حرصت المخرجة تالا حديد، المغربية من جهة الأم والعراقية من جهة الأب، أن تتحدث في هذا الحوار القصير مع " الاتحاد الاشتراكي" على هامش العرض ما قبل الأول لفيلمها السينمائي " إطار الليل" عشية الثلاثاء الماضي، و الذي يعرض حاليا في العديد من القاعات السينمائية الوطنية، باللهجة - الدارجة المغربية، أحيانا بطلاقة، للتعبير، ضمنيا، عن اعتزازها بوطنها المغرب كما العراق، اللذين كانا معا " المحور المكاني" لفيلمها الجميل هذا المتوج بالجائزة الكبرى للفيلم الطويل بالمهرجان الوطني للفيلم بطنجة الأخير.. حديث تالا كشف لنا عن الحماس والحيوية.. اللذين يميزان الجيل الجديد من السينمائيين المغاربة يحملون، حاليا، مشعل تألق الفن السابع في السنوات الأخيرة كما كشف لنا عن بعض تصوراتها ومواقفها .. تجاه الاشتغال في السينما.. o بداية هل كنت تتوقعين أن يفوز فيلمك " إطار الليل" بالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم طنجة الأخير؟ n بالتأكيد لا، لكن عندما تم تتويجه سررت غاية السرور، ومع ذلك كان الأهم بالنسبة لي في تلك الفترة أن يشارك هذا الفيلم في هذا المهرجان السينمائي الذي مكانته الكبيرة، ومن ثمة أن يشاهده المغاربة في مختلف القاعات السينمائية الوطنية. o فيلم " إطار الليل" كما تتبعنا يحمل نظرة سينمائية على مواقف إنسانية وعلى أحداث معينة وكذا على ظواهر مختلفة.. فما الذي كان وراء ودافع إنجاز هذا الفيلم، الذي، "لا شك" سيشكل بصمة مهمة من بصمات السينما المغربية؟ n كتبت سيناريو هذا الفيلم بعد أحداث الحادي عشر من شهر شتنبر 2001 ، وكان الهدف من ذلك هو البحث عن الطريقة التي كيف يمكن أن يعيش من خلالها الإنسان، خصوصا العربي، في هذا العالم، الذي عرف الكثير من المتغيرات بعد هذه الأحداث، منها بطبيعة الحال، الشباب الذين يهاجرون، " يحركون" من أجل المشاركة في ما يسمى ب" الجهاد" في بعض مناطق التوتر العربية..، وذلك عبر حكاية فيلم " إطار الليل"، حيث أخ يكابد ويعاني للبحث عن أخيه الذي ترك زوجة شابة وطفلين صغيرين وحيدين وذهب يحارب في منطقة بعيدة عن وطنه.. o وماذا كنت تستهدفين من وراء هذا الانجاز الفيلمي؟ n حقيقة الهدف هو كيف يمكن لنا جمعيا بعد هذه الأحداث المؤلمة وما تلاها من ردود أفعال.. أن ننظر إلى هذا العالم نظرة نظيفة، نظرة بدون خلفيات وأيديولوجيات، لأنه أولا و أخيرا الإنسانية هي التي تجمعنا وتحضننا جميعا.. o تعتبرين حاليا من جيل الشباب السينمائيين المغاربة الذي بصموا على أعمال سينمائية متميزة لهم بصمتهم السينمائية الواضحة ورؤيتهم الخاصة في المقاربة و المعالجة، مكنتهم من أن يحظوا باحترام وتقدير الكثيرين من المتتبعين سواء هنا في المغرب أو في الخارج عبر التتويجات و التنويهات في التظاهرات و المهرجانات السينمائية.. فماذا تقولين عن هذا الجيل الذي تنتمين إليه؟ n فعلا، هناك العديد من المخرجين الشباب المغاربة المتميزين، ليس هنا فقط في المغرب و لكن حتى في بلاد المهجر في مختلف مناطق العالم، ومما ساعد في الصحوة السينمائية المغربية أنه أصبحت في المغرب صحوة سينمائية بتواجد مدارس ومعاهد مختصة في التكوين السينمائي بالإضافة إلى تنظيم تظاهرات ومنتديات ولقاءات سينمائية متواصلة تزيد في ترسخ هذه الثقافة ، ليس السينمائية فقط ، ولكن التاريخية أيضا و الموسيقية والمسرحية وغيرها .. وهي أشياء في نظري تتعزز يوما بعد يوم وتنمو.. وهذا لا يمكن إلا أن يفرح كل معني بهذا التطور لأنها تؤدى إلى خلاصة وحيدة وهي السعي إلى البحث الجدي في الصناعة السينمائية. o بعد متابعتنا لفيلمك " إطار الليل" ، ما هي المدارس السينمائية العالمية التي أثرت وأطرت تكوينك السينمائي؟ n أتابع جميع أنواع الإنتاجات السينمائية العالمية، لكن أميل على الخصوص إلى السينما الروسية و المصرية و اليابانية و الإيرانية وغيرها، غير أن هذا الميول لا يجعلني مقيدة بأي نوع منها. ويمكن القول في هذا الإطار أنني معجبة بسينما المخرجين الذين لهم بصمتهم العالية في هذا الفن العالمي. o ماذا بعد "إطار الليل"؟ n أستعد حاليا على لإخراج فيلم جديد سيصور بمدينة ورزازات، كما أنني اضع اللمسات الأخيرة على فيلم وثائقي يتناول حياة الفلاحين وعلاقتهم القوية بالأرض التي يشتغلون فوقها ، تستحضر من خلالهم التقاليد والأعمال اليومية الشاقة التي يكابدونها دون كلل أو ملل.. أما الفيلم فيتطرق مضمونه إلى القوة التي تمتلكها النساء وتتجسد في الكثير من المظاهر و السلوكات و المواقف..