توصل «بيت الشعر» من الشاعر عبد اللطيف اللعبي برسالة يخبر فيها أصدقاءه بتداعيات الاعتداء الإجرامي الذي استهدفه وزوجته جوسلين، مؤخرا، في بيتهما بالهرهورة. كما تفيد الرسالة اضطرارهما للسفر إلى فرنسا لاستكمال العلاج. ونحن، إذ ننشر نص الرسالة، نجدد وقوفنا مع الشاعر اللعبي ورفيقة حياته في محنتهما، وتمنياتنا لهما بالشفاء العاجل الكامل: أودّ مرة أخرى باسم جوسلين وباسمي أن أشكر جميع اللواتي أعربن والذين أعربوا لنا عن تضامنهم في أعقاب الاعتداء الذي تعرضنا له يوم 19 أكتوبر الماضي. رسائل الصداقة التي لا تزال تفد إلينا أثلجت وتثلج صدرنا. في ثنايا الكثير منها مخاوف بشأن صحتنا، وتساؤلات حول دلالات ما حدث. ولعل الوقت سانح الآن لكي نورد إجابات بخصوص تلك المخاوف وتلك التساؤلات. في الشق الطبّي، أضعنا للأسف وقتا غير هين قبل التمكن من إجراء الفحوصات اللازمة لقياس مدى الضرر. الجروح التي تلقتها جوسلين في الرأس تطلبت ثماني غرز. ولا تزال إحدى شظايا الآنية الخزفية المستعملة من قبل المعتدي متغلغلة داخل جمجمتها. إضافة إلى اللكمات التي تسببت في كسر ثلاثة من أسنانها وخلفت لديها عدة كدمات. أما ضربة السكين على رقبتي أنا فقد مرت على بعد ملليمترات من الشريان السباتي لكنها لامست القصبة الهوائية، ما نجم عنه انتفاخات تحت الجلد. أذىً كبير لحق من جهة أخرى بقفصي الصدري، متمثلٌ في كسور على مستوى أضلاع عدّة. الأطباء الذين أحاطوني بعنايتهم يوم 30 أكتوبر الفائت في مستشفى كريتيي وصفوا لي فحوصات إضافية ينتظرون نتائجها للوقوف على حقيقة حالتي الصحية ومن ثمّ تمتيعي بالرعاية اللازمة. أما عن دلالات ما حدث، فلم يعد اليوم يخامرنا الشك على الأقل بخصوص نقطة واحدة : وهي أن الاعتداء لم يتمّ بوازع السرقة. إذ ما إن اقتحم المعتدي منزلنا، حتى سارع إلى مهاجمتي رأساً مستهدفا بدقة ناحية من جسمي كان من الممكن أن تفضي ضربة فيها بالسلاح الأبيض إلى الأسوأ. غير أنه ليس بمقدورنا، من الناحية الموضوعية، التكهن بالدافع الحقيقي وراء فعل كهذا، ومن ثم افتراض أن يكون هذا الأخير مدبّرا من قبل يد خفية ما. أيّا يكن، فلقد فوضنا الأستاذ عبد الرحيم الجامعي، من هيئة المحامين بالرباط، من أجل متابعة الملف، وحمل السلطات القضائية على تعميق التحقيق مع المتهم، وذلك حتى لا يتم إغفال أي مسلك محتمل. ماذا عسانا نضيف؟ لا داعي لأن نخفِيَكم بأن الصدمة النفسية كانت قاسية، وبأن التغلب على آثارها سوف يستغرق وقتا ويستدعي منا الكثير من العزيمة والجَلَد. ناجيان بمعجرة ! هذا هو شعورنا اليوم. وتلك أيضا سعادتنا، في هذا التلاقي المتجدد داخل أسرتنا الصغيرة، ومع الحياة، ونحن أشدّ تماسكا من أي وقت مضى. كريتيي، 2 نونبر 2015