بالصباحات شامخة. بانطفاءاتها. بالموج. بجزره. بشمسِ غشت. بثلج الألاسكا. بالأدراج تقودُ إلى الجنة. بالجحيم. بالأوطان. بالوطن وحيدا. بالحرب على الأبواب. بالحرب تنطُّ من النافذة. بالتاريخ. بتاج النسيان. بالصحراء تمرح في بهو قلبي. ببحيرات الكيبك. بالرومانسية الوارفة. بأحلام البروليتاريا. ليس لي ما أخسره. الدروب التي أمامي تفضي إلى نفس الدروب. أنا سليلُ برج الدلو. أقيمُ بين أضدادِه -الاغتباطُ. تَرَحُه. الجَذَلُ. شَجَنُه. الحُبور. كَمَدُه. الشجو. مَسرتُه- أنحازُ لجموحي حين يَجنحُ للسكينة. للضغينةِ حين يفتعلُ شيئا من الوُدّ. للصفاءِ حين يََتعثر بالكَدَر. للخريف حين يتدثَّرُ بشمس غشت. بيننا عهدٌ أنكثُه كلَّما تسللَ إلى مزاجي الضَّجر. بيننا هدنةٌ أنقضُها كلما أشتعلتْ حربٌ هنا أو هناك. بيننا صحراءٌ أقطعُها كلما لاحَ من بعيدٍ سرابُهُ. بيننا حروبٌ أخوضُها كلما أَطلتْ من عيونِه علاماتُ الوهَن. أنا سليلُ برج الدلو. منحتُ بعضا من اسمي للوزْن كي أبتلَّ بالموسيقى. بعضَه لِنَهر الوزاني كي أتدفقَ مُنتشيا من جبل الشيْخ إلى بحيرة طَبريا. بعضَه لإميلي كين السيدة التي أطفأت وهجَها وسط مُريدي الطريقة كي أبحثَ عن ظلالِها في كِتاب My life story بعضَه لصغيرتي ريم كي تطرقَ أبوابَ الفرح بشدةٍ كما لمْ أفعلْ. وكي تعلو سماوات السكينة كما لمْ أفعلْ. بعضَه للجُموح. بعضَه للريح التي تتعثرُ بخطاي. بعضه لجنوني. بعضَه لانكساراتي. ولذلكَ لن تغفرَ لي الصحراءُ أنني اختلستُ يبابَها. الشمسُ أنني نصبتُ لها فخاخا كثيرةً. الموجُ أنني لم أنتبهْ لحيرته. الحياةُ أنني انتصرتُ لأفولها. لن تغفر لي نفسي أنني لم أنتبه للعمر يمضي وحيدا نحو شيخوختهِ أنني آخيتُ الموتى وأعلنتُ حروبا على أعداء لم يوجدوا أبدا. أنا سليلُ برج الدلو. أقيمُ ككائن أليفٍ بقرية الكون حيت الأشياءُ صديقةٌ لأضدادِها. أستندُ إلى جيل العَدَم كي أطلَّ على أحلامي وهي تخفتُ كغيمةٍ شاردة. أمنحُ للتاريخ تيجانا أخرى للنسيانِ عروشا أكثرَ كي لا يغمرني ماءُ الحقيقة. أنا سليلُ برجِ الدلو. أرمي حُبَيبات خساراتي في الطريقِ عبر غابةِ الحياة كي أهتدي لطريق الرجوع إلي.