الانتصار الذي حققه منتخبنا الوطني أمام غينيا الاستوائية، كان بعد معاناة أمام خصم عنيد عكس عطاءه الرتبة التي يحتلها في تصنيف الفيفا (69 عالميا)، والتي لم تكن بالعبثية. فخلال هذه المباراة راهن الغينيون على تكتيك دفاعي صرف 4 - 4 - 2، وكان همهم منذ الانطلاقة تجنب تلقي أهداف أكثر من تسجيلها، حيث في كثير من اللحظات كان الفريق يدافع? بشكل متكتل، يتكامل فيه لاعبو الدفاع ولاعبو الوسط. وقد أتاح لهم هذا التكتيك خنق المحاولات الهجومية لمنتخبنا، والتي كان من ورائها يوسف العربي، وحكيم زياش، وعمر القادوري، ثم عبد العزيز برادة، مع مساندة من عصام عدوة وشفيق فؤاد، الذي أصبح عطاؤه يكبر مباراة بعد أخرى. وتبقى أهم المحاولات التي أتيحت للمنتخب الوطني تلك التي سنحت للعربي (د 4)، الذي تمكن من الإفلات من الرقابة الدفاعية ليسدد جانبا. وتلتها محاولة أخطر، في حدود الدقيقة 26، كان من ورائها عصام عدوة، الذي قذف بقوة من خارج معترك غينيا، لتصطدم كرته بالعارضة الأفقية. وفي حدود الدقيقة الثلاثون ستجد عناصر المنتخب طريقها إلى الشباك، وذلك من هجوم منظم سينهيه حكيم زياش بالتمرير نحو العربي، الذي سيتمكن من تسجيل هدف التقدم. ومقابل هذا ستتمكن عناصر المنتخب الغيني، خلال هذا الشوط، من خلق محاولتين واضحتين كان من ورائهما المهاجم «إيميليو لوبيز»، في الأولى كان قريبا من التهديف لولا التدخل الذكي داخل مربع العمليات لشفيق فؤاد، ثم محاولة ثانية تخلص فيها من رقابة مدافعين، لكنه أنهاها بالقذف جانبا (الدقيقتان 6 و 16). ومع انطلاقة الشوط الثاني، دخلت عناصر المنتخب وهي تتطلع لتسجيل مزيد من الأهداف، تسهل مهمتها يوم الأحد القادم، خلال مباراة الإياب، لكن قرار حكم المباراة الجنوب إفريقي «دانييل بينيت»، بعد دقيقتين من بداية هذا الشوط، بطرد عادل كروشي لخشونة ارتكبها في حق اللاعب الغيني «أنريكي سينوبوا»، وهو بالتأكيد طرد قاس، سيعقد حسابات الناخب الوطني، الذي كان عليه مواجهة مخلفات هذا النقص العددي، مع احتمال إصابة بعد اللاعبين، كالعميد بنعطية الذي كان هناك تخوف من عدم إكماله للمباراة. وهكذا سيقوم الزاكي، في حدود الدقيقة 56، بإجراء تغييرين بإقحام كل من أشرف لزعر وياسين بامو مكان مروان سعدان وعبد العزيز برادة. وقد عرف النصف الأول من هذا الشوط تحركات متتالية للعناصر الغينية، التي نفذت سبع ركنيات، وكانت قريبة من تسجيل هدف التعادل، في حدود الدقيقة 65، على إثر مرتد هجومي أنهاه البديل «خوسي ديكامبو» بقذفة قوية مرت محادية لمرمى لمحمدي. ودقيقة بعد هذه المحاولة ستبادر العناصر الوطنية للقيام بهجوم سريع انتهى بتمريرة ليوسف العربي نحو البديل ياسين بامو، الذي لم يجد أي صعوبة في التوقيع على هدف ثان وثمين. وعموما، فقد استطاع المنتخب الوطني، بعد فترة من الشك طاردته خلال المباريات الودية الأخيرة، من أن يحقق انتصارا صعبا وغاليا على فريق له كفاءات، ويلعب بشكل منظم. فريق يؤكد مجددا أنه لم تبق بإفريقيا منتخبات ضعيفة. ونتيجة هذه المباراة ستشكل بالتأكيد حافزا لكي تلعب عناصرنا الوطنية مباراة الإياب، يوم الأحد القادم، بعاصمة غينيا الإستوائية باطا، بواقعية وتتجنب الهزيمة هناك.