يخوض متمردو حركة طالبان مواجهات الاثنين مع القوات الافغانية على مشارف مدينة قندوز الاستراتيجية الكبيرة في شمال افغانستان، فيما بدأ متمردون آخرون، على صلة بتنظيم الدولة الاسلامية، يتحدون ايضا القوات الحكومية في البلاد. وهذه الهجومات المتزامنة التي تشنها الحركتان الاسلاميتان اللتان لا تتشابه اهدافهما، تضيق الخناق على حكومة الوحدة الوطنية للرئيس اشرف غني الذي تسلم السلطة قبل سنة بالضبط، وعلى شرطته وجيشه. فالجيش الافغاني المنهك، بات لا يستطيع الاعتماد على دعم القوات الاجنبية للحلف الاطلسي، الذي سحب قواته من البلاد في ديسمبر الماضي، ولم يستبق فيها إلا 1300 جندي تقتصر مهماتهم على تقديم المشورة والتدريب. وواجهت القوات الافغانية صباح الاثنين متمردي طالبان في ضواحي مدينة قندوز التي تبعد اقل من 100 كلم عن الحدود مع طاجيكستان، وعاصمة الولاية التي احرز فيها التمرد تقدما في السنوات الاخيرة. وهذه ليست المرة الاولى التي يهدد مقاتلو طالبان هذه المدينة الاستراتيجية هذه السنة. ففي ابريل و يونيو، تقدموا في اتجاه هذه المدينة وباتوا على بعد بضعة كيلومترات منها،قبل ان يصدهم الجيش. وقال مراسل لوكالة فرانس برس في المنطقة، ان الناس لازموا منازلهم، فبدت المدينة مقفرة. وفي تصريح لوكالة فرانس برس صباح اليوم، قال ، سروار حسيني، المتحدث باسم الشرطة في ولاية قندوز، ان »قوات الامن تمكنت من صد« المتمردين الذين قتل 20 منهم. لكن موظفا في منظمة غير حكومية في قندوز طلب التكتم على هويته، قال ان »الوضع حرج«. ومن شأن سقوط قندوز ان يشكل تراجعا خطيرا للرئيس اشرف غني الذي وعد لدى انتخابه في 2014 باحلال السلام في بلاده التي مزقتها نزاعات استمرت اكثر من 30 عاما، منها 14 مع حركة طالبان التي اطاحتها البلدان الغربية عن الحكم اواخر 2001. وعلى رغم خلاف خطير على خلافة الملا عمر، يدأب عناصر طالبان على شن عمليات وخوض مواجهات مع الجيش والشرطة في جميع انحاء البلاد تقريبا. اما القوات الافغانية وحلفاؤها المحليون فتوجه اليهم في بعض الاحيان ايضا تهمة ارتكاب تجاوزات مع السكان المحليين. اما في ما يتعلق بمفاوضات السلام الاولى المباشرة التي بدأها المتمردون مع كابول في،يوليو الماضي، فقد ارجأوها الى أجل غير مسمى بعد الاعلان عن وفاة الملا عمر الذي يسود الاعتقاد انه مات في بداية ،2013 واستبداله بالملا اختر منصور الذي يثير تعيينه الخلاف.