أعلن وزير الداخلية الإيطالي أنجيلينو ألفانو أن سلطات بلاده الأمنية قامت بطرد 45 شخصا ممن أسماهم بالمتطرفين الإسلاميين خلال العام الجاري. وجاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده في وزارة الداخلية لعرض معطيات جهود «مكافحة الإرهاب» في الذكرى ال 14 لأحداث 11 سبتمبر 2001. وكانت السلطات الإيطالية قد أعلنت في مايو الماضي أنها تمكنت من القبض على أحد المهاجرين من أصول مغربية متورط في الهجمات التي استهدفت متحف باردو في تونس في مارس الماضي. وقال بيان للشرطة المحلية لمدينة ميلانو أين تم القبض على المشتبه فيه أنه كان بصدد «الاجتماع بإحدى الخلايا المتطرفة في المدينة، وقد تم ضبط مجموعة من الوثائق تمهيدا لتوزيعها على الناس في الشوارع فيها دعوة إلى ممارسة العنف ضد اليهود وأيضا مهاجمة المصالح الدبلوماسية لعدد من الدول العربية في أوروبا من بينها تونس والجزائر ومصر». وقال ألفانو «عام 2015 طردنا 45 متطرفا إسلاميا، في حين أن عدد الذين ألقي القبض عليهم بتهمة الانتماء إلى تنظيمات جهادية بلغ 64 شخصا»، دون أن يفصح عن هوياتهم. وقال الوزير الإيطالي إن «خطر الإرهاب الإسلامي في إيطاليا يبقى كبيرا ويميل إلى التفاقم، وليس لدينا أدلة ملموسة على وجود روابط بين الإرهاب الإسلامي ومجموعات تخريبية من الداخل، بل فقط إشارات بهذا الاتجاه صادرة عن أوساط السجون». وتشير تقارير إعلامية، أن إيطاليا تعتبر من الدول التي تمثل ملاذا مثاليا للإرهابيين المطلوبين دوليا، حيث يتم تزوير الهويات وتغيير جوازات السفر في بعض المناطق الإيطالية التي تسيطر عليها المافيا المختصة في تزوير الوثائق خاصة في مدينة نابولي جنوبا. وأوضح الوزير أن «الرقم الإجمالي للذين طردوا من الأراضي الإيطالية، منذ عام 2002 وحتى العام الجاري، بتهم تتعلق بالتطرف الإسلامي، هو 228 شخصا، من بينهم 19 شخصا من أئمة المساجد، كانوا يحضون على الكراهية». وأشار ألفانو أن عدد المقاتلين الإيطاليين في سوريا، يقدر ب81 مقاتلا، مضيفا «لكننا لا نعرف إن كانوا جميعا على قيد الحياة أم لا، لاسيما وأن تقديرات الاستخبارات لدينا، تفيد بأن 18 منهم قد لقوا حتفهم في بعض المعارك». وفي السياق، أطلقت وزيرة الدفاع الإيطالية روبيرتا بينوتي رسالة دفاع عن «الإسلام الحقيقي المعتدل» حسب قولها وضرورة مساندة ودعم الدول الإسلامية المناهضة للإرهاب، وأقرت فيما يتعلق بهجمات الإرهاب الدولي قائلة «نحن لسنا محصنين، فإننا نخاطر مثل كل البلدان الأخرى». وقالت الوزيرة في تصريح صحفي لها «إن السلطات الإيطالية تفرق جيدا بين الإسلام كدين وبين الجماعات الإرهابية التي تتحصن وراء الخطاب المتطرف لتقوم بأعمالها التخريبية». وأضافت أن إيطاليا تفتح أبوابها دائما للانفتاح والتعاون ودعم ثقافة التسامح في البلاد، خاصة وأن العالم الآن يمر بأزمات خانقة على عديد المستويات.