تتحول مدينة الرباط ابتداء من يوم غد والى غاية 24 من الشهر الجاري الى قبلة بيئية عالمية، وذلك باختيار عاصمة البلاد كمدينة اولى للإحتفال بالذكرى الاربعينية ليوم الارض. من طرف احدى ابرز الجمعيات والمنظمات غير الحكومية الفاعلة في المجال البيئي على المستوى العالمي. وقد وقع الاختيار على مدينة الرباط من بين عدد من كبريات العواصم العالمية. ولكن لماذا الرباط؟ تسمح عدة معطيات بجعل الرباط مدينة بيئية بالنظر الى العديد من العواصم، فهي تتجاوز المعيار الدولي المتفق عليه بالنسبة للمساحة الخضراء المخصصة لكل فرد، فإذا كان هذا المعيار يحدد 10 أمتار مربعة بالنسبة لكل مواطن، ففي الرباط نجد المعيار يتضاعف بنسبة 20 مترا مربعا للفرد. وهو ما يجعلها المدينة الأولى على الصعيد الوطني وتقارع العواصم العالمية الأخرى في هذا المجال (باريس مابين 10 و 11 مترا مربعا) ويعود ذلك إلى عدة عوامل، اهمها اولا اتساع المساحة الخضراء بالعاصمة، والتي تبلغ حاليا 260 هكتارا داخل المدينة و 1200 هكتار كحزام اخضر، يحيط بها بالاضافة الى 45 الف خط تشجير مستقيم. وبالنسبة لفتح الله ولعلو عمدة المدينة، فإن الرباط تزخر بالعديد من المواقع الخضراء التي تندرج في خانة المآثر التاريخية كشالة والأوداية، وفضاءات اخرى استحدثت في العشرينات كحديقتي نزهة حسان وحديقة بلفدير، وحديقة التجارب وغيرها. دون أن ننسى الحزام الاخضر الذي اصبح قبل شهر تابعا لتدبير مجلس المدينة. وشدد عمدة الرباط على أن النفس البيئي والتوجه الايكولوجي أضحى حاضرا في كل مشاريع التهيئة والبناء بالمدينة، مشيرا الى أن مشروع أبي رقراق مشروع ايكولوجي، ذلك ان %20 من الوعاء العقاري الذي يقوم عليه المشروع سيخصص للبناءات، فيما %80 من باقي الوعاء سيبقى على طبيعته و ستتم تهيئته لاحتضان بعض المحميات الطبيعية. وتصب كل المشاريع في جعل عاصمة المملكة عاصمة البيئة والثقافة، ذلك أن الرباط اضحت لها هوية ثقافية بفضل البنيات الجديدة التي بدأت تزخر بها . وتعتبر حديقة التجارب التي تقع في وسط شارع النصر، من ابرز المعالم التي ستصبح علامة بيئية بالرباط، خاصة بعد تهيئتها بارادة ملكية لتصبح اليوم حديقة نموذجية تستنبت انواعا نادرة من الاشجار والنباتات. ويعود تاريخ تأسيس هذه الحديقة الى سنة 1914 حيث كانت تقع خارج المدار الحضري لمدينة الرباط، اي خارج الاسوار. لكن مع مرور الزمن وازدياد التوسع الاسمنتي اصبحت الحديقة وسط البنايات المتاخمة ومعرضة للعبث البشري، حتى اضحت في نهاية الامر وطيلة سنوات مرتعا للمهمشين ومتنسفا لنفايات مختلفة،بل وعاء عقاريا لبعض السكان. وقد تم اتخاذ قرار إعادة هيكلة الحديقة وتعويض العديد من اصحاب الدور بالتراضي، يؤكد السيد ركراكة، الكاتب العام لولاية الرباط، وقد بلغ غلاف مشروع التهيئة حوالي 5 ملايين ومائة مليون سنتيم بشراكة مع مجلس المدينة وصندوق الحسن الثاني والمعهد الوطني للزراعة والبيطرة.