تم أول أمس الثلاثاء بفندق الدوليز بمدينة سلا، تقديم مؤلفات كل من الكاتبتين عائشة بلعربي ولطيفة باقا ، وذلك على هامش الدورة التاسعة للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا (28 شتنبر- 3 أكتوبر). وتركز التقديم على الكتاب الأخير للباحثة عائشة بلعربي "المساواة، المناصفة والتغيير المتعثر"، باعتبار أن الموضوع يطرح بحدة نوعية المشروع الذي يسعى المغاربة لتشييده، هل هو مشروع حداثي، أم مزاوجة بين الحداثة والتقليد، وأنه يجب البحث عن صيغة توافقية من أجل ذلك. وفي كلمة بالمناسبة، قالت عائشة بلعربي "إن لدينا عددا من الخطابات المتناقضة كالخطاب الدستوري الذي يشمل خطابا إيجابيا، وخطاب الأغلبية الحكومية التي لا تهتم بمسألة المساواة منذ 2011، وتستبدلها بالعدالة والتسامح أو الإحسان، ثم خطاب الشارع الذي يتأرجح بين المساواة وبين السيطرة الكلية للذكور"، مشيرة إلى أن "النضال النسائي في المغرب كان هو الحافز على كل التغييرات التي عرفها المغرب في السنوات الأخيرة". وعلى مستوى المفاهيم، لاحظت أن مسألة المساواة استبدلت بمسألة النوع الاجتماعي، وباتت عدة مؤسسات تتداول هذا المفهوم في حديثها عن الكوطا أو عن بعض التدابير الإجرائية للحد من المساواة، في حين أن المقصود بالنوع الاجتماعي هو انعدام التمييز بين الجنسين. وأضافت بلعربي قائلة "لقد انتظرنا 37 سنة كي تصبح لنا امرأتان برلمانيتان، وانتظرنا حوالي 40 سنة كي نرى نساء يدخلن الحكومة (1997) وككاتبات دولة لا كوزيرات، وبالنسبة للانتخابات الأخيرة، لا نعثر على أي امرأة عمدة مدينة كما لا نعثر على أي رئيسة جهة، رغم تنصيص القانون على ضرورة وجود 30 في المائة من النساء في مراكز القرار المحلي". وخلصت بلعربي، التي عرفت بنضالها الحقوقي والنسائي، إلى أن القوانين وحدها ليست كافية، وإلى وجود اتجاه محافظ ما زال مسيطرا، وأن تحرر المرأة بشكل عام يهدد النسق بأكمله، خاصة وأنه مجتمع يريد أن يضبط تحرك نصفه الآخر، وختمت بالقول "إن مشروع المجتمع الحداثي الذي نرغب فيه ما يزال بأيدينا". أما لطيفة باقا، فقد قرأت نصا حول مدينة سلا تحدثت فيه عن طفولتها ومسارها ككاتبة، وعن اللحظات التي اقتنصتها للتنقل بين ضفتي نهر أبي رقراق على متن مراكب خشبية، وصمودها في البقاء خاصة حية بالرغم من أن وزنها كان دون الوزن الطبيعي لحظة ولادتها، وهوسها باللعب مع الأولاد لعبة القراصنة في مدينتها سلا، ونفورها من اللعب "النظيف" للبنات. صدرت لعائشة بلعربي، التي شغلت منصب كاتبة الدولة في الخارجية ومنصب سفيرة المغرب لدى الاتحاد الأوروبي، عدة مؤلفات منها "وضعية الفتاة في المغرب" و"أجرة المرأة" و"حقوق الإنسان في الكتب والمؤلفات المدرسية" و"وضعية الفتاة في العالم العربي" و"سلا: التراث وروح المكان"، فضلا عن إشرافها على مجموعة العمل "مقاربات" في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي. أما الكاتبة لطيفة باقا، فقد صدر لها ثلاث مجموعات قصصية هي "ما الذي نفعله؟" و"منذ تلك الحياة" و"غرفة فيرجينيا وولف".