ولدت عائشة بلعربي سنة 1946 بمدينة سلا ، تلقت تعليمها الأولي بمدرسة باب احساين بنفس المدينة كما التحقت بثانوية للا نزهة بمدينة الرباط لمتابعة دراستها الثانوية حيث نالت شهادة البكالوريا شعبة الآداب سنة 1964، وهي فترة لازالت تحرم فيها العديد من الفتيات من حقهن في متابعة الدراسة. اختارت السيدة عائشة بالعربي شعبة علم الاجتماع بكلية الآداب بالرباط ثم واصلت دراستها العليا في نفس الشعبة بجامعة السوربون التي حصلت فيها على دكتوراه عام 1987 ثم عينت أستاذة جامعية في مادة علوم التربية بكلية علوم التربية جامعة محمد الخامس بالرباط. انخرطت بالعمل السياسي عبر الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ذراع الاتحاد الوطني للقوات الشعبية (1965_1971) لتساهم كمناضلة اتحادية في اللجنة التحضيرية لتأسيس الكتابة الوطنية للنساء الاتحاديات وذالك عام 1975 التي كانت من بين مؤسساتها واستمرت كعضو في الكتابة الوطنية للنساء الاتحاديات إلى حدود 1992 . كما رشحت مقررة لجنة الشؤون الاجتماعية في المؤتمر الاستثنائي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية 1975 ،ثم انتخبت كاتبة عامة للقطاع النساء الاتحاديات عام 1977 كما انتخبت عضوا اللجنة الإدارية في المؤتمر الثالث لسنة 1978 وكذا في المؤتمر الرابع 1984 ثم المؤتمر السادس 2001 والمؤتمر السابع 2005 ثم المؤتمر الثامن 2008. وفي تجربة حكومة التناوب بقيادة الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي 1998 عينت السيدة بلعربي كاتبة الدولة لدى وزير الخارجية التي قضت فيها سنتين لتعين سفيرة المغرب لدى الاتحاد الأوروبي. هذا بالنسبة لمسار سياسي حافل لسيدة انخرطت في الحياة السياسية في عز شبابها في فترة كان العمل السياسي يعرف هيمنة الذكور، لكن ذلك لم يمنع عائشة وأخواتها المناضلات من المشاركة في صنع القرارات السياسية ، والنضال من أجل العدالة الاجتماعية ، وترسيخ قيم الديمقراطية،هذه المبادئ التي كان لليسار آنذاك دور محوري في تبنيها والدفاع عنها في فترة أدى فيها الرجال والنساء ثمن مطالبهم التي كانت مرفوضة في فترة أسموها سنوات الرصاص. موازاة مع ذلك لم تبخل الأستاذة عائشة بلعربي بقلمها الذي حاولت من خلاله ، استعمال الكتابة كآلية لإيصال مشروعها المجتمعي المتعلق بقضية المساواة ورفع الحيف عن المرأة المغربية باسم الأعراف والتقاليد والتأويلات الخاطئة لنصوص الدين ، ولها في ذالك رصيد ثقافي مهم من خلال أعمدة جرائد «المحرر» «الاتحاد الاشتراكي»، «ليبراسيون» فلقد ربطت قضية المرأة بقضايا الديمقراطية والعدالة الاجتماعية و مبادئ حقوق الإنسان ولها إصدارات عديدة في هذا المجال أخرها كتاب حول »المساواة والعدالة« صدر مؤخرا ثم كتب «فتيات وقضايا» و «النساء والإسلام»:» المرأة والسلط» «و « أزواج وتساؤلات» و» الإعداد للحياة الزوجية «ثم « الجسد الأنثوي « و» ملامح نسائية « و» امرأة موزعة : بين الأسرة والعمل ثم «»المساواة-عدم التمييز، تاريخ ناقص» هذه المؤلفات قاسمها المشترك موضوع المرأة الذي شغل الباحثة عائشة بلعربي كثيرا وحاولت من خلال أبحاثها الأكاديمية ملامسة كل الجوانب و والواقع الحقيقي الذي تعيشه المرأة المغربية. عائشة بلعربي مناضلة داخل العديد من الهيئات النسائية والحقوقية كما هي عضو الشبكة المغاربية» نساء 2002» ثم مستشارة لدى منظمة اليونسيف واليونسكو وبرنامج الأممالمتحدة للتنمية ، وقد عينت مؤخرا من طرف وزيرة التضامن والأسرة والتنمية الاجتماعية ضمن أعضاء اللجنة العلمية الخاصة بمدارسة مقترحات إحداث هيئة المناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز. كرمت المناضلة عائشة بلعربي من لدن العديد من المنظمات الدولية والوطنية كما حصلت منذ أيام قليلة على ذرع منظمة العفو الدولية فرع المغرب الذي صار سنة في دورتها السابعة تكرم من خلالها نساء أسدت خدمات في مجال حقوق الإنسان. بكلمات رقيقة رقة روحها أتلت عائشة بلعربي قصائدها الرائعة... أثناء تكريمها حيث القليل فقط من يعلم أنها تكتب الشعر... لكن العديد من يشهد لها بحكمتها ورزانتها في نقاش الاختلاف وتدبيره... الكل معجب بالكاريزما التي لم تمس من أنوثتها وهي تشغل مناصب كانت حكرا على الرجال ...من عرف السيدة بلعربي يعشق فيها نبل أخلاقها ....وتواضعها مع الجميع...فهي شديدة الحرص على ألا تترك أعداء ولا خصوما... صمتها وفير وإنتاجها غزير... يعشق أيضا فيها ابتسامتها الصادقة... براءة الطفولة لازالت تسكن وجهها البشوش حتى وان صارت جدة...صفاؤها مكنها من محبة الصغير والكبير.... هذه هي المناضلة عائشة بلعربي فهي نموذج يحتذى به في جميع اختصاصاتها المتنوعة وعليها أن تكون قدوة للأجيال القادمة.