انطلقت مؤخرا من فاس قافلة ابن رشد للتنمية الفكرية وحوار الثقافات، بمشاركة مجموعة من المفكرين والمهتمين بالفلسفة، إضافة إلى عدد من التلاميذ والطلبة. وقال رئيس جمعية أصدقاء الفلسفة وعميد جامعة ابن رشد الربيعية عزيز الحدادي، في افتتاح التظاهرة، ان الغرض من تنظيم هذه القافلة يتمثل في تسليط الضوء على فكر ابن رشد النهضوي والعقلاني والمتنور وتحفيز الأجيال القادمة على القراءة والكتابة وإنتاج المعرفة. وأكد الحدادي أن القافلة ستنطلق نحو مجموعة من مدارس وثانويات فاس لنشر فكر ابن رشد المتنور وتوزيع العديد من الكتب والمؤلفات على التلاميذ، معتبرا أن «العودة إلى هذا العالم الجليل هي عودة إلى الأصل والطريقة المثلى للوصول إلى الحداثة والفكر المتنور». ومن جهته، قال الأستاذ عبد الوهاب التازي سعود، المفكر المغربي والرئيس الأسبق لجامعة القرويين، إن القافلة تتوخى تأسيس مستقبل «فيه الكثير من التفكير والعقل والفهم»، معتبرا أن ابن رشد هو «رجل الحاضر والمستقبل وأن الحاجة ماسة إلى فكره للوصول إلى آفاق أوسع ومستقبل أكثر رحابة». وأضاف الباحث أن ثمة « حاجة إلى ثقافة جديدة وفكر جديد نوظف فيه ماضينا وحاضرنا لفهم الواقع الجديد وإيجاد موطئ قدم بين الأمم»، مشددا في هذا الصدد على ضرورة التحلي بقوة التفكير والعمل والإبداع والتطلع إلى غد أفضل. وأشار هشام ملوكي، عن مجلس مدينة فاس، إلى أن القافلة تعد مناسبة لتعميق المعرفة وتجديد صلة التلاميذ والطلبة بالكتاب والفكر المتنور، فضلا عن الأهمية البالغة التي تكتسيها في بناء الإنسان الواعي الذي «يتحمل المسؤولية بفكر منطلق ومنشرح وغير معقد». ويشمل برنامج التظاهرة، التي تنظمها «جمعية أصدقاء الفلسفة» و»جامعة ابن رشد الربيعية»، محاضرات تناقش مواضيع «من أجل إحياء الروح الرشدية» و»العلم والفلسفة عند ابن رشد» و»آفاق ابن رشد والرشدية» و»ابن رشد في المغرب». وينتظر أن تزور القافلة ثانوية مولاي إدريس بفاس حيث سيتم توزيع الكتب الفلسفية على التلاميذ، في انتظار استكمال أنشطتها بثانويات أخرى على امتداد السنة.