تعاني العديد من المؤسسات التعليمية العمومية من نقص في التجهيزات ومن اهمها الطاولات و مكاتب و كراسي الاساتذة و السبورات, و هناك العديد من الطلبات الموضوعة بنيابات وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني في هذا المجال, تصطدم برد عدم توفر مصالح التجهيزات المدرسية التابع لمصالح التخطيط و المطالبة بالانتظار حتى يتم الافراج عن طلباتها من المكاتب و الطاولات و السبورات. هذا الخصاص له انعكاسات سلبية, خاصة حين عملت الوزارة على تشجيع الاكتظاظ كوسيلة للحد من الخصاص في الاساتذة, الا ان هذا الاكتظاظ و قلة التجهيزات يوضح الى اي حد هزلت منظومتنا التعليمية و اصبحت الوزارة غير قادرة على توفير كرسي للاستاذ و كان العديد منهم قد رضي فيما سبق بوضع طاولة التلاميذ مكان مكتبه, فاستغنى عليها لحاجة التلاميذ اليها و اصبح طيلة حصته واقفا و لا يجد اين يضع محفظته و كتبه,و يكون الوضع اشد صعوبة حين تكون مدة الحصة ساعتان متتابعتان. تنضاف مشكلة اخرى و هي السبورات كيف يعقل و نحن نعيش في الالفية الثالثة من القرن الحالي على ماذا نجلس ؟ و على ما ذا نكتب؟. و اين نكتب؟ في الوقت الذي قطعت فيه التيكنولوجيا اشواطا هامة في هذا المجال.. و من غير المعقول و المقبول ان نسمع في الموسم الدراسي 2015-2016 و بالوسط الحضري ان هناك اقساما يجلس تلاميذتها 3 في طاولة واحدة وفي مادة الفيزياء و علوم الحياة و الارض و بالثانوي التاهيلي اقساما وصلت الى 48 في القسم الواحد, مختبرات لا تحمل من المختبر الا الاسم, ما جعل التلاميذ الذين يدرسون في مثل هذه الأوضاع يجدون صعوبة بالغة في فهم و ادراك ما يقدم أمامهم من دروس, فقط كل ما يدركونه هو من المجهودات التي يقوم بها اغلب هؤلاء الأساتذة. العديد من الأساتذة في مؤسسات عمومية عبر التراب الوطني ما فتئوا يقدمون شكاياتهم و احتجاجاتهم الى الإدارة التي ظلت عاجزة عن اجوبة مقنعة, بل تعدى ذلك الى طرح هذه المعضلة عبر نقط جدول إعمال العديد من مجالس التدبير من طرف الأساتذة الأعضاء في المجالس و كعادتها كل موسم دراسي جديد دخلت على الخط جمعيات الامهات و الآباء و الأولياء لتخفف من هول الكارثة,حيث تكلفت العديد من هذه الجمعيات بإصلاح الطاولات وإعادة صباغة السبورات . جانب آخر من المعاناة قد لا يصل صداه الى العموم و هو الانقطاع الكهربائي على العديد من المؤسسات التعليمية ليس بالمجال القروي و إنما بالمدن و دائما نسوق الأمثلة من مدينة الدارالبيضاء. هذه الانقطاعات الكهربائية و التي تقع عدة مرات خلال الموسم الدراسي الواحد , لأن العديد من المؤسسات التعليمية العمومية متهالكةو لا تتوفر أقسامها على أزرار المصابيح و أخرى تظهر الخيوط الكهربائية بارزة للعيان, لكن الخطير في الأمر هو ربط أكثر من مؤسسة بشبكة واحدة و عداد واحد و نسوق مثالا حيا من ثلاث مؤسسات عمومية وجدت الواحدة بجوار الأخرى بنيابة عين الشق بالدارالبيضاء و هي الثانوية التاهيلية ابن زيدون,و الثانوية الإعدادية الحسنى و المدرسة الابتدائية بشار بن برد ,هذه المؤسسات الثلاث منذ سنة 1964 وهي تتوفر على شبكة ربط واحدة مما يتولد عليه ضغط كبير لكثرة احتياجات الثانوية التاهيلية والإعدادية لهذه المادة طيلة اليوم لاستمالهما للحواسيب في كل شئ مما يجعل الانقطاع الكهربائي مسألة واردة . و رغم المحاولات التي تقوم بها نيابة وزارة التربية الوطنية بعين الشق في ابلاغ الاكاديمية الجهوية لجهة الدارالبيضاء لبرمجة اصلاح الربط الكهربائي و فصل كل مؤسسة عن الاخرى, فإن الوعود التي تتلقاها كل موسم دراسي مازالت حبرا على ورق و ينتظر الجميع ساعة الافراج عنها. ان هيئة التدريس و ان كانت مرغمة على العمل داخل اقسام مكتظة يصعب ضبطها و يستنزف مجهوداتها لموسم اخر و تعتبر ذلك من واجب واجباتها ,فانها لا يمكن ان تقوم بذلك في ظروف تنعدم فيها ابسط الشروط و اللوازم الضرورية. معضلة اخرى صادفت الدخول المدرسي و هي غياب النظافة في العديد من المؤسسات العمومية, حيث ان الشركة التي رسى عليها طلب العروض الخاصة بالنظافة لم تقم لحد الساعة بتوفير المنظفات, مما يدل على ان خوصصة هذا القطاع من طرف الوزارة لم يعط أكله لعدم احترام دفتر التحملات لقلة المتابعة اليه بكل تفاصيله صحبة الحراسة الخاصة. في ظل هذا الوضع غير المقبول تدخلت مرة اخرى العديد من جمعيات الامهات و الاباء و تكلفت بتنظيف الاقسام خلال الفترة التي كانت خاصة بالاستعداد للدخول المدرسي و منها من زالت تتكلف بهذا المجال في غياب شركات النظافة التي تحصل على واجبات تنظيف الاقسام و الادارات من المال العمومي رغم عدم توفير اي منظفة؟