رفع قدماء معهد باستور المغرب توصية إلى المشاركين في المناظرة الوطنية للصحة، الجارية في مراكش منذ أول أمس الاثنين وإلى غاية غد الأربعاء، حول دور معهد باستور المغرب داخل المنظومة الصحية الوطنية، تضم بعض مقترحاتهم للإسهام في طرحها في مداخلات المناظرة، انطلاقا تعكس تجربتهم التي قضوها في المعهد. تعليق الصورة: معهد باستور الذي أغنى العاملون فيه حقل البحث والانجاز العلمي (أرشيف) تضمنت توصيات قدماء معهد باستور-المغرب، كما جاء في الرسالة الموجهة إلى وزير الصحة، التي توصلت "المغربية" بنسخة منها، مطلب بخلق متحف بمعهد باستور، يضم خزانة للكتب والمنجزات العلمية التي حققها العاملون في المعهد، حفاظا على خصوصية الذاكرة الباستورية في المغرب. ويعود سند قدماء معهد باستور في مطلبهم إلى الدور الذي لعبه المعهد في المغرب، منذ نشأته، إذ ساهم داخل المنظومة الصحية في مواجهة الأمراض الفتاكة والأوبئة القاتلة، بإنتاج وتوفير اللقاحات والأمصال. كما ساهم في مكافحة الأمراض الفتاكة، مثل وباء الطاعون، ووباء الجدري، ووباء تيفويد، ووباء السل، ووباء الكوليرا، وداء الدفتيريا، وداء الكزاز، وداء السعار، وتسممات العقارب والأفاعي، وداء السحايا. كما ساهم في الأبحاث العلمية التي تخص الأمراض المعدية وإجراء الخبرة بخصوص التحليلات الطبية والبيولوجية. وشدد قدماء معهد باستور "رد الاعتبار لقدماء معهد باستور المغرب، من الباستوريين السابقين الذين ساهموا بكل صدق وتفاني بروح المواطنة والإنسانية في المهام التي كانوا يقومون بها عبر السنين، ما تجلى في الحفاظ على المكتسبات العلمية والحفاظ على الروح العلمية الباستورية المتجلية في إنتاج اللقاحات والأمصال خدمة لصحة المواطنين والإنسانية". وتضمنت الرسالة التماس، لقدماء معهد باستور برد الاعتبار لمكانة هذه المعلمة العلمية بإدماجها في استراتيجية وزارة الصحة، وإشراكها في السياسة الصحية الوطنية، نظرا للدور الحيوي الذي لعبه المعهد داخل المنظومة الصحية المغربية، منذ ما يزيد عن قرن من الزمن. وورد في الرسالة إشارة إلى تاريخ نشأة معهد باستور المغرب، التي تعود إلى سنة 1911 في طنجة، إذ ساهم المعهد في البداية بمحاربة داء السعار، بإنتاج أول لقاح في المغرب، وهو اللقاح المضاد لداء الكلب "Vaccin antirabique"، كان يوفره للمغرب ويصدره إلى إسبانيا وجبل طارق. وفي سنة 1929، جرى تأسيس معهد باستور الدارالبيضاء، فيما جرى تأميم المعهد سنة 1967، تحت اسم معهد باستور المغرب، بناء على المرسوم الملكي عدد 66-1976، المؤرخ في 14 ربيع الأول لسنة 1387هجرية، الموافق ل 23 يوليوز 1967، كمركز اللقاحات والأمصال. يشار إلى أن موضوع عقد المناظرة الوطنية الثانية للصحة حركت، أيضا، المكتب النقابي لموظفي ومستخدمي معهد باستور، بالدارالبيضاء، إذ دعا وزارة الصحة إلى "تفعيل دور معهد باستور داخل المنظومة الصحية الوطنية"، في سياق التحضير للمناظرة الوطنية للصحة، المقررة بين فاتح و3 يوليوز المقبل بمراكش. وطالب المكتب النقابي، التابع للاتحاد المغربي للشغل، في رسالة إلى وزير الصحة، بإعادة "الاعتبار لمؤسسة باستور، وإدماجها في البرامج والمشاريع الصحية المسطرة، وفي السياسة الدوائية، والالتفات والاهتمام بهذه المؤسسة العلمية". وجاء في الرسالة، التي توصلت "المغربية" بنسخة منها، أن "البحث العلمي يعاني ركودا وتراجعا في المعهد، ما حوله إلى تقارير وإحصاءات لا تخدم المعهد ولا تخدم صحة المواطن، في حين يتوفر المعهد على أكبر مختبر للبحث في علم الفيروسات". وشددت الرسالة على "ضرورة تدخل وزارة الصحة لتفعيل المرسوم الملكي عدد 176 -66 (23 يونيو1967)، الذي يحدد المهمة الرئيسية الثانية للمعهد، والمتمثلة في إنتاج أو استيراد وتوزيع الأمصال واللقاحات، عملا بتوصيات المنظمات الدولية، مثل منظمة الصحة العالمية، التي تحث الدول المتضررة على إنتاج واستعمال الأمصال ضد سموم العقارب والأفاعي، مع إمكانية توفير الدعم المالي والتقني لها". ودعت الرسالة إلى إعادة فتح مصلحة إنتاج الأمصال واللقاحات، التي توقفت سنة 2004، لتوفير نفقات المعهد من العملة الصعبة، موضحة أن قيمة اقتناء اللقاحات والأمصال بلغت أزيد من 239 مليونا و396 ألف درهم في الفترة 2007-2012. وأكدت الرسالة قدرة المعهد على تطوير الإنتاج وجعله يحترم المعايير العالمية للإنتاج، مع العمل على تحسينه وتطويره، بخلق تعاون وعلاقات شراكة مع مختلف المعاهد العالمية، من الشبكة العالمية لمعاهد باستور ومنظمة الصحة العالمية، ومجمع البحوث في البلدان الأوروبية، والولايات المتحدة، وتبادل الخبرات في مجال إنتاج الأمصال واللقاحات. وتحدثت الرسالة عن "عدم إشراك المختبر في برنامج البحث العلمي الذي أعدته وزارة الصحة، للفترة من 2008 إلى 2012، فيما المهمة الأساسية للمعهد هي البحث العلمي في مجال الأمراض المعدية، ويعد مرجعية أساسية للأبحاث على المستوى الوطني".