المقرر الجماعي الذي اتخذه مجلس مدينة الدارالبيضاء خلال دورة حسابه الإداري الأخير والقاضي باسترجاع القطعة الأرضية بمنطقة تيط مليل بإقليم مديونة ، والتي كانت سلطة الحماية الفرنسية منحتها أنداك لمعهد باستور كهبة قصد بناء وحدة لإنتاج الأمصال واللقاحات ، خلقت غليان كبير في صفوف شغيلة معهد باستور واعتبرته مختلف المكونات النقابية بالمعهد إجهازا على البحث العلمي ويساهم في ارتفاع التكاليف المادية للدولة في اقتناء الأمصال واللقاحات سموم العقارب والعقارب من معاهد باستور المنتشرة خارج المغرب . وخاضت شغيلة معهد باستور المغرب عشية يوم الجمعة الماضي وقفة احتجاجية بمركز التجارب العلمية لمعهد باستور بتيط مليل لتنديد بقرار مجلس مدينة الدارالبيضاء يسترجع البقعة الأرضية كانت في ملكية جماعة الدارالبيضاء سابقا ، ويتم تسليمها بموجب اتفاقية شراكة لمعهد باستور الفرنسي يوم 30 دجنبر 1952 ، ضيعة التجارب العلمية عبارة عن مشروع وحدة لإنتاج الأمصال واللقاحات تقع الطريق الوطنية رقم 9 على مساحة إجمالية تصل إلى حوالي 27 هكتارا .
أحد أطر معهد باستور المغرب بالدارالبيضاء " عبد المجيد النقري " أكد في اتصال هاتفي مع " الأحداث المغربية " أن شغيلة معهد باستور استبشرت مؤخرا بعد عقد المجلس الإداري لمعهد باستور المغرب الذي ترأس أشغاله وزير الصحة مؤخرا في موافقة المجلس الإداري على مشروع بناء وحدة إنتاج الأمصال واللقاحات بمركز التجارب العلمية لمعهد باستور بتيط مليل ، والتي تعتبر وحدة إنتاجية تستجيب للمعايير والمواصفات الدولية ، يؤكد المصدر أن ضيعة التجارب العلمية تعد معلمة علمية تاريخية وتعترف بالدور الصحي والعلمي في مواجهة ومحاربة مختلف الأوبئة والأمراض الفتاكة بالمغرب ، يستغرب ذات المصدر للقرار المتسرع لمجلس المدينة في نزع ملكية مركز التجارب العلمية لمعهد باستور بتيط مليل قصد المنفعة العامة .
الأطر العلمية من دكاترة ومهندسين بمعهد باستور المغرب اعتبرت الإجهاز على مركز التجارب العلمية بضيعة تيط مليل هو حرمان للكفاءة المغربية من البحث العلمي قصد إنتاج الأمصال واللقاحات ضد سموم العقارب والأفاعي ، خصوصا ومركز باستور بتيط مليل يعد المركز المحوري والاستراتيجي للتجارب العلمية للباحثين للمعهد منذ تأسيسه ، بعد اعتماد المعهد والوزارة الوصية استراتيجية في إعادة تأهيله وتجهيزه سنة 1992 ورصد ميزانية ضخمة للمشروع تصل إلى 30 مليون درهم ، يؤكد أحد الدكاترة أن سياسة دولة خلقت آمال عريضة وآفاق كبيرة حول مشروع بناء وحدة إنتاج الأمصال واللقاحات إسوة ببقية معاهد باستور بالمغرب العربي ، الهدف منها الحفاظ على الخبرة والتجربة العلمية للمعهد في مجال إنتاج الأمصال واللقاحات ، والمساهمة في الدفع والنهوض بالبحث العلمي يسير في تطوير وتحسين الإنتاج وتقنيات التحليلات المختبرية والتوصل إلى براءات الاختراع كباقي المعاهد والمراكز العلمية عبر العالم ، يؤكد المصدر أن اللقاحات والأمصال أصبحت اليوم تعد سلاح بيولوجي في ملكية الإنسان لمواجهة الأوبئة المتجددة مثال وباء إيبولا وكورونا والأمراض الفتاكة .