المباراة الودية الثانية التي أجراها منتخبنا الوطني أمام غينيا كوناكري، والتي قادها طاقم تحكيم سينغالي يقوده الحكم "ندياي ماكيت"، كان من المنتظر أن يحضرها جمهور أقل عدديا من الجمهور الذي حضر المباراة الأولى أمام الكوت ديفوار، وقد حضرها مع ذلك جمهور قارب أو تجاوز ثلاثين ألف متفرج كرقم تقديري، باعتبار أن المنظمين لم يعلنوا عن أي رقم في هذا الصدد خلال المبارتين معا. ويعزى الحضور المكثف نسبيا للجمهور خلال المباراة الثانية إلى كون تذاكر الدخول وزعت بالمجان، وعلى نطاق واسع. وقد عرفت المباراة، التي كانت أقل مستوى من المباراة أمام الكوت ديفوار، شوطا أولا كانت المبادرة في بدايته للمنتخب الوطني الذي أهدر هجومه، ومنذ الدقيقة الأولى، فرصة أكثر من محققة، وذلك من كرة انطلقت من حكيم زياش والذي مرر على طبق لعبد العزيز برادة الذي كان وجها لوجه مع الحارس الغيني وقدف جانبا. واستمرت هجومات منتخبنا الذي ضاعت منه فرصة أخرى كان من ورائها أشرف لزعر، لتنتقل المبادرة بعد ذلك لعناصر الفريق الغيني الذي خلق أول فرصة، في حدود الدقيقة 15،من تمريرة من "كيتا نابي" وجدت المهاجم "ساديو ديالو" الذي قذف جانبا. وفي حدود الدقيقة 21 قاد نفس اللاعب، أي كيتا نابي، مرتدا هجوميا انتهى بقذفة لمحمد ياتارا لم تترك أي حظ للحارس ياسين بونو وأعطت الهدف الأول. . لكن، وعلى بعد دقيقة واحدة من هذا الهدف ستبادر عناصر المنتخب إلى الضغط على معترك الفريق الغيني، مما سيتيح لبدر القادوري اصطياد ضربة جزاء احتج عليها المنتخب الغيني ومدربه الفرنسي لويس فيرنانديز. وسيتكفل القادوري نفسه بتحويلها إلى هدف سيعطي لمنتخبنا التعادل في وقت قياسي ( الدقيقة 22 ). بعد تسجيل هدف التعادل سيتواصل مسلسل إهدار الفرص، بالأخص من طرف العناصر الوطنية التي كانت تعاني من الضغط الذي خلفته هزيمتها أمام الإيفواريين، فيما عناصر المنتخب الغيني، التي كانت تبدو منتشية من نتيجة الانتصار التي حققتها بالجزائر، كانت تلعب بدون عقد، حيث كان أدائها بسيطا، وبدون زيادات، معتمدة التمرير بيسروسهولة، وبلمسة واحدة. وسيتأكد هذا المنحى، خلال الشوط الثاني الذي شهد تراجعا مقلقا للعناصر الوطنية، رغم التغييرات التي قام بها الزاكي بإقحام كل من ياجور كبديل لبرادة، وبلهندة كبديل لحكيم زياش، وحمد الله كبديل لعاطف شحشوح، ثم في الدقائق الأخيرة رشدي أشنتيح كبديل لأشرف لزعر. ورغم هذه التغييرات كلها، وعلى امتداد هذا الشوط، واصل لاعبونا إهدار الفرص القليلة التي أتيحت لهم، نذكر منها على الأخص الكرة التي مرر ياجور نحو حمد الله، والتي أضاعها هذا الأخير بشكل غريب. كما أن حكم المباراة، في حدود الدقيقة 79، لم يعلن عن ضربة جزاء لصالح منتخبنا كانت، فيما يبدو، أوضح من تلك التي أعلن عنها لصالحه خلال الشوط الأول. مقابل هذا اتيحت للغينيين بدورهم بعض الفرص لإضافة هدف ثان، كانت أخطرها فرصة أضاعها محمد ياتارا في الدقيقة 79. وتلتها فرصة أخرى، أوضح وأخطر، ضاعت من الثلاثي حمد الله، والقادوري، ثم ياجور الذي أضاع من رأسية هدفا محققا. وعموما فقد كانت هذه المباراة، بالأخص في شوطها الثاني، ذات مستوى ضعيف أثار خيبة وغضب الجمهور الحاضر الذي رافق خروج لاعبينا بالإحتجاج والصفير