لا يزال رئيس الوزراء اليوناني المستقيل ألكسيس تسيبراس المرشح لولاية ثانية في انتخابات 20 شتنبر يحظى بشعبية كبيرة بين اليونانيين الذين لا يزالون متمسكين بانتمائهم لأوروبا رغم التضحيات الجديدة التي تنتظرهم. للمرة الثالثة هذه السنة سيتوجه اليونانيون إلى صناديق الاقتراع بعد ثلاثة أسابيع ولا يزال حزب سيريزا اليساري الراديكالي في الطليعة وفق ثلاثة استطلاعات نشرت بعد استقالته في 20 غشت، رغم انه شهد حركة انشقاق احتجاجا على تراجع تسيبراس عن وعوده. وبينت استطلاعات الرأي الثلاثة ان سيريزا يتقدم بفارق يتراوح من 1 إلى 5.3 نقاط على حزب الديموقراطية الجديدة اليميني. ورغم تخليه تماما عن وعوده بعدم اللجوء الى سياسة التقشف لا يزال تسيبراس البالغ من العمر 41 عاما اكثر السياسيين شعبية في اليونان بحصوله على 5.29 بالمائة من الآراء المؤيدة مقابل 26 بالمائة لخصمه فانغيليس ميماراكيس زعيم الديموقراطية الجديدة. ورغم مرارة الكأس التي يستعدون لشربها يريد اليونانيون البقاء في منطقة اليورو، وأفاد استطلاع بمعهد مترون اناليسيس ان 79 بالمائة من اليونانيين يريدون الاحتفاظ باليورو كعملة للبلاد. ويعتقد 55 بالمائة من اليونانيين ان تسيبراس كان محقا في القبول بخطة مساعدات من 86 مليار يورو على ثلاث سنوات. واليونانيون الذين انهكتهم الازمة الاقتصادية المزمنة مقبلون على تضحيات مؤلمة تتمثل على سبيل المثال في زيادة ضريبة القيمة المضافة او خفض معاشات التقاعد وهي ستضطرهم الى شد الأحزمة راغم انهم انتخبوا تسيبراس قبل ثمانية اشهر فقط لانه وعدهم بانهاء اجراءات التقشف. ورغم انه ومباشرة قبل انتخابه في 25 يناير اكد ان فوزه يعني "نهاية الترويكا" فقد شهد اليونانيون في عهده عودة اليونان تحت وصاية الترويكا التي لطالما كرهوها متمثلة بالاتحاد الاوروبي والبنك المركزي الاوروبي وصندوق النقد الدولي. ومع تدشين حملته الانتخابية السبت أكد تسيبراس انه لا يفترض "القاء السلاح (وانما) ان نبقى صامدين ونواصل المعركة". ومع ذلك أشار كونتوجيورجيس الى انه "خسر نصف شعبيته" منذ انتخابه في 25 يناير عندما حصل حزبه على 3.36 بالمائة من الأصوات مقابل 8.27 بالمائة للديموقراطية الجديدة. وخلال ثمانية اشهر تعرضت شعبية اول رئيس حكومة اوروبي منبثق من اليسار الراديكالي لاختبارات قاسية مع اغلاق البنوك لتفادي السحوبات الهائلة وفرض رقابة على الرساميل وتنظيم استفتاء خلال مهلة ثمانية ايام في 5 يوليوز على خطة المساعدات الاوروبية. ورغم ان 60 بالمائة من اليونانيين اعلنوا رفضهم للخطة حينها، الا انه وبعد اقل من عشرة ايام رضخ تسيبراس لشركائه الاوروبيين. كل هذه التقلبات دفعت 25 نائبا من نواب حزبه على الاقل الى الانشقاق وتشكيل حزب جديد باسم "الوحدة الشعبية" بزعامة بانايوتيس لافازانيس المشكك في جدوى البقاء ضمن الاتحاد الاوروبي. (أ. ف. ب)