انهمك عمال المسجد الاقصى بتنظيف ارضه من الحجارة وبقايا الاخشاب التي توزعت في ارجاء المكان، كما قاموا بتنظيف السجاد الذي حمل اثار حروق بعد يوم من مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينين والشرطة الاسرائيلية في المسجد اوقعت فيه اضرارا مادية كبيرة. وجمع العمال بقايا الحجارة عند باب المصلى القبلي في المسجد في عربة حديدية، وظهرت اثار حروق على جدران المسجد وعلى الزخارف التي تزين اعمدته، كما حطمت قنابل الغاز والقنابل الصوتية زجاج بعض نوافذه. وانكب العمال على ازالة كومة من الاخشاب وبقايا مظلات محطمة للمصلين وحجارة وبقايا خزائن احذية محترقة من امام الباب القبلي استخدمها الشبان في مواجهاتهم الاثنين لسد الباب امام الشرطة الاسرائيلية، ما حول هذا المدخل الى ساحة حرب. واسفرت المواجهات عن جرح نحو 22 فلسطينيا داخل المسجد الاقصى وخارجه بحسب مصادر طبية. وحطمت الشرطة الجص المطعم بالزجاج الملون فوق مصلى الباب القبلي من الجهتين، كما حطمت اربعة نوافذ اثرية مزدوجة على سطح المسجد اضيفت الى اربعة نوافذ اخرى كانت تحطمت قبل اسبوعين. كما كسر عناصر الشرطة ثلاث ثريات اثنتان منها قديمتان تعودان الى العصر العثماني. كما اعلن مسؤولون في الاوقاف ان الجنود الاسرائيليين فتحوا فتحات في النوافذ بعرض 30 سنتم وطول 20 لادخال البنادق منها لاطلاق النار. وقال مدير ومسؤول الاثار الاسلامية في الاوقاف يوسف النتشة لوكالة فرانس برس «ان هذا الجص وهذه الشبابيك من العهد المملوكي تم ترميمها منذ فترة بالاسلوب المملوكي، وهي جزء من نسيج الاقصى المعماري تعكس الفن الاسلامي». وتابع النتشة »الموضوع هو اسلوب التخريب الذي استخدمته الشرطة مثل استعمال ادوات ثقيلة كهربائية لكسر نافذة او باب واستخدام القنابل الصوتية والغازية«. واضاف »ان هذا التخريب غير مقبول سواء هنا او في اي مكان اخر بالعالم« مضيفا »لو حصل ما يحدث في الاقصى في معابد اخرى في العالم لاختلفت ردود الفعل«. وبدت آثار الرصاص واضحة على باب المصلى الاخضر احد الابواب الرئيسية للمسجد الاقصى المصنوع من خشب الزان المعشق والمطعم بكتابات مذهبة. وقد اكد مسؤولو الاوقاف ان الاسرائيليين حطموه اثناء اقتحامهم للمكان قبل نحو اسبوعين مع بدء عيد راس السنة اليهودية. ويخشى المسلمون من التقسيم الزماني والمكاني للاقصى بسبب الدعوات المتكررة التي تطالب بها تيارات سياسية متطرفة من اليهود. وتتجلى هذه الدعوات عند الاعياد الدينية اليهودية، فيحتج الشبان المسلمون على زيارات اليهود الى المكان لوجود متطرفين بينهم يؤدون شعائر دينية ويعلنون انهم ينوون بناء الهيكل مكان المسجد. واستخدمت الشرطة الاسرائيلية الاثنين للمرة الاولى في الاقصى جدارا من الحديد على شكل ترس بعرض باب الاقصى مع قاعدة متحركة يقف عليها افراد الشرطة. ويتكون هذا الجدار الخاص بالحماية من الحجارة من قسمين مع فتحة لادخال فوهات البنادق منها لاطلاق النار. ولم يكن النتشة قادرا على تحديد كلفة الاضرار التي لحقت بالمسجد مكتفيا بالقول انها »باهظة جدا« مقدما على سبيل المثال لوحة كهربائية تم تخريبها وكلفتها 40 الف دولار. واغلقت الشرطة عددا من الابواب وابقت على اربعة فقط للدخول منذ الاثنين، ووضعت حاجزين قبل الوصول الى مدخل المسجد،كما منعت دخول من هم دون الخمسين عاما من النساء والرجال للصلاة. ويسمح بدخول الزوار والسياح من غير المسلمين عادة من باب المغاربة. وكانت السياحة داخل المسجد الاقصى وقبة الصخرة بعد الاحتلال الاسرائيلي للقدس الشرقية عام 1967 تنظم من خلال دائرة الاوقاف. وتوقف دور الاوقاف بعيد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية بعد ان دخل عضو الكنيست عن حزب الليكود اليميني انذاك ارييل شارون الى باحات الاقصى في 28 شتنبر 2000. من جهته قال مدير المسجد الاقصى الشيخ عمر الكسواني لوكالة فرانس برس »نحن كاوقاف طالبنا باغلاق باب المغاربة امام الزوار طيلة اعياد اليهود بسبب دعوات المتطرفين الاستفزازية التي تدعو الى الصلاة او التقسيم». وتابع »نحن نستنكر الاقتحامات للمسجد واذا ارادت اسرائيل الحفاظ على الوضع القائم فلا حق للصلاة في الاقصى سوى للمسلمين، وعليها اعادة السياحة للاوقاف». ومضى يقول »طالبنا باعادة السياحة وتنظيمها من قبل دائرة الاوقاف مثلما كانت قبل الانتفاضة الثانية، وطرحنا الموضوع لكن الرد الاسرائيلي كان بان هذا القرار بيد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو«. وطرح موضوع تقسيم الاقصى لاول مرة للنقاش في لجنة الداخلية في الكنيست الاسرائيلي في الرابع من نوفمبر 2013 عندما طالبت عضو حزب الليكود الحاكم ميري ريغيف بالسماح لليهود بالصلاة في جبل الهيكل(اي المسجد الاقصى) وتقسيمه على غرار تقسيم المسجد الإبراهيمي في الخليل. وقالت »سيكون الأمر مثاليا ومنظما». وحذر الكسواني «من ان استمرار وتيرة الزوار من المتطرفين سيؤدي ليس فقط الى اشعال الوضع في القدس بل ايضا في المنطقة لان الاقصى يخص 7,1 مليار مسلم».