بالرغم من الاكراهات التي فرضتها موجة تراجع أسعار المعادن في الأسواق العالمية ؛ استطاعت شركة «مناجم» أن تحافظ على مستوى الانتاج والمعالجة فيما يتعلق بالحوض المنجمي «كماسة» بجهة مراكش. ففي زيارة صحفية للمجمع المنجمي -على هامش الدورة التكوينية التي نظمتها مجموعة مناجم لفائدة الصحفيين حول القطاع المنجمي- تم الوقوف على مسلسل الانتاج بالمجمع المذكور. فبعد أن كان منجم «كماسة» في البداية مركز لاستخراج المعادن فقط،و تضم حينها معملا لمعالجة الزنك والنحاس والرصاص، تحول اليوم إلى مركب صناعي يضم عشرة معامل غير مرتبطة به، تنتج الكوبالت والذهب و»البارسونيك»، وكذا النحاس وأكسيد الزنك، ويحيط به على مساحته 60 كيلومترا، مناجم أخرى كمنجم «دراع الأصفر»، الذي ينتج أنواع المعادن نفسها والذي يعوض تراجع معدلات الانتاج في المنجم الأصلي حجار بفعل الاستنزاف. ويدخل منجم دراع لصفر ضمن المناجم التي تتوفر على تكنولوجيات متوفرة في مجال استخراج المعادن. فهذا المنجم الذي شرع في استغلاله منذ عشرات السنين، تم تزويده - بحسب ماصرح لنا به - إسماعيل أقلعي، مدير عام المواد القاعدية والكوبالت في شركة مناجم- بآخر التكنولوجيات المتطورة، حيث أنه يتوفر على أكبر آلة لاستخراج المعادن وأكثرها تطورا. ويتوفر دراع لصفر على أكبر وأعمق بئر على الإطلاق في افريقيا الشمالية، حيث يتجاوز عمقه 1100 متر. بحيث تم حفر ما يناهز 11 كيلومترا من الأنفاق في هذا المنجم، بكلفة 120 مليون درهم، وتقوم مناجم من خلال هذا المنجم، إلى جانب منجم كماسة، بإنتاج ما يناهز 12 ألف طن من مركز الرصاص و 15 ألف طن من مركز النحاس ، يتم توجيهها إلى الأسواق الأوربية والصينية. وتتوفر مجموعة «مناجم» أيضا ، على منجمين على بعد 60 كيلومترا من منجم «كماسة»، ينتجان النحاس والزنك، ويعالجان إنتاجهما في معامل المنجم المذكور كمنجم النحاس أم جران، ما بين تنغير وزاكورة، وهناك منجم البليدة لإنتاج النحاس أيضا بزاكورة ومنجم عقا لاستخراج نفس المعدن وبوازار للاشارة فمناجم لا تكتفي باستخراج المواد الأولية وتصديرها، بل إنها دخلت في استراتيجية لتثمين المواد الاولية المعدنية في المغرب وباقي دول افريقيا، بغية رفع قيمتها السوقية والزيادة في قيمتها المضافة. وأضاف اسماعيل أقلعي خلال اجابته عن استراتيجية المجموعة في المحافظة على البيئة أنه تم انطلاق العمل في مشروع معمل لإعادة تدوير النفايات المنجمية في الحوض المنجمي «كماسة» بجهة مراكش، حيث يعتمد على طريقة معالجة تسمح باستخراج الحامض الكبريتي ومركز الحديد والطاقة الكهربائية النظيفة من النفايات، حيث أنجز المشروع باستثمار بلغت قيمته 260 مليون درهم مضيفا أن «المشروع فرضه توسع الحوض المنجمي «كماسة»، الذي تحول إلى مركز صناعي محاط بمجموعة من المناجم، الأمر الذي الذي أصبح يفرض على المجموعة ضرورة البحث عن حلول بيئية مفيدة لتصريف النفايات المنجمي. وأضاف أقلعي أن «مناجم» تعمل على توجيه النسبة الكبرى من صافي الإنتاج إلى السوق الداخلية، ذلك أن المغرب حرم على مدى عقود من الاستفادة من إنتاجه المنجمي بشكل كامل، بسبب قلة الخبرة وضعف الإمكانيات التقنية، إلا أن الشركة تمكنت في النهاية من تجاوز هذه العقبة، من خلال تطوير مركز أبحاثها الخاص، التي تعتبره محركا لاستثماراتها ومشاريعها التطويرية.