أخبار اجتماعية شكل شعار «القراءة سفر ومتعة « محور الدورة الأولى لبرنامج القراءة في المخيمات الصيفية التي نظمت مؤخرا بجل الجهات والأقاليم المغربية على ثلاثة مراحل للتخييم. وأوضح بلاغ للمنظمين أن هذا البرنامج، الذي ينظم لفائدة مخيمات الأطفال التي تشرف عليها وزارة الشباب والرياضة، يهدف إلى تشجيع الأطفال والشباب على القراءة وترسيخها كفعل يومي يحقق لهم المتعة ويساعدهم على اكتساب قيم المواطنة والانخراط الفعال في المجتمع. ويهم هذا البرنامج، الذي نظمته شبكة القراءة بالمغرب، ومؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط، بتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، والجامعة الوطنية للتخييم، وبدعم من وزارة الثقافة، ما يزيد عن 13 ألفا و200 طفلة وطفل ويافعة ويافع في مخيمات الأطفال موزعة على 20 مركز للتخييم بجل الجهات والأقاليم المغربية في ثلاث مراحل للتخييم خلال شهر غشت الماضي. وتضمن هذا البرنامج عدة أنشطة أهمها تنظيم لقاءات تواصلية وتكوينية مع الأطر المنشطة التي اشتغلت على هذا البرنامج، إذ فاق عددها 50 منشطا ومؤطرا من أجل التعريف به وتحديد الكيفيات البيداغوجية والديداكتيكية لإنجاحه، وتوفير الكتب والملصقات والمطويات ووسائل تجهيز الفضاء الخاص بالقراءة (120 كتابا لكل مخيم، بمجموع ثلاثة آلاف كتاب، وهدايا للفائزين في مسابقة القراءة). كما شمل البرنامج عقد ورشات يومية للقراءة تجاوزت 400 ورشة وجلسات للحكي في جو من المتعة مع استثمار وسائل فنية كالموسيقى والرسم والأناشيد والمسرح وفتح المجال لهم لممارسة الحكي، وتنظيم مسابقات للقراءة والحكي والكتابة الإبداعية. واعتمد هذا البرنامج، حسب المصدر ذاته، على مبادئ تربوية أربعة هي المحبة والبساطة والإخلاص والتقدير اتجاه الأطفال، مضيفا أن الورشات ارتكزت على مراعاة ميولات الأطفال والتحفيز المتواصل وتثمين الإنجازات. وأشار البلاغ إلى أنه يمكن، بناء على تقارير المنشطين بالمخيمات المستهدفة، إجمال الملاحظات في إقبال كبير على الكتب والقصص المقترحة بشكل حماسي فاجأ أحيانا حتى الأطر المشرفة، ولم يسجل أي عزوف أو نفور من قبل الأطفال تجاه ورشات القراءة المقترحة ضمن أنشطة المخيم إلا في حالات قليلة جدا. وأضاف أن البرنامج نجح إلى حد بعيد في تحويل فعل القراءة إلى متعة لدى الأطفال، مضيفا أن بعض اليافعين انفتحوا بشكل تلقائي على قراءة كتب لا تندرج ضمن السرديات بمفهومها الكلاسيكي، ما يؤكد تحقق متعة القراءة لدى هذه الفئة وبداية ترسخ فعلها لديهم. وقال إن جل جمعيات التخييم (ما يزيد عن عشرين جمعية) وأطر وزارة الشباب والرياضة انخرطوا في برنامج القراءة وانفتحوا على أنشطة الورشات خصوصا في المحطة الثانية من البرنامج عندما تم التواصل حول البرنامج، كما أبدوا استعدادها لتطوير شراكات مستقبلية من أجل تنمية القراءة في فضاءات الطفولة والشباب. كما تبين للمشرفين على هذا البرنامج من أعضاء شبكة القراءة بالمغرب، أن هذه التجربة في نسختها الأولى، تعد بآفاق حقيقية وتؤسس لآمال كبيرة في مجتمع قارئ. وتندرج مبادرة القراءة في المخيمات الصيفية ضمن البرنامج العام والأهداف الكبرى لشبكة القراءة بالمغرب والتي تسعى إلى ترسيخ فعل القراءة كسلوك يومي للمواطنين و المواطنات، وتفاعلت مع أهداف المؤسسات الشريكة. وتتركز أعمال مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط حول خمسة محاور رئيسية، التنمية الاجتماعية، والتنمية الزراعية، والمحافظة على التراث الوطني والثقافي، والتدريب والبحث، والتفكير ووضع الاستراتيجيات، كما تعمل على تطوير قدرات التدريب والبحث بالتعاون مع جامعة محمد السادس متعددة التخصصات ومدرسة التميز بن جرير، إضافة إلى جهود التفكير من خلال مركز السياسات.