لم يعد الصراع بين رئيس الرجاء وجمهور الفريق خفيا بعد أن تصاعدت شرارته في الآونة الأخيرة من خلال تصريحات بودريقة وبلاغ فصيل الأنصار"غرين بويز" الذي طالب برحيل الرئيس حيث اعتبر أنه استنفذ كل الفرص التي أتيحت له، معتبرا أن كل محاولات بودريقة لاحتواء الوضع ما هي سوى " مسكنات " للجمهور الرجاوي عقب كل إخفاق، و" تملصه من المسؤولية عبر تعاقدات بسرعة البرق مع لاعبين ومدربين.." الغريب في الموضوع أن رئيس الفريق لا يرفض الرحيل حين صرح قائلا: " أنا لست من محبي المناصب.. فأنا أدفع من مالي الخاص من أجل الرجاء"، وهو ما يعتبر ضمنيا صدقية ما جاء في بلاغ فصيل المشجعين، لكنه اشترط أن يصدر الطلب مما أسماه الجمهور " الحقيقي " للرجاء وشكك في هوية منتقديه وكأنه ينفي صفة المشجعين عن فصيل "غرين بويز" الذي يعتبر أحد دعامات الفريق الأخضر بعد أن ذاع صيته خارج الحدود المغربية واعتبر من أفضل عشر فصائل عالمية. بتأمل مركّز لما جاء في بيان الفصيل، يتضح النضج الذي كتب به، فهو يؤجل استقالة الرئيس إلى نهاية الموسم رغبة في استقرار الفريق، وعدم مقاطعة مبارياته لأن المشكل مع الرئيس وليس مع الرجاء. فما الضّير حين تطالب الجماهير في وضع خطة واقعية لتفعيل دور المنخرط والبحث عن منخرطين جدد من شأنهم المساهمة في تطوير عجلة الفريق عوض الاكتفاء بخمسين منخرطا لفريق من حجم الرجاء؟ وما العيب في فتح باب المصالحة مع جميع الفعاليات الرجاوية التي تم إقصاؤها؟ وفي التراجع عن قرار فصل فرع كرة القدم عن باقي الفروع؟ وماذا سيخسر بودريقة إن وضح بالأرقام ما يتردد عن عجز الميزانية وحجم الديون التي ترددها " الشائعات " في غياب أرقام رسمية واضحة ومبررة،عوض الدخول في حروب صغيرة مع جماهير الفريق التي لا ترغب سوى في أن يكون الأخضر متألقا كما عوّدها؟ وهنا، ومع تصنيفات بودريقة لجمهور الرجاء، نذكره بالفيديو الذي أدرجه عبر " يوتوب وهو يغني" مون أمور " التي أبدعتها جماهير الرجاء رفقة أبنائه في سيارته، وبرفعه لتيفو مع جمهور المكانة وترديده أغنية " عايشين عيشة مهبولة " وبتصريحه في 2010 حين قال »الرجاء التي ولدت من رحم الشعب يجب أن تعود إليه، لقد ابتعد الفريق عن جماهيره المناضلة، التي تسانده وتشجعه وتمده كل يوم ببذور النجاح... أنا واحد من جمهور المكانة، أنا ابن التدافع والتزاحم في الحافلات والتيفو والأناشيد التي تتغنى بالرجاء". لا ندري أين ذهبت هذه التصريحات التي تشيد بجمهور الخضراء ولا تفرق بين فصائله، ولا ندري أيضا كيف أن بودريقة لم يحسب كلماته جيدا وهو يعلن الحرب على جمهور الفريق أيا كان انتماؤه، لهذا الفصيل أو ذاك، لأن بودريقة أو غيره ممن يستشيرهم في أمور الرجاء لن يكون بإمكانهم التمييز بين عشاق الأخضر، لأن الشعارات واحدة، والأغاني واحدة وعشق الأخضر واحد، أما غير ذلك فلا أهمية له مادامت تحكمه حسابات أخرى لا تعني الجمهور في شيء.