استأثرت قضية الشغب بالملاعب الوطنية بالاهتمام خلال اللقاء الإخباري، الذي احتضنه مقر الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بالرباط مساء الثلاثاء الماضي، والذي أشرف على إدارته كل من عبد الرحمان البكاوي، الكاتب العام للعصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، ومحمد مقروف، مستشار رئيس الجامعة، المكلف بالعلاقات مع الصحافة، وفؤاد الزناتي، مدير التسويق و الاتصال بالجامعة. وحسب مصدر مطلع، فإن الأيام المقبلة ستشهد قرارات زجرية صارمة، سيتم اتخاذها بالتنسيق بين الجامعة والسلطات المحلية، بغاية فرض ضوابط مشددة، لمنع كل مظاهر العنف والانفلات بالملاعب الوطنية وكذا محيطها. وكشف مصدرنا أنه بالتزامن مع تفعيل مقتضيات قانون الشغب، سيتم أيضا فرض عقوبات موازية في حق الألترات، التي كثيرا ما تسبب بعضها في أحداث عنف وتخريب، بالإضافة إلى تطبيق فصول القانون الجنائي في حق كل من يقوم بأفعال يعاقب عليها هذا القانون أثناء التظاهرات الكروية. واعتبر ذات المصدر أن التصدي لظاهرة الشغب يجب أن ينخرط فيها الجميع، وأن القضاء عليها تتطلب صرامة كبرى من طرف الأجهزة المعنية. وكانت الجامعة خلال السنوات الماضية قد قامت بعدة لقاءات تحسيسية وتوعوية من أجل محاربة هذه الظاهرة، التي تفشت في ملاعبنا الكروية بشكل ملحوظ. وكان وزير الداخلية، محمد حصاد، قد أعلن أمام البرلمان في السنة الماضية أن 17 مباراة كرة قدم في الموسم الماضي شهدت أحداث شغب جماهيري، حيث تم إلقاء القبض على ستة آلاف شخص من مثيري الشغب في الملاعب. وأضاف أن نصف المباريات، التي شهدت أعمال شغب كانت بمدينة الدارالبيضاء، واعتبر أن ظاهرة الشغب بالملاعب لم تكن معروفة بالمغرب قبل عشر أو 15 سنة، ولكنها ظهرت في السنوات الأخيرة فقط، ووجه دعوة للفرق المغربية إلى منع الذين يسهمون في الشغب من الدخول إلى الملاعب. ونظم هذا اللقاء الإخباري، الذي يندرج ضمن برنامج عمل العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، وبالتنسيق مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لفائدة الأطر التابعة للأندية الوطنية لكرة القدم الاحترافية بقسميها الأول والثاني والمكلفين بتنظيم المباريات والتنسيق الإعلامي. واستعرض عبد الرحمان البكاوي، الكاتب العام للعصبة، حسب بلاغ للجامعة، مختلف "الأشواط التي قطعتها البطولة الاحترافية، ومدى استجابة الأندية لدفتر التحملات، بالإضافة إلى الإجراءات التي اتخذتها الجامعة من أجل ضبط تسيير الأندية، بعد إحداث لجن جديدة، وخاصة لجنة مراقبة و تدقيق تدبير الأندية". كما أكد على ضرورة إخضاع أندية القسم الوطني الثاني لعملية افتحاص من طرف اللجنة الابتدائية لمنح الرخص للمشاركة في البطولة الاحترافية. واعتبارا للدور الهام الذي يلعبه الإعلام في إشعاع البطولة الوطنية، ذكر محمد مقروف، الناطق الرسمي، بالضوابط التي ينص عليها الميثاق الإعلامي و الإجراءات الواجب اتخاذها من أجل ضمان الشروط الملائمة لعمل نساء ورجال الإعلام ، مركزا في الوقت ذاته على دور المسؤولين الإعلاميين لكل ناد، حيث تقرر بداية من الموسم الحالي دعم عملهم بتكليف منسقين لهذه العملية.