فوجئ مواطنون ومهنيون عاملون بمعهد باستور بالدارالبيضاء صباح أمس الاثنين، بجزء من معالم هذه المؤسسة العريقة وقد أصابها التلف، ويتعلق الأمر بمجموعة من الأشجار التي أعطت إدارة المؤسسة، وفقا لمصادر الجريدة، الضوء الأخضر من أجل اجتثاثها طيلة أيام العطلة التي صادفت نهاية الأسبوع، وهو المشهد الذي شكّل صدمة لعدد من العاملين بهذا المرفق العمومي، الذي وصفوه بالبشع، وبالجريمة التي استهدفت المجال الأخضر الذي يعد متنفسا من جهة، وطالت أشجارا عمّرت لعشرات السنين، إذ من بينها أشجار عمرها 40، 50 و 60 سنة، بل أن هناك أنواعا قضت حوالي 80 سنة وهي شامخة باسقة في هذا الفضاء والتي أضحت من جهة أخرى جزءا لايتجزأ من المعهد، بل وتعدّ أحد عناوين هويّة ومعالم هذه المؤسسة! بتر للأشجار أكّدت مصادر الجريدة، وزكته الصور التي نتوفر عليها، أنه تم بشكل عشوائي وكأن الغاية من الاجتثاث كانت هي الحصول على أكبر كمّية ممكنة من الأخشاب من أجل استعمالها في غايات أخرى، بعيدا عن أي خطوة قد يبرّرها البعض بكونها تهدف إلى إعادة ترتيب المشهد ومنحه رونقا أو جمالية، على اعتبار أن الأسلوب الذي تم اعتماده هو تدميري ساهم في نشر القبح عوض الجمال؟ وجدير بالذكر أن الدارالبيضاء أضحت تعاني من خصاص مهول في المجال الأخضر مقابل استمرار تفشي الزحف العمراني واستئساد الإسمنت، الذي انتقل من استغلال 350 هكتارا سنة 2008 إلى الاستحواذ على 410 هكتارات في 2014، علما بأن شجرة واحدة يمكنها أن تقضي على حوالي 12 كيلوغراما من ثاني أوكسيد الكاربون من الجو سنويا، أي ما يعادل 17 ألفا و700 كيلومتر من الغازات المنبعثة من السيارات ومختلف وسائل النقل، والحال أن كل بيضاوي لايتجاوز نصيبه من المساحات الخضراء 35 سنتمترا مربعا، وهو ما يعتبر نسبة تقلّ عن المعايير العالمية المعمول بها ب 41 مرة، والتي تؤكد على أنه يتعين أن يتوفر كل شخص على 15 مترا مربعا من المساحة الخضراء، كما ان واقع الأرقام يوضح كيف أن الدارالبيضاء لاتتوفر إلا على قرابة 47 ألف شجرة، والتي لاتسلم من تداعيات متعددة؟