هدد وزير الخارجية القطري، خالد محمد بن عطية، بالتدخل العسكري في سوريا، بتعاون مع تركيا والسعودية، لحماية ما أسماها بالمعارضة المسلحة «الإسلامية المعتدلة»، في مواجهة الضربات التي تشنها الطائرات وقاذفات الصواريخ الروسية على هذه الجماعات في التراب السوري، بالإضافة إلى إرسال حوالي 5000 جندي روسي. ويبدو من خلال هذا التصريح، أن الأمور ستتطور في هذه المنطقة إلى حرب شاملة، بين النظام السوري، ومحور روسيا، إيران، العراق، وحزب الله، من جهة، الذين يقفون في وجه التنظيمات المسلحة، ومحور الحلف الأطلسي، بزعامة أمريكا، بالإضافة إلى فرنسا، وتركيا والسعودية وقطر، من جهة أخرى، التي تدعم ما يسمى بالمعارضة المسلحة. المحور الثاني هو الذي يدعم كل المجموعات المسلحة، المرتبطة بالقاعدة، ويبسط الطريق لما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، ويغذيها بالمال والسلاح، وتوفر تركيا أراضيها لمرور المقاتلين من كل الجنسيات، والهدف هو القضاء على النظام السوري، وترك البلاد للمجهول، كما حصل في ليبيا، أي لسيطرة الجماعات الأصولية من كل التوجهات الإرهابية، حيث لايبدو أن هناك أي بديل ديمقراطي حقيقي، في حالة سقوط النظام. وما يقوم به هذا المحور، لايخدم المنطقة العربية، بل يخدم أمريكا أساسا، التي تقف في الخلف، تحرك حاليا بيادقها، ضد روسيا، التي تعتبر أن سقوط النظام السوري، سيقضي على آخر حليف لها على ضفة المتوسط، حيث تتوفر على قاعدة عسكرية في ميناء طرطوس، بالإضافة إلى مصالحها الاستراتيجية، لتكون حاضرة في أي تطورات تحصل بالمنطقة. لكن ما يهمنا في هذه السطور هو التعليق على موقف قطر التي يعرف الجميع أنها أول من يدعم الجماعات المسلحة الإرهابية، ولايمكنها أن تدعي أنها تحب الديمقراطية للشعب السوري، لأنها ليست بلدا ديمقراطيا، بل إنها نموذج البلدان التي تتحكم فيه أسرة مالكة، في إطار نظام شمولي مطلق، كما هو الشأن بالنسبة للسعودية، التي تنتقد حاليا ما سمته بالاحتلال الإيرانيلسوريا، في إطار حملتها ضد النظام السوري. الحرب الحالية في سوريا، استراتيجية، ولاعلاقة لها بحماية الشعب السوري، بل بمصالح إقليمية ودولية، أما الحل الديمقراطي، فله طرق أخرى، يمكنها إنقاذ ما تبقى من سوريا، وفتح الطريق أمام بدائل حقيقية، في إطار مفاوضات جدية، لحقن الدماء وإيقاف النزيف الذي سيمتد إلى باقي المنطقة، بعد العراقوسوريا واليمن...