بعد حالة من الركود النسبي والإقبال الضعيف على أسواق الأضاحي الذي ميّز الأيام الفارطة، عرفت نهاية الأسبوع إضافة إلى أمس الاثنين عملية اقتناء أكباش العيد ارتفاعا ملحوظا في الطلب الذي لم تتم ترجمته في العديد من الأحيان، نتيجة للأسعار المرتفعة والحارقة التي وجد المواطنون أنفسهم في مواجهتها، في الوقت الذي كانت فيه فئات عريضة من شرائح المجتمع المغربي تمنّي النفس بانخفاض في الأثمان، يخفف من وطأة تبعات الدخول المدرسي عوض الرفع من درجات معاناتها. ارتفاع الأثمان، شجّع عليه جشع "الشنّاقة" وتذمر"الكسّابة" من ارتفاع أسعار الأعلاف، التي أرخت بظلالها على يومياتهم، وإن كان الموسم الفلاحي الفارط متميزا، مقابل اطمئنانهم على المعاملات المالية التي قد يحققونها من خلال بيع الأغنام والأبقار وغيرها، خلال اليومين المتبقيين على العيد، نتيجة لإقدام مؤسسات القطاع العام إضافة إلى العديد من المقاولات في القطاع الخاص، على صرف الأجرة الشهرية لشهر شتنبر لفائدة موظفيها/مستخدميها، وهو ما ينذر بأن تكون الأثمان صاروخية ابتداء من يومه الثلاثاء الذي سيعرف بحثا جدّيا للمواطنين عن خروف العيد، الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى يوم واحد، سواء عن طريق الاقتناء ب "المعاينة" أو بالكيلوغرام الواحد الذي لايُتوقّع أن يبقى محصورا في مبلغ 50 و 52 درهم بالنسبة لفئة "الصردي". وكانت وزارة الفلاحة، قد أكدت أن العرض سيكون أكبر من الطلب على اعتبار أن الأغنام والأبقار والماعز متوفرة بشكل كبير، إذ بلغ عددها 8.8 ملايين رأس، مبرزة أن حجم الطلب على الأضاحي هذه السنة، سيقدر بحوالي5.3 مليون رأس، غالبيتها العظمى من الأغنام، الأمر الذي لم يتفق عليه عدد من المهنيين و "الكسّابة"، الذين صرّح بعضهم ل "الاتحاد الاشتراكي"، أن الأرقام التي تتحدث عنها وزارة الفلاحة، مجرد تقديرات/تخمينات لكون العديد من مربي الأغنام والأبقار لم يدلوا بأي أرقام لأي جهة كانت، عن طبيعة القطعان، التي يتوفرون عليها، مضيفين أن نفس التقديرات، كانت قد تحدثت عنها الوزارة خلال فترة عيد الأضحى الفارط، لكن -خلافا لذلك- وجد المواطنون صعوبة بالغة في تدبر خروف للعيد في اليومين الأخيرين اللذين عرفا ندرة أرخت بتبعاتها على الوضعية النفسية للعديد من الأسر خوفا من حرمانها من الأضحية! من جهتها، أعلنت الشركة المكلفة بتدبير المجازر البلدية للدار البيضاء، أنها ستفتتح أبوابها للمواطنين الراغبين في ذبح أضحية العيد بمرفقها، وحددت سعر الذبح في 200 درهم على أساس ذبح الأضحية يوم العيد، وتسليمها لأصحابها في اليوم الموالي، كما حددت سعر 20 درهما لليلة الواحدة انطلاقا من يومه الثلاثاء للراغبين في "إيواء" أكباشهم بإسطبلات المجازر. وأعلنت الشركة أن عملية الذبح، ستكون خاضعة للشروط الصحية والبيئية بدون حضور أصحابها، كما هو معمول به في هذا المرفق. وجدير بالذكر أن جهة الدارالبيضاء، التي تشكل 20 في المئة من سوق الأغنام، يفضل أغلب قاطنتها اقتناء سلالة الصردي، باعتباره الخروف المحلي بامتياز. وتشكل جهات الشاوية والحوز وتادلة الموطن الأصلي لهذه السلالة التي يقدر قطيعها بنحو 2 مليون رأس.