كان على المغرب التطواني أن ينتظر الجولة السابعة لتذوق طعم أول انتصار على حساب الرجاء البيضاوي، وبمركب محمد الخامس وأمام أزيد من عشرين ألف مشجع رجاوي، وبهذه النتيجة يكون المدرب الجديد لفريق الرجاء رشيد الطاوسي، قد دشن مهمته الجديدة بخسارة قاسية لم تستسغها الجماهير، التي رددت شعارات تستنكر الوضع داخل البيت الرجاوي، وأمطرت الرئيس بوابل من السب والشتم على قراراته المتسرعة. رئيس المغرب التطواني عبد المالك أبرون تشبت بالمدرب الاسباني لوبيرا رغم الانطلاقة غير الموفقة، ورغم أن الفريق وإلى حدود الجولة السادسة يقبع منفردا في الصف الأخير برصيد نقطتين اثنتين من أربع هزائم وتعادلين، ولعل الفوز أمام الرجاء يؤكد رزانة التسيير وعدم التسرع في إقالة المدربين، كما يفعل رئيس الرجاء بودريقة الذي تعاقد مع ثمانية مدربين في ظرف ثلاث سنوات والبقية قد تأتي. الهدف المبكر للاعب جحوح في الثانية العشرين من زمن الجولة الأولى، وهو أسرع هدف بالدوري المغربي لم يتم استثماره بالشكل الذي يرسم تفوقا رجاويا على رقعه الملعب، حيث تبين مع مجريات اللقاء أن العناصر التطوانية لم تتأثر بهذا التأخر على مستوى النتيجة، ورفعت من إيقاع المباراة، وناورت من كل الجهات وخلقت متاعب في دفاع فريق الرجاء، وعرفت كيف تصطاد ضربة جزاء بواسطة المهاجم الحواصي نجح في ترجمتها إلى هدف التعادل اللاعب زايد كروش في الدقيقة23 . واعتبارا لكون الجولة الثانية تتدخل فيها القرارات المتأنية للمدربين فقد تبين أن الاطار التقني الاسباني أحسن استخلاص الخلاصات، وعرف كيف يمتص اندفاع لاعبي الرجاء، وكان موفقا في استثمار المرتدات الخاطفة، التي أثمرت في الدقيقة 53 هدف التفوق لفائدة الزوار بواسطة المهاجم زهير نعيم، وهو هدف أربك حسابات المدرب الطاوسي، ونزل كحمام ثلج على جماهير الرجاء، لكن الهدف الثالث لفائدة الزوار، الذي وقعه سلمان ولد الحاج في حدود الدقيقة 62، دفع بالجماهير التي تؤثت المدرجات إلى التعبير عن سخطها بسلوكات وممارسات تعكس عدم الرضى على الأداء وعلى النتيجة. الهدف الذي وقعه اللاعب ياسين الصالحي في حدود الدقيقة 86 من ضربة ثابتة لم يكن كافيا لاستعادة الفرحة بالمدرجات، ليعلن الحكم عبد الرحيم اليعقوبي عن نهاية المباراة بفوز الماط على الرجاء بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ليرفع التطوانيون رصيدهم إلى خمس نقط، فيما تجمد رصيد الرجاء في عشر نقط، وهذه هي الخسارة الثانية التي يحصدها الفريق الأخضر أمام أنصاره وبعقر داره بعد الهزيمة أمام الكاك، فكيف للمدرب الطاوسي أن يتجاوز هذه الكبوة؟ وهل يتوفر على الوصفات التي من شأنها أن تعيد البسمة لجماهير الرجاء؟