جريمة أخرى ضد البيئة تُرتكب هذه الأيام، في الطريق الوطنية رقم 9 الرابطة بين مراكش وورزازات وبالضبط من منطقة اولاد احسون في اتجاه المدينة الكوكبية الشويطر وعلى امتداد يفوق عشر كيلومترات، حيث تم إعدام مئات أشجار الكاليتوس الضخمة المحادية للطريق يمينا ويسارا، وهي أشجار تجاوز عمرها الثمانين سنة وتم غرسها خلال الحماية الفرنسية، والمبرر هو توسيع الطريق .. وتذكر هذه الجريمة البيئية بتلك التي التي ارتكبها المجلس الجماعي السابق، ضد أشجار تاريخية ضخمة على امتداد الطريق بشارع الحسن الثاني، الممتد على طول 10 كيلومترات من ساحة باب دكالة في اتجاه أحياء المسيرة، حيث تم إعدام ما يقارب ال1000شجرة من نوع الكواتشو وكذا الكاليتوس التي كانت تزوّد المدينة بنسبة 27 بالمائة من الأوكسجين، ما أدى إلى اختناقات للمرور، كما نتج عنه تشويه لجمالية المدينة واغتيال للبيئة وبالتالي تم إغلاق الكثير من المنافذ والمتنفسات المؤدية للعديد من الشوارع والأزقة والأحياء، وكل ما تحقق هو تبذير المال العام فقط.. وبشارع الأمير مولاي عبد الله تم اقتلاع أكثر من 1571 شجرة زيتون وأشجار الكواتشو وغيرها، وبحي العزوزية تم اقتلاع 6700 شجرة زيتون وأكثر من 15251مختلفة الأصناف. وها هو نفس السيناريو يتكرر اليوم في الطريق الوطنية رقم 9 وبمبررات واهية، ما يطرح التساؤول حول الصمت المطبق من طرف المهتمين بالبيئة، وكيف تسمح الدولة باغتيالها بهذه البشاعة وباسم المصلحة العامة التي من المؤكد انها لن تتحقق.. وفي ارتباط بالموضوع فإن دراسة جامعية قام بها مجموعة من الأساتذة الجامعيين لفائدة الهيئة الأوروبية المتخصصة في البيئة، أكدت أن مراكش أصبحت مهددة بالتلوث، حيث تعاني ارتفاعا في نسبة التلوث بلغت 63 في المئة، و نقص في الأوكسجين، الذي تراجع بنسبة 59 في المئة. و هي محتاجة إلى 190 ألف شجرة غابوية لاسترجاع توازنها البيئي. وأكدت الدراسة أن التوسع العمراني وانتشار الإسمنت بشكل مذهل خلال العشر سنوات الأخيرة قضى على 8 في المئة من الأشجار..