توج مهرجان السعيدية السينمائي، في دورته الأولى، الفيلم التونسي "الزيارة"، لمخرجه نوفل صاحب التابع، بالجائزة الكبرى "الجوهرة الزرقاء" للفيلم الطويلن وهو فيلم من بطولة غازي الزغباني ."الزيارة" قال عنه مخرجه في تصريح صحافي سابق "أردت من خلال الفيلم طرح مسألة البحث عن الهوية انطلاقا من قصة يوسف الذي يعيش قطيعة مع الواقع ويرى أن قضية الهوية تتمركز في منزلة بين المنزلتين بين المنطقي واللاّمنطقي بين الواقعي والخيالي".. مشيرا في ذات التصريح الى أنه يترك للجمهور حرية تأويل أحداث الفيلم والحكم على البطل إن كان يعاني من ازدواج في الشخصية أم لا، وذلك وفق اعتقادات المتفرج وقناعاته بعيدا عن كل تأثير وبعيدا عن الكليشيات المتداولة". وهذا، منح المهرجان، الذي اختتمت فعالياته ليلة السبت الماضي، الجائزة الكبرى "البرتقال" للفيلم القصير للشريط السويسري "انضباط"، لمخرجه كريسطوف صابر. وفي صنف الفيلم الطويل، حاز المخرج المغربي طارق الإدريسي على جائزة أحسن إخراج عن فيلمه "ريف 58-59" الذي يتناول معاناة الريفيين في سنوات1958/1959 . ويعرض شهادات حية لأناس عايشوا مرارة تلك المرحلة ولا زال الجرح النفسي لم يندمل بعد بل و لازال الصمت لم ينكسر بعد لصعوبة رواية الأحداث و القمع الذي صد الحركة الاحتجاجية، وهو من تمويل الاتحاد الأوروبي ومجلس الجالية المغربية. ، بينما عادت جائزة أحسن سيناريو لفيلم "حراكة بلوز" للمخرج الجزائري موسى حداد. وأحرز الممثل المغربي جمال الدين الدخيسي جائزة أحسن دور رجالي عن دوره في فيلم "الوشاح الأحمر" للمخرج المغربي محمد اليونسي، فيما حصلت الممثلة الجزائرية، نورا شرقي، على جائزة أحسن دور نسائي عن دورها في الفيلم ذاته. وتوزعت الجوائز التي منحها مهرجان السعيدية السينمائي في صنف الفيلم القصير بين جائزة أحسن إخراج التي فاز بها فيلم "عودة في الصندوق"، للمخرج المغربي أمين صابر، وجائزة أحسن سيناريو التي حصل عليها فيلم "دوار السينما" للمخرجة المغربية أسماء المدير. كما توج المهرجان الممثلة كاميل فريغوريو بجائزة أحسن دور نسائي عن دورها في الفيلم السويسري القصير "انضباط"، والممثل ايوشكا زينفلو بجائزة أحسن دور رجالي عن دوره في الفيلم الألماني القصير "يوم بلا عودة". وقال مدير المهرجان، بنيونس بحكاني، في اختتام فعاليات هذه الدورة، إن هذه التظاهرة الفنية تندرج في سياق السعي ل"خلق ديناميكية ثقافية بمدينة السعيدية وتعزيز ثقافة التعايش والانفتاح على الآخر"، لافتا إلى أن هذه "المبادرة تروم الترويج للجوهرة الزرقاء"، السعيدية. وأضاف أن المنظمين راهنوا، من خلال هذا المهرجان، على المساهمة في "استرجاع ألق المدينة الثقافي والفني"، على اعتبار أن "الفن السابع أداة حقيقية للتواصل بين الشعوب وإلغاء كل الحواجز والحدود". وشارك في هذا المهرجان، الذي انعقد خلال الفترة الممتدة ما بين 25 و29 غشت الجاري، ستة أفلام طويلة وستة أخرى قصيرة، من هولنداوبلجيكاوألمانياوفرنساوسويسراوتركياوفلسطينوالجزائروتونس، بالإضافة إلى المغرب تنافست جميعها أمام لجنة تحكيم ترأسها الروائي ميلودي شغموم وتخللت هذه الدورة، التي نظمت تحت شعار "سينما بلا حدود"، عدة ندوات ولقاءات تهم القضايا الثقافية والاجتماعية بالمنطقة الشرقية وقضايا الهجرة ومغاربة العالم. كما تم خلال هذه التظاهرة، التي نظمتها جمعية الأمل للتعايش والتنمية بدعم من وزارة الاتصال ومجلس الجالية وجهات أخرى، تكريم المخرج هشام عين الحياة والفنانة مجيدة بنكيران. و تجدر الإشارة إلى أن المهرجان شاركت فيه مجموعة من الأفلام الطويلة وهي "الريف 58 / 59" للمخرج طارق الإدريسي (المغرب)، و"الوشاح الأحمر" لمحمد اليونسي (المغرب)، و"بولنوار" لحميد الزواغي (المغرب)، و"الرباط" لجيم تاهوتو وفكتور بونتن (هولندا- بلجيكا)، و"الزيارة" لنوفل صاحب الطابع (تونس)، و"حراكة بلوز" لموسى حداد (الجزائر). كما شاركت في هذه الدورة، التي تنظم تحت شعار "سينما بلا حدود"، الأفلام القصيرة "دوار السوليما" لأسماء المدير (المغرب)، و"رحلة في الصندوق" لأمين صابر (المغرب-فرنسا)، و"انضباط" لكريستوف صابر (سويسرا)، و"الصندوق" لإدريس صواب (المغرب)، و"خمس كاميرات مكسورة" لعماد محمد برناط (فلسطين)، و"يوم بلا عودة" لكوكلو يمان (ألمانياتركيا).