لأول مرة في تاريخ المغرب منذ حكومة اليوسفي، لم نعد نعرف الجدول الزمني للانتخابات قال الكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إدريس لشكر يوم الخميس 13 يونيو الجاري بتطوان، إن « اختيار الحزب لموقع المعارضة اختيار مبدئي، ولن يحيد عنه إلا إذا أفرزت صناديق الاقتراع مستقبلا معطى آخر «. وأوضح، خلال لقاء تواصلي نظمته الشبيبة الاتحادية بحضور كل من سفيان خيرات ومصطفى عجاب وبديعة الراضي وحنان رحاب، أعضاء المكتب السياسي وأعضاء اللجنة الإدارية للحزب بالجهة وأعضاء الكتابة الجهوية والمكاتب الإقليمية والفرعية بجهة طنجةتطوان ، أوضح ان الاتحاد الاشتراكي « اختار موقع المعارضة عن قناعة ليعطي لمدلول المعارضة المؤسساتية بعده الديموقراطي الحقيقي الذي تعزز بصدور الدستور الجديد»، معتبرا أن «موقع المعارضة يعد وفقا للمبادئ الديموقراطية، أساسا لا محيد عنه للبناء الديموقراطي المتوازن «. وأضاف الكاتب الأول أن موقع الاتحاد الاشتراكي أفرزته صناديق الاقتراع، ولا يمكن أن يزحزح الاتحاد من موقعه سوى الإرادة الشعبية المنبثقة عن صناديق الاقتراع، والتي ناضل الاتحاد الاشتراكي وقدم شهداء لأجل أن تحترم تلك الإرادة . بالمقابل تساءل الكاتب الأول عن مصير باقي الاستحقاقات التي يجب أن تتلو الانتخابات السابقة لأوانها ، مذكرا أنه ولأول مرة في تاريخ المغرب منذ حكومة الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي، لم نعد نعرف الجدول الزمني للانتخابات بالمغرب وهذا مبعث قلق الاتحاد، لكون ما تعرفه الحياة السياسية بالمغرب يدعو إلى القلق والشك والريبة . وعرج الكاتب الأول على بعض تلك الإختلالات، ووقف مليا عند القوانين التنظيمية التي تتنظر صدورها من الحكومة الحالية، والتي أوجزها في 19 قانونا ، والتي لم يصدر منها سوى اثنين وأولها قانون التعيين في المناصب العليا، مشددا على أن الحاجة أصبحت «أكثر إلحاحا لإصدار قوانين تنظيمية من شأنها تعزيز قيمة الدستور المغربي الجديد ،الذي يعلق عليه المغاربة آمالا كبيرة لمواصلة البناء الديموقراطي المتين»». ومن جهة أخرى، رأى إدريس لشكر أن « الإكراهات الاجتماعية والاقتصادية تتطلب من الحكومة فتح حوار بناء ومجد مع كل الفرقاء الاجتماعيين والاقتصاديين والمؤسساتيين، وإبداع الحلول التي تتجاوب مع انتظارات المجتمع المغربي، وتطلع المغرب الى بناء اقتصادي واجتماعي متوازن. وأكد لشكر أن « أطرافا من الأغلبية، التي تدبر الشأن الحكومي ، لا تعتمد على المقاربات التشاركية في تدبير الشأن العام والتي من شأنها الرفع من قيمة أداء المؤسسات الديموقراطية كما خطط لها الدستور الجديد ،وتحبذ الأسلوب الإقصائي الهيمني والانفرادي ، الذي لن يساعد المغرب على مواجهة التحديات المطروحة على المغرب في أبعادها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ولا يعكس تطلع المجتمع المغربي إلى بناء مؤسساتي متين تلعب فيه المعارضة دورها الدستوري المنوط بها، شأنها في ذلك شأن السلطة التنفيذية «. واعتبر لشكر أن اختلاف الاتحاد الاشتراكي مع الأغلبية هو « اختلاف مرجعي يعكسه الاختلاف في التصورات والتوجهات الكبرى والتنظير السياسي «. أما بخصوص شعار الحكومة في محاربة الفساد، فقد أكد ادريس لشكر أن الاتحاد كان سباقا من خلال فريقه في البرلمان إلى طرح مقترح قانون به ازيد من 150 فصلا ، يتضمن إحداث هيئة قضايا الدولة التي من شأنها النظر في قضايا الفساد الذي ينخر الدولة، واليوم نرى ما يعيشه عمالنا المغاربة بالخارج خلال مرحلة العبور ، والاوضاع الاجتماعية التي يعيشها 1500 عامل ببواخر تابعة لشخص ينتمي للحزب الحاكم، والقطاع يشرف عليه وزير ينتمي إلى نفس الهيئة التي ينتمي إليها صاحب الشركة. فشعار محاربة الفساد كان يقتضي محاسبة مالكي الشركة ومساءلة الجهات التي منحت قروضا لهاته الشركات فوق طاقتها، فمحاربة الفساد يقول الكاتب الأول تتطلب اتخاذ إجراءات وإصدار قوانين ، لا تدبيج الخطب ورفع الشعارات. وبخصوص مسلسل اندماج الاتحاد الاشتراكي والحزب العمالي والحزب الاشتراكي، أبرز الكاتب الأول ان الهدف الاساسي هو «لم شمل اليسار والاسرة الاشتراكية الواحدة «،باعتبار أن الوحدة ستقوي اليسار المغربي لأداء دوره التاريخي والسياسي «، مشيرا الى أن الاحزاب المعنية قطعت « أشواطا مهمة في المخطط الاندماجي الذي يوحد الأحزاب الثلاثة في حزب واحد هو الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية « لبناء المؤسسة الحزبية الموحدة على الصعيدين الوطني والمحلي. وأضاف أن باب الاتحاد الاشتراكي» مفتوح في وجه القوى اليسارية التي تتقاسم معه المرجعية السياسية والتاريخ والمنشأ والاهداف» ،داعيا الشركاء الاجتماعيين والحركة الحقوقية والنسائية المغربية والقوى الحية الى « التكتل للدفاع عن المكتسبات التي حققها المغرب على المستوى التشريعي والاجتماعي والديموقراطي والحقوقي «. هذا وعرف هذا اللقاء المفتوح إلقاء بعض الكلمات، حيث استهل الكاتب الإقليمي عبد اللطيف بوحلتيت الذي أدار جلسات هذا اللقاء، كلمته بالإشارة إلى أن استضافة مدينة تطوان للكاتب الاول للحزب، لها أكثر من دلالة باعتبار التاريخ النضالي الذي تميزت به المدينة ، التي استطاعت ان تنجب العديد من المناضلين ساهموا بشكل كبير في النضال من اجل الديمقراطية وحقوق الإنسان ، مرحبا بالحضور النوعي والكمي الذي غصت بع قاعة الاندلس المحتضنة لهذا اللقاء الذي عرف كذلك حضور مسؤولي حزبي العمالي و الاشتراكي . واستغل عبد اللطيف بوحلتيت حضور نقيب هيئة المحامين بتطوان في هذا اللقاء ليحيي أصحاب البذلة السوداء على نجاح مؤتمرهم والمواقف الشجاعة والقوية التي عبروا عنها . النائب البرلماني محمد الملاحي توقف عند الظروف الصعبة التي يمر منها المغرب من خلال الأداء الذي وصفه بالكارثي للحكومة الحالية التي قال عنها إنها تفتقد للبوصلة ولا تعرف ماذا تريد ، مشيرا الى أن حكومة عبد الرحمان اليوسفي جاءت لتنقذ المغرب من السكتة القلبية ونجحت في ذلك، في حين جاءت هذه الحكومة لتهدده من جديد. من جهته أوضح كاتب فرع الشبيبة الاتحادية، المنظمة لهذا اللقاء، أنس اليملاحي ان هذا اللقاء ينعقد والشبيبة الاتحادية تستعد لعقد مؤتمرها الثامن، مذكرا بالدور الفعال والكبير الذي تلعبه الشبيبة الاتحادية كقوة ضاربة للحزب عبر مساره التاريخي .