخل الحقيقي للإنسانية وهي الحوار العقلاني والمحبة العالمية بين كل الناس.. رسالة فاس فاس في :21 نونبر 2015 «بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة،نتوجه إلى العالم في كل أطيافه الحضارية والدينية والفلسفية بصادق التحية وأطيب المتمنيات بالسلم والطمأنينة. ونعلن في نفس الآن أن تشجيع الفلسفة وتدريسها والاهتمام بها هو المدخل الحقيقي للإنسانية وهي الحوار العقلاني الكوسموبوليتي بين كل الأوطان والأقوام. وهي المحبة العالمية بين كل الناس وكل الألوان وهي الطريق إلى التعايش العقلاني المكين». جمعية أصدقاء الفلسفة.