قال محمد بنسعيد ايت إيدر «لقد كانت للمغرب ستة فرص سانحة للتقدم والتطور، لو تحققت لكنا اليوم في وضع مريح، لكن العديد من الفرص تم تضييعها من قبل النخبة السياسية الوطنية». وسجل المقاوم محمد بنسعيد أيت إيدر في محاضرة ألقاها في كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالمحمدية في لقاء «ضيف الذاكرة» تحت عنوان «النخب الوطنية والفرص الضائعة»، ضياع الفرصة الأولى التاريخية وهي عدم ارتباط السلطان محمد بن يوسف مع الحركة الوطنية في تحالف واضح وعلى أساس برنامج مدقق ومعروف ومعلن، بين الحركة الوطنية ومؤسسة القصر الملكي ممثلة بمحمد بن يوسف ، غير أن هذا التحالف يقول أيت إيدر بني على العاطفة الوطنية. أما الفرصة الثانية الضائعة فتتمثل في ضياع فرصة تمتين الروابط بين المقاومتين السياسية والمسلحة لقطع الطريق على التلاعب الذي قامت به القوة الثالثة الناشئة والتي عملت على إضعاف الصف الوطني السياسي من جهة، وإضعاف المقاومة وجيش التحرير من جهة ثانية. والفرصة الضائعة الثالثة في نظر المجاهد أيت إيدر، هي عدم تجميع الحزبيين الوطنيين، حزب الاستقلال وحزب الشورى والاستقلال لمواجهة التشتيت والطوابير الأخرى. وسجل بنسعيد أيت إيدر ضياع الفرصة الرابعة، أي فرصة حكومة عبد لله إبراهيم، بتكالب لوبيات متنوعة حتى وقع الإجهاز عليها وإعفاؤها في عز قوتها فضاعت على المغرب فرصة ذهبية للإقلاع المبكر نحو التقدم. والفرصة الخامسة في نظر المحاضر بنسعيد هي انعدام استثمار قوة الكتلة الديمقراطية، ويقول في هذا الصدد ولاشك أن هذه الفترة تحتاج إلى تحليل دقيق وموضوعي للوقوف على الأخطاء التي أدت إلى ضياع الفرص الثمينة للتقدم سواء على صعيد المغرب أو على الصعيد المغاربي منذ الستينات إلى الثمانينات من القرن الماضي، حيث بدأت بوادر الانفراج تظهر، وبرزت الكتلة الديمقراطية كتعبير شرعي وذي مصداقية في التحاور مع الملك الذي بدا بدوره راغبا في التحول واستثمار شعبية المعارضة للحكم بها وليس معها وليس للشراكة في الحكم . أما الفرصة السادسة والأخيرة في نظر المجاهد محمد بن سعيد أيت إيدر هي فرصة بناء تعاقد واضح وحاسم ومسؤول ومتوازن، إثر وفاة المرحوم الحسن الثاني إثر انتقال السلطة وما بعدها ، غير أن شيئا من هذا لم يحصل يختم أيت إيدر ، فكانت مهزلة 2002 ، وجاءت حركة 20 فبراير لتصحح بعضا من اختلال التوازن ،إلا أنها لم تجد سندا سياسيا قويا، فحققت بعضا من أهدافها وما زالت أهداف أخرى تنتظر.