وصف زعيم حزب قمة الشمال الايطالي «سالفيني ماتيو» في برنامج تلفزي على الهواء مباشرة ، مغاربة إيطاليا بالفوضويين ولا يحترمون قوانين الإقامة، مستغلين فضاء الحرية والديمقراطية، عكس بلدهم الأصلي حيث تسود لغة القمع، حسب قوله، وذلك في برنامج «زوال الأحد» الذي تبثه القناة الخامسة الإيطالية التابعة للزعيم السابق برلسكوني. ويعد «سالفيني» زعيم حزب رابطة الشمال الايطالي، المعروف بعدائه للمهاجرين وعلى رأسهم مغاربة إيطاليا، أن تصريحاته العنصرية تأتي للحد من تدفق المهاجرين على إيطاليا، على هامش التظاهرة الوطنية التي نظمتها أحزاب اليمين شارك فيها كل من حزب قوى ايطالية وحزب إخوان ايطاليا وأخيرا حزب رابطة الشمال، بمدينة بولونيا تحديدا بساحة «ماجوري» معقل اليسار الإيطالي بمختلف توجهاته. وتهدف التظاهرة حسب منظميها إلى ممارسة الضغط على رئيس الوزراء وزعيم الحزب الديمقراطي «رينسي»، واستعداد تلك الأحزاب لمواجهة الحزب الديمقراطي في إطار الانتخابات المقبلة المزمع عقدها نهاية 2017 وبداية 2018، ودعت تلك الأحزاب من خلال هذه التظاهرة، الحكومة الإيطالية إلى إلغاء قانون تمديد سن التقاعد، ومنح الإيطاليين الأولوية في الاستفادة من مناصب الشغل بدل الأجانب. «سالفيني» لم يدع الفرصة تمر دون أن يشن هجوما عنيفا على الأجانب، وعلى رأسهم أفراد الجالية المغربية المقيمة بايطاليا، وهو العائد مؤخرا من المغرب، حيث التقى عددا من مسؤولي الدولة قصد التباحث معهم عن قضية المهاجرين السريين وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الإيطالية «أنسا». وقد تباينت الأرقام بخصوص الحضور لهذه التظاهرة اليمينية بمعقل اليسار مابين 100 ألف مشارك حسب ادعاءات الجهة المنظمة، في حين اعتبرت وزارة الداخلية الإيطالية أن عدد الحضور لم يتجاور 15 ألف مشارك، ووصفت عدد الحضور من طرف الجهة المنظمة بالرقم المبالغ فيه ، باعتبار الساحة لا تتسع لهذا الرقم. ويذكر أن مقدمة البرنامج «زوال الاحد» وجهت تحذيرا مباشرة على الهواء إلى «سالفيني» طالبة منه مغادرة ساحة التظاهرة، بسب بعض التهديدات التي أطلقتها بعض الجهات وصفتها مصادرنا بالمراكز الاجتماعية ضمن أعضاءها بعض الأجانب التي تحمل عداءا كبيرا «لسالفيني» وحزبه، بسبب تصريحاته العنصرية. هذه التصريحات خلفت ردود فعل غاضبة في صفوف المهاجرين وفي مقدمتهم مغاربة إيطاليا، حيث اعتبر «عادل العسري» إيطالي من أصل مغربي وعضو تنسيقية المهاجرين بايطاليا «أن تصريحات «سالفيني» العنصرية يهدف من خلالها إلى تسميم الأجواء بين المهاجرين والشعب الإيطالي»، وأضاف قائلا إن تصريحاته تهدف إلى جلب تعاطف الإيطاليين معه في حملته ضد رئيس الوزراء الديمقراطي «رينسي» بعدما تأكد «سالفيني»- يختم عادل العسري قوله-: إن أصوات الإيطاليين من أصول أجنبية تذهب لفائدة الديمقراطيين، بحيث صارت أصوات تلك الفئة، قوة لايستهان بها، فضلا عن وجود قيادات في الحزب من أصول اجنبية. ومن جانب اخر اعتبرت شخصيات مستقلة إيطالية، أن تصريحات «سالفيني» الهدف منها خلق جو يسوده التوتر والقلق بين الشعب الإيطالي السلمي مع الأجانب، وأن تصريحاته فاقدة للمصداقية باعتبار أن الجهات التي فاز بها حزبه كشفت بتورط أعضاء هذا الأخير في مسلسل من الفضائح انتهت في المحاكم.