قال محمد درويش عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية «إن تقدم وتطور مدينة تطوان ارتبط بحزب الاتحاد الاشتراكي وارتبط هذا الأخير بمواطنات ومواطني مدينة تطوان وبذلك كان حضور الإتحاد قويا في كل المحطات التنموية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية والفكرية من خلال ممثليه في المجالس والبرلمان، وأضاف درويش في كلمته التي ألقاها في تجمع جماهيري حاشد بسينما أبنيدا بتطوان في سياق الحملة الإنتخابية للحزب والتي عرفت حضور وكيل لائحة الحزب المحلية محمد كمال مهدي ووكيل اللائحة الجهوية للحزب البرلماني محمد الملاحي والكاتب الإقليمي عبد اللطيف بوحلتيت وعدد من مسؤولي الحزب وشبيبته، أضاف ان الحزب عندما يرشح شخصا باسم الاتحاد الاشتراكي فذلك اعتبارا لحضوره والتجاوب الذي يبديه مع المواطنين بحيث يكون ناقلا ومدافعا عن همومهم ،عن مشاكلهم، عن قضاياهم و يحاسب حين يخطىء معهم و يغيب عنهم و لا يستجيب لمطالبهم، لأن حزب القوات الشعبية حزب المؤسسات و حزب يربط المسؤولية بالمحاسبة، أما أولئك، يقول محمد درويش، الذين يرفضون هذه المعادلة فإنهم يبدلون انتماءاتهم كما يبدلون أقمصتهم وهؤلاء سيلفظهم التاريخ». كما ذكرالمتحدث الجماهير الغفيرة التي حضرت لهذا التجمع، بالثقة الكاملة التي وضعتها مدينة تطوان في لوائح الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية خلال سنوات 1983/1992 و ما شهدته المدينة من إنجازات كبرى في مقدمتها مشروع سمسة درسة في تجربة قادها المرحوم أحمد أجزول،حيث دعا إلى قراءة الفاتحة على روحه الطاهرة. وسجل المسؤول الحزبي خلال هذا التجمع الذي أداره عضو الكتابة الجهوية محمد اسريحن، العديد من المشاكل التي تعانيها مدينة تطوان من قبيل مشكل السير والجولان ،مواقف السيارات ، الباعة الجائلين ،المشاكل البيئية المرتبطة بوادي مرتيل والمطرح العمومي ،النقل الجامعي ،إضافة إلى مشكل الإنارة في بعض الأحياء، قبل أن يؤكد أن حزب القوات الشعبية قدم لائحة من مناضلاته و مناضليه تضم كل المهن و القطاعات من تعليم عال ،صحة ،تربية وطنية ، محاماة، قطاع خاص ،جماعات محلية ،همها الأول خدمة المدينة لتجاوز كل مظاهر الأزمات الخاصة بالمعيش اليومي بكل نزاهة ومصداقية، مشيرا إلى ان المواطنين والمواطنات لهم الحق في مراقبتهم ومتابعة خطواتهم فإن أصابوا فقد نالوا الثقة وإن أخطأوا فأنتم و نحن سنحاسبهم و نردهم للصواب وإلا سيعاقبون. إن الاتحاد الاشتراكي، يقول عضو المكتب السياسي، يعدكم و يلتزم أمامكم بسياسة القرب و بجعل مدينة تطوان وإقليمها يتطور ويتقدم حتى يكون إقليما سياحيا واقتصاديا واجتماعيا وممثلا صادقا للمغرب دوليا و إقليميا. هذا ولم يخف محمد درويش سعادته وهو يتواجد بمدينة تطوان التي قال عنها «عشقناها ونحن صغارا وارتبطنا بها و نحن كبارا ،مدينة لها تاريخ وثقافة ولها حضارة وجغرافيا ولها تقاليد وعادات ولسكانها طموح للارتقاء بمدينتهم إلى صف المدن المتقدمة والمتطورة اقتصاديا، واجتماعيا وينعم فيها التطواني والتطوانية بالكرامة والعدالة الإجتماعية». الحكومة الحالية وحصيلتها التي وصفها محمد درويش بالكارثية، كان لها نصيب من كلمة عضو المكتب السياسي الذي أشار إلى «انه في الوقت الذي كان الجميع يتمنى النجاح لهاته الحكومة رغم عدم مشاركة الحزب فيها لأسباب تعلمونها جيدا و المتمثلة أساسا في قرار الأجهزة الحزبية الوطنية و نتائج تصويت واختيارات المواطنين التي بوأتنا المرتبة الخامسة، فكان لازما على الحزب ان يكون في المعارضة، لكن رئيس الحكومة السيد بنكيران وفريقه الحكومي كانت لهم كلمة أخرى أحبطت آمال الشعب المغربي وطبقاته السياسية، فكانت حكومة الإداعاءات بامتياز». «ادعاء التشغيل و كانت ضد مساطره، وقد أضاعت خلال مدة تحملها المسؤولية الالاف من مناصب الشغل و في المقابل كانت تسرع الخطوات في التعيينات بالمناصب العليا تبادلا للمصالح بين مكوناتها ولنا في تعيينات قطاعات الصحة و التعليم العالي والتشغيل والتجهيز والتربية الوطنية والتكوين المهني وغيرها من القطاعات احسن دليل» . «إدعاء محاربة الفساد، فصارت تعايشه وتحميه و تجتهد في إيجاد وصفات لكي يعيش بيننا وقد توج رئيس الحكومة ذلك بمقولته الشهيرة «عفا الله عما سلف». «ادعاء الدفاع عن الطبقات الفقيرة والمتوسطة والحال ان رئيس الحكومة وفريقه سجلا اجتهادا غير مسبوق في ضرب القدرة الشرائية لهؤلاء وإيقاف الترقيات والزيادة في أسعار المحروقات وما ينتج عنه من زيادات في كل المواد، الماء والكهرباء و كل مكونات العيش. ادعاء ارتفاع معدل النمو، فكان العكس انخفاضه و ارتفاع العجز . ادعاء رفع القدرة الشرائية للمواطن فكان انخفاضه و تراجعه ادعاء احترام الحريات الفردية والجماعية، فسجلنا للتاريخ ما تعرض له المعتصمون والمحتجون و المضربون من ضرب و شتم وركل واقتطاعات من أجور المضربين بغير حق ولا قانون». «حكومة التناقضات، يضيف عضو المكتب السياسي، في تكوينها، فالشيوعي مرتبط بالإسلامي الذي يدعي المرجعية الإسلامية بما يقتضيه ذلك اجتماعيا واقتصاديا، منفذ لليبرالية متوحشة لا ترحم زادت من الفوارق الإجتماعية فصارت الطبقة المتوسطة فقيرة والفقيرة مسحوقة، ولنا ان نسجل للتاريخ حجم القروض الدولية التي أقدمت عليها هذه الحكومة و بذلك ترهن مستقبل أبنائنا ،إن اليوم الحكومة تدبر شؤوننا بتشاور تام مع صندوق النقد الدولي و مؤسسات الإقتراض وبذلك فإننا نخاف على وطننا من أن يصيبه ما أصاب اليونان و غيرها». وصف آخر وصف به درويش الحكومة الحالية عندما وصفها بحكومة الغرائب و ذلك على خلفية ما نشر عبر وسائل الإعلام الوطنية من قضايا فريدة؟ «لا أريد ان أجعل من كلمتي، يقول درويش، محطة لتفسير العمل الحكومي، فلذلك مقام آخر أت لكن ذكرت ببعض التصرفات العجائبية لحكومة تدعي المرجعية الإسلامية، فما هو حرام عليكم حلال عليهم و ما هو ممنوع عليكم مباح لهم مادام الأمر مرتبطا فقط بتأويل النصوص و الكلمات . وتذكيري ببعض ذلك لأن مقام هذا التجمع وطبيعته يفرض ذلك ما دام العمل الحكومي ينعكس بالضرورة على العمل الجماعي والجهوي». المسؤول الحزبي اشار في كلمته الى انه ابتعد عما تفعله بعض الأحزاب السياسية في حملاتها الإنتخابية إذ تشن سياسة السب و القذف و الهجوم و الدفاع كما حصل في مجموعة كثيرة من الأقاليم إذ ينتهي ذلك باستعمال الحجارة والعصي والسيوف، والسلاح الناري والترهيب والتهديد والمؤامرات والمصايد والمكايد وغيرها.... نحن، يضيف محمد درويش، في حزب الفعل الجاد و المسؤول و حزب الكلمة اعتقادا وممارسة وفكرا». وختم كلمته بالقول «لقد خاطبت عقولكم و قلوبكم ولم أخاطب عواطفكم ولا بطونكم راجيا منكم أن تتعبأوا بكثافة للمشاركة في عمليات التصويت ،إذ أن صوتكم أمانة والأمانة مسؤولية والمسؤولية جزء من المواطنة، فلا تتركوا الفرصة تضيع منكم فتضيع مدينتكم ويخرب مستقبل أبنائكم، فإن لم يصوت أحدكم فلا حق له في الإنتقاد، فذاك نتيجة قراره وموقفه، الثقة فيكم كبيرة والأمل في أن يحتل الحزب موقعا متميزا بفضل ثقتكم في لائحة الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية». وكيل لائحة الحزب الجهوية البرلماني محمد الملاحي أشار في كلمته الى ان هناك من يحاول تزييف إرادة المواطنين عن طريق نهج سلوكات وممارسات لا تصب في خانة تخليق الحياة السياسية، موضحا ان حزب الإتحاد الإشتراكي منقوش في ذاكرة ساكنة تطوان من خلال تواجده وحضوره الدائم مع المواطنين وفي كافة التجارب الجماعية التي عرفتها المدينة ،حيث أبان مناضلوه عن مسؤولية كبيرة وانتماء صادق لهذه المدينة المناضلة والدفاع عن قيم الحداثة والتطور وقدم تضحيات كبيرة لها ، كما استغرب الملاحي من عدم تقديم وثيقة المحاسبة للجماهير الشعبية من طرف الذين تحملوا مسؤولية التسيير ،الذين برهنوا عن جبنهم و ضعفهم التدبيري الواضح، والإتحاد الإشتراكي، يقول الملاحي، قدم لائحة تضم مناضلين أكفاء وقادرين على تسيير هذه المدينة لكونها تستحق الشيء الكثير وفق برنامج واقعي وعملي يتوخى إنقاذ المدينة من العشوائية التي طبقت عليها ،بسبب التسيير الحالي، داعيا كافة المواطنات والمواطنين إلى التصويت على الوردة من أجل رد الإعتبار للمدينة و ساكنتها. ومن جهته حذر الأستاذ محمد كمال مهدي وكيل لائحة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بتطوان من مغبة تدخل السلطات العمومية في التأثير على إرادة المواطنين، من خلال إقدام بعض أعوان السلطة على دعم حزب دخيل على المدينة و ساكنتها، مشيرا إلى أن ذلك يتنافى ومضمون الخطاب الملكي. كما أن ذلك ، يقول كمال مهدي، يخدش التاريخ التليد لمدينة تطوان التي قدمت العديد من الشهداء والمعتقلين ولن ترضى بمثل هذه الممارسات، مذكرا بأن تطوان كانت قلعة اتحادية و ستبقى كذلك ما دامت مدعمة ومساندة من طرف جماهيرها ومواطنيها، داعيا الجميع إلى ضرورة حماية أصواتهم والمشاركة لقطع الطريق أمام المفسدين ومستعملي المال الحرام بالتصويت العقابي عليهم ووضع ثقتهم في لائحة «الوردة». مشيرا إلى أن ثقة المواطنين في الحزب نابعة من صدق برامجه و كذا الصور الناصعة للحزب لديهم . وبدوره دعا ذ عبد الطيف بوحلتيت الكاتب الإقليمي للاتحاد الاشتراكي بتطوان إلى التصدي بصرامة وبكل حزم لكل المحاولات لشراء أصوات الناخبين بواسطة المال الحرام، واعتبر مثل هذه الممارسات تفقد الإنتخابات مصداقيتها وتعود بنا إلى العهود القديمة التي انقرضت، كما أشار في كلمته إلى ان التجارب الجماعية لحزب الاتحاد الإشتراكي بالمدينة والإقليم كانت دائما ناجحة ونالت ثقة المواطنين ومازالت هذه التجارب يضرب بها المثل، متوقفا عند التجربة النموذجية للجماعة الحضرية لوادي لو التي اصبحت مدينة تبهر كل من زارها ومن توافد عليها بفضل التسيير الجيد والحكامة الرشيدة التي ينهجها الحزب بهذه المدينة بقيادة المناضل محمد الملاحي.