سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جمال الدين الناجي منسق الحوار الوطني حول المجتمع والإعلام ومدير كرسي باليونيسكو للاعلام: الحقل الاعلامي أصبح اليوم حقلا استراتيجيا ومحوريا أكثر من القطاع العسكري
اجرت جريدة الاتحاد الاشتراكي حوار مع جمال الدين الناجي منسق الحوار الوطني حول المجتمع والإعلام ومدير كرسي باليونيسكو للاعلام، كشف من خلاله عن الموعد المواتي للإعلان عن الكتاب الأبيض المتعلق بهذا الحوار الوطني وكذا الفضاء الطبيعي الذي سيحتضن هذا الإعلان واللغات التي ترجم اليها الكتاب، كما لامس جمال الدين الناجي في هذا الحوار العديد من القضايا، التي تخص مجال الإعلام وحرية التعبير وعلاقتها بالتطورات التكنولوجية الحديثة وتداول المعرفة ببلادنا، وتطرق كذلك للرصيد الغني والمتعدد والمؤهلات لكي يلعب المغرب دورا اعلاميا اقيلميا وجهويا ودوليا، فضلا عن علاقة الصحافة المكتوبة بالصحافة الالكترونية وعلاقة الصحافة المكتوبة بالأنترنيت. { سبق أن صرحتم في احد اللقاءات خلال الشهر الماضي أن المغرب بإمكانه أن يلعب دورا رياديا على المستوى الإعلامي ليس فقط على الصعيد الإقليمي و الجهوي بل وكذلك على الصعيد الدولي، هل بالإمكان توضيح ذلك؟ المنطلق الأول منطلق بسيط جدا للغاية قل ما ينتبه إليه الإنسان، فالمغرب حباه الله بموقع جغرافي ممتاز حيث يتواجد في مفترق الطرق أوروبا أفريقيا وأمريكا الشمالية والعالم العربي، فتاريخيا الأجداد والأسلاف استغلوا أشد استغلال هذا التموقع الجغرافي، فحين نقرا التاريخ على ضوء ما يجري لقد استفادوا من الموقع الجغرافي بشكل غريب حيث نجد تلاقح الحضارات المختلفة واللغات والترجمات والأسفار والرحلات في العلاقات التجارية والتواصل، ونحن اليوم في هذا القرن لا ننتبه إلى هذا المعطى الطبيعي الذي نمتلكه، فالآن أي بلد يريد الدخول لعولمة الإعلام يصعب عليه ذلك حينما يكون محاصرا جغرافيا بثلاثة دول أو أربعة، بالإضافة إلى أننا كشعب مغربي يتواجد فيما بيننا من يتكلم على الأقل لغتين أجنبيتين، فمثلا اللغة الاسبانية تضمن لنا التلاقح مع اسبانيا وأمريكا اللاتينية، واللغة الانجليزية والأمازيعية ولغتنا الأم العربية، فهذه القدرات أساسية حيث تعتبر اللغة عصب الإعلام والتواصل، والمعطى الأخر الذي ننساه أن شرم الشيخ رسميا حدد أن 30 في المائة في العالم العربي شباب، ففي المغرب لدينا ما بين 50 إلى 60 في المائة من الشباب لهم أقل من 30 سنة، مع العلم أن أول الدخول المؤسساتي لما يسمى بالطرق السيارة للإعلام ترجع إلى 1964 1974 ، ويمكن القول أن 50 إلى 60 في المائة من الشباب المغربي ازداد مع الانترنيت، فضلا عن معطى آخر نريده دائما في أفق اشمل وأحسن هو التعددية الحزبية والسياسية، وتعددية الإعلام كذلك، انظر لحالة تونس اليوم، فلدي أصدقاء صحفيين من جيلي يعترفون حاليا أنهم كانوا خجولين، فنحن في المغرب عرفنا تعددية الكشك في الستينيات، وعرفنا كذلك التعددية في الصحافة الوطنية التي كانت تناضل كصحافة المحرر والتحرير ، صحافة زكية داوود، صحافة الناصري، صحافة الوزاني، صحافة الشيوعيين... فهذه تربة خصبة وجاهزة تكشف على أن عالم الصحافة والإعلام نحن كمغاربة جديرين به، فنحن تربينا على هذا، فهذه القدرات والإمكانيات يجب تنميتها، فبما أن لنا هذا الرصيد التاريخي، الجغرافي، البشري، المونغرافي، الثقافي، اللغوي والسياسي لماذا لا يكون لنا طموح ونلعب دورا رياديا على المستوى الإعلامي. { لكن بما أن لنا كل هذا الرصيد المتنوع والقدرات المؤهلة لإحداث قفزة نوعية إعلاميا ولعب دور ريادي في المجال فأين يكمن المشكل في نظرك؟ المشكل بكل بساطة يكمن في التدبير وفي الثقة في النفس والسيكولوجية، أولا نحن لسنا متشبعين ومؤمنين بكل هذه القدرات والمؤهلات، ثانيا لدينا مرضين كبيرين أصبحا متفشيين في أوساطنا ونخبنا وهما التشكيك والتبخيس، فكل مبادرة نشكك فيها ونبخسها وفيما بعد تحضر الأنا ، ونصبح أمام حالة غريبة من الأنانية، تقول «أن أية مبادرة لا يمكن أن تنجح إلا بحضور الشخص الذي يشكك فيها ويبخسها»، فهنا بالذات يدخل مفهوم آخر هو الصالح العام فخد مثلا وضعية تونس، التونسيون اليوم يريدون أن يذهب هذا المسلسل إلى المبتغى لكن على مراحل وتدريجيا مع الحفاظ على المكتسبات وهذا يؤكد أن المواطن التونسي له روح الصالح العام وهذا هو كنه الوطنية، الشيء الذي فقده بعض المغاربة، فروح الصالح العالم حين يكون البلد مستقلا هو كنه وجوهر الوطنية، والقيمة التي يلتف عليها الجميع وإذا ما حضرنا هذا المفهوم على صعيد الحقل الإعلامي بالإضافة للقدرات السالفة الذكر يمكن أن نكون رواد على المستوى الإعلامي في المنطقة. { ذكرت عدة مؤهلات وقدرات طبيعية سياسية تعطي للمغرب الامتياز، بالاضافة لروح الصالح العام، فما موقع الإمكانيات المادية في خلق نهضة إعلامية، وهل نحن كبلد نوفي ذلك حقه؟ الجانب المادي أساسي في الحقل الإعلامي، لكن يجب أن نتساءل، برجوعنا إلى الاعتمادات التي نخصص لقطاع الإعلام هل هي في المستوى، فالجواب بكل بساطة، أننا نعطي اعتمادات رديئة وفي إمكاننا أن نخصص أكثر من ذلك، لا حظ معي كم من حقل أو قطاع نرمي فيه ونضخ أموال ونفقات عمومية هائلة تمشي في بعض الأحيان في البهرجة والتطبيل...أما الحقل الإعلامي الذي يعتبر حقلا استراتيجيا ومحوريا فيكون نصيبه الرداءة والقلة، إننا اليوم في عصر أصبحت فيه الدول المتقدمة والتي تقدر أهمية ودور الإعلام، تعتبره قطاع استراتيجي أكثر من القطاع العسكري ، فيجب أن نخرج من سياسة الستينات والسبعينات حين كان الإعلام له أهداف دعائية ويسيطر عليه الهاجس الأمني، فاليوم الإعلام مركزي ومحوري، فالإعلام يجب أن يتضمن المعلومة الاقتصادية، المعلومة الثقافية، المعلومة الحضارية، المعلومة السياسية...فهدا ما سيجعل العالم والرأي العام الخارجي ينتبه إليك كبلد، انظر إلى وضع تونس فالجانب الثقافي والإعلامي هو ما جعل العالم كله مجند إلى جانب الشعب التونسي. { يعرف العالم ثورة في التكنولوجيات الحديثة خاصة في مجال الإعلام، تطورات ومستجدات متسارعة هل نحن في المغرب كمقاولات إعلامية وكبلد نساير ونواكب هذه التحولات والمستجدات أم أننا لازلنا متأخرين عن هذا الركب؟ لحد الآن نحن نتلمس الطريق في هذا المجال، لكن الواقع يفرض نفسه، لذلك نرى أن برامج الحاسوب دخلت إلى التعليم، ومجهود ملحوظ في تثبيت الإدارة الالكترونية... لكن الأساسي في هذا الجانب المتعلق بتداول المعرفة هو الموارد البشرية، فهذا المعطى الطبيعي حاضر لدينا نحن كمغاربة، فالأساس الذي يجب أن نركز عليه هنا ويجب علينا كبلد الدفع به هو الإبداع والابتكار وليس الاستهلاك والاستنساخ، فإذا ما قارنا أنفسنا بالأردن وتونس في البرامج المعلوماتية فقد نجد أن هذين البلدين قد قطعوا أشواطا مهمة وجد متقدمة بالنسبة لوضعيتنا، فنحن كمغاربة لدينا طاقات وموارد بشرية مهمة في مجال المعلوميات خاصة بالخارج، حيث نجد العديد من المقاولات العالمية في مجال المعلوميات وبرامج الحاسوب بها شباب مغاربة مبدعون، لكنهم يتساءلون عن ما هي الطريقة والصفة التي سيتم التعامل بها معهم حين سيدخل للمغرب، فالخطأ القاتل الذي نرتكبه هو التعامل مع شبابنا المبدع والخلاق كتقني، فبإمكاننا أن نمشي بعيدا نحن المغاربة في البرامج المعلوماتية العربية ولدينا جميع الإمكانيات، لقد ذهب زمن المنبر والخطبة في عامة الناس، لقد ولى زمن الأستاذ، فاليوم الكل من الطلبة له حاسوب والأستاذ أصبح دوره منحصر في التوجيه والتنسيق والكل يبحث ويتعلم طلبة وأستاذ وهذا يتطلب تحول ثقافي كبير كما أن هذا المستوى لم نتوصل إليه بعد.
{ دائما تركز خلال لقاءاتك العمومية على أن زمن البيانات والمنبر قد ولوا كيف ذلك؟ نريد منك بعض التفاصيل الدقيقة في هذا الإطار؟ اعتقد أن هذا يدخل أولا في ثقافة النقد الذاتي التي نفتقدها في معظم الأحيان، فمثلا في مجال حقوق الإنسان فالثقافة السائدة في التسعينيات هي ثقافة البيانات، هل نتصور اليوم أن أية منظمة تريد نشر والنهوض بثقافة حقوق الإنسان والتربية عليها، وتحريك الجانب التربوي و التحسيسي لهذه الثقافة بالبيان كوسيلة، فان لم تنزل إلى الميدان وتتعامل مع الناس وتقدم مساعدات ميدانية وملموسة مثلا كالمساعدة القضائية، والتوعية الميدانية... فسوف لن تصل إلى أهدافها ومراميها، أما على مستوى الإعلام فقد كنا نصدر جرائد لا تتضمن أي خبر ولا تتضمن الإشاعة نظرا للوضع الذي كنا نعيشه في تلك السنوات والجزر والقيود السائدة آنذاك، فكانت صحافة المنبر هي الصحافة السائدة، لأنها كانت رابط ووسيلة للتأطير، فجيل ذلك الوقت كان يقرأ الافتتاحية وهو محمل بثقافة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب والنقاش السياسي الدائر في البلاد آنذاك، بمعنى له حمولة ثقافية وسياسية، فاليوم الافتتاحية لا تكفي نظرا لتطور المجتمع وتدرجه، فاليوم المجتمع يعي أن الإعلام أصبح مهنة، وبيت القصيد أنه ينطلق من خبر وعلى أساس المعلومة يبني المجتمع وجهة نظر، فالجريدة اليوم افتتاحية وكلها خواطر أقلام عير مقبولة لدى المجتمع، ففي الماضي القريب كان الخبر غائب ووجهة النظر كان بالإمكان أن تكون حاضرة بتحايل على الرقابة ويمكن أن تمر لكن الخبر كان قاتل لان هناك متابعات ومحاكمات، لكن المبدأ الأساسي والاختيارهوالتعاقد الاجتماعي الذي كان سائدا هو التعددية في الأفكار السياسية وهذا ما افتقدته بلدان عربية أخرى في تلك الفترة. المنبر سابقا مثلا التحرير، المحرر او المكافح كان لهم دورين كنشرة للحزب، أولا إعطاء وجهة نظرها للمنافس السياسي خاصة القصر في تلك المرحلة، ثانيا إعطاء وجهة نظر إلى المناضلين الذين يوجدون في كل مناطق المغرب، فهذا الدور لم يبقى في اعتقادي، فالمواطن اليوم ينتظر الخبر، وهذه الأخبار والمعلومات المتنوعة هي التي تجعله يقرأك وسط زخم هائل ولا منتهي من مصادر الخبر المتنوعة ومنافسة شرسة من قنوات فضائية وإذاعات، مواقع الكترونية، وانترنيت، وتلفزيونات، الفيس البوك، التويتر... فكل هذه المصادر اليوم أصبحت تلعب دورا كبير في تجنيد وصناعة الرأي العام المحلي أو الدولي، لا حظ معي كيف أصبحت اليوم الرقابة تتعذب كي تتلقف أخبارا متداولة في الإنترنيت أو البريد الالكتروني، فلأخبار هي التي ستتحكم في مقروئيتك في نفوذك أو عدم نفوذك، وهنا ستدخل في منطق اقتصادي لكي تدوم المقاولة الإعلامية.
{ هل مقاولاتنا الإعلامية تتقدم في هذا المنطق الاقتصادي ومتملكة لذلك؟ نحن في سياق مبتدأ، لأن هذه ثورة فكرية وثقافية يجب أن تقع لدى الناشر، فالناشر يعيش هذا يوميا، مشاكل متعلق بالإشهار، الورق، الموارد البشرية، مشاكل مع الضمان الاجتماعي، الأجور والاتفاقية الجماعية، الضرائب... فهذه ثقافة جديدة لذلك يجب الاتفاق مبدئيا على ثابت أساسي وهو أن الاعلام استراتيجي وملك للمجتمع ومصير بالنسبة اليه، فيجب ان يكون في موقع المنفعة العامة ويأخذ هذه الصفة صفة المنفعة العامة، لذلك المطلوب أن نساعد هذا الحقل وندعمه الدعم المادي والذي يعتبر أساسي في المجال، ونعمل كذلك على ترتيب هذا الحقل الإعلامي، انطلاقا من جعل الاستفادة من الإشهار والإعلانات عملية شفافة ومراقبة، مساعدة المقاولة الإعلامية في تكوين مواردها البشرية، يجب ضمان حسن التوزيع وتنظيمه، ضمان الضبط النفسي والأخلاقي كإحداث هيئة مثلا، ومطلوب أيضا أن نساعد هذه المقاولات أن تكون في مستوى الاختيارات البلاد في مجال حقوق الإنسان كالمساواة والحرية وبعض القيم كالسلم والحق في الاختلاف، دعم المقاولة الإعلامية كي تصبح مسايرة لتحديات القرن 21 وذلك بإيتاح لها نسخة الكترونية، مجال التشريعات والقوانين يجب على المجتمع أن يعطي قانون الحق في المعلومة والولوج إلى الخبر، المساندة في تحسين الظروف المعيشية والمهنية للصحفيين، ضمان استقلالية القضاء وجعل الحرية هي في المجال الإعلامي هي القاعدة والجزر هو الاستثناء فكل هذا بمثابة استنفار وطني للوصول إلى هذا المستوى الاقتصادي لدى المقاولات الإعلامية كي تتمكن من لعب أدوارها الإعلامية خدمة للمجتمع والصالح لعام، ففي فرنسا مثلا المجتمع مؤخرا وعى بأنه من الضروري دعم الإعلام ليحافظ على مكانته وقدرته التنافسية أمام شراسة المنافسة الجهوية الأوربية، فنحن في المغرب لدينا تحديات للبناء المستقبلي حيث لنا أولوية بناء مجتمع ديمقراطي حداثي، وبناء إعلام قوي واسع الانتشار يخدم المجتمع. أمام هذه الثورة التكنولوجية والعدد الكبير من المواقع الالكترونية والمدونات الشخصية، والجرائد الالكترونية ومصادر الخبر المتعددة هل الصحافة المكتوبة مهددة في الوجود من قبل الصحافة الالكترونية مستقبلا؟ كشعار المكتوب لن يموت، فالورق بإمكانه أن يموت لكن المكتوب سيبقى دائما خالد، فهنا أريد أن الفت انتباهك إلى البحث الوطني حول الشباب والإعلام سننشره لا حقا، والذي قمنا به في إطار الحوار الوطني، فمن جملة الخلاصات التي وصلنا اليها، أن الشباب يستمد أخباره في رأس القائمة من الأنترنيت ثم الاداعات والتلفزيون وتأتي الصحافة المكتوبة فيما بعد، وأظهر البحث كذلك التداول على الأسبوعيات واليوميات لدى الشباب قليل جدا بقدر ما ينتظر شهريات للتحليل والربورتاج والتحقيق المعمق، فهذه المسألة غريبة جدا ، لقد عرفتها فرنسا في الثمانينيات، فبصفة عامة المكتوب لن يموت، فكل تقنيات التحرير المطلع وما يتبع المطلع والعنونة والتحرير ...ستبقى حاضرة لكن الوسيلة بإمكانها أن تتغير، وربما المكتوب سيصبح له دور أخر سوف لن يكون يومي ربما دوري ليفتح المجال فيه للتحليل العميق، فمثلا اليوم هناك حرية مطلقة للمواطن في السابق حين كان يريد ان يحتج، يتظاهر لكن اليوم بإمكانه ان يجلس في غرفته ويكتب مايريد عبر الأنترنيت أو مدونة خاصة، وهنا يطرح السؤال على الإعلاميين فكيف سيتم التعامل مع كل ما يكتب في المدونات الخاصة، فإذا ما احتاجت الصحافة المكتوبة التعامل مع ما يكتب في الأنترنيت يجب أن يمر من الغربال الإعلامي، لأن المواطن العادي غير مرتبط بميثاق تعاقدي اجتماعي أو خط تحرير معين والغلط أن يقول المدون أنه صحفي لأنه ستطبق عليه مقتضيات قانون الصحافة. هناك نقاش اليوم جاري حول كيف يمكن التعامل مع مواطن الانترنيت كي لا يسقطوا في القرصنة، لأننا مستقبلا ستصبح للمدون ومواطن الانترنيت حقوق. { بصفتكم منسق الحوار الوطني للإعلام والمجتمع أين وصلت خلاصاته وموعد الإعلان عن الكتاب الأبيض الخاص بهذا الحوار؟ منذ حوالي 15 يوم قد توصلت بآخر ورقة لأخر حزب سياسي قدم مساهمته، وكنا كذلك قد قمنا بالاضافة النقاشات والحوار التي أجريناها مع العديد من المنظمات والهيئات بحوث ميدانية كالبحث الوطني حول الشباب والإعلام والتكنولوجيات الجديدة (أنجز)، بحث حول المعيشة اليومي للصحفي (أنجز)، وبحث حول التكوين (في طور التحرير) بالموازاة مع ذلك أن عدد ساعات جلسات هذا الحوار الوطني وصلت إلى 150 ساعة، تطلبت تجنيد 16 متخصص من البرلمان لتفريغ محتوياتها. والموعد المواتي للإعلان عن الكتاب الأبيض المتعلق بهذا الحوار الوطني سيكون خلال شهر ابريل، والفضاء الطبيعي الذي سيحتضن هذا الإعلان ما هو إلا قبة البرلمان اعتبارا لأن المبادرة جاءت من قبل فرق برلمانية ومعظم جلسات النقاش مع الفعاليات والمنظمات والهيئات كانت بهذه المؤسسة الدستورية، لذلك سنعرض الكتاب الأبيض الذي نحرص كل الحرص أن يكون ذا جودة عالية في المضمون والذي ستتم ترجمته إلى الفرنسية والاسبانية والانجليزية الأمازيغية، خلال الدورة المقبلة للبرلمان كما أنه سيتم نشره في موقع على الانترنيت من أجل استكمال النقاش والتفاعل معه.