يقدم المركب السينمائي ميغاراما " بالدار البيضاء يوم الخميس ثالث شتنبر القادم، ابتداء من السابعة والنصف مساء بإحدى قاعاته،في عرض افتتاحي، فيلم عبد القادر لقطع الجديد " نصف السماء " قبل عرضه بالقاعات السينمائية الوطنية . الفيلم مقتبس من قصة واقعية ترجمتها أدبيا السيرة الذاتية لجوسلين اللعبي، زوجة الكاتب عبد اللطيف اللعبي في مؤلفها "رحيق الصبر". كما أنه يعتبر من أفلام الذاكرة السياسية للمغرب إبان فترة الصراعات، أو ما يطلق عليها سنوات الرصاص التي تميزت باحتداد الصراع بين السلطة والمعارضة، خصوصا في فترة السبعينات. الفيلم يحكي معاناة زوجات وأبناء المعتقلين السياسيين،انطلاقا من الشخصية المحورية في الفيلم جوسلين اللعبي التي عانت من اعتقال زوجها عبد اللطيف اللعبي سنة 1972 ، بتهمة الانضمام الى تنظيمات يسارية محظورة، وكان حينها يشرف على مجلة "أنفاس"، المجلة التي رفعت مطالب اليسار الراديكالي في تلك الفترة. وقد ركز لقطع في هذا الفيلم على الجانب الإنساني في مقاربة تيمة الاعتقال السياسي، لإبراز مكابدات عائلات المعتقلين مع أجهزة الأمن والتنقل والبحث الدائم عن أمكنة الاعتقال، وخصوصا معاناة الزوجات النفسية أمام ضغوط الحياة والأبناء. الفيلم من بطولة أنس الباز الذي يؤدي دور عبد اللطيف اللعبي، وصونيا عكاشة التي أدت دور جوسلين اللعبي) وقدس اللعبي، ابنة عبد اللطيف وجوسلين في دور إيفلين السرفاتي وممثلين آخرين . وكان الفيلم قد أثار ضجة أثناء تصويره بعد انتشار خبر ظهور الممثل أنس الباز عاريا في أحد المشاهد ، وهو ما دفع البعض الى اعتبار المشهد مجرد دعاية مسبقة للفيلم، فيما ذهب آخرون الى اعتبار اللقطة تدخل في سياق تيمة الفيلم حيث يصور المشهد أحداث تعذيب وحشي داخل المعتقل،الأمر الذي استهجنه الممثل أنس الباز حينها، مؤكدا أن "الفظائع التي كانت ترتكب أفظع وأقسى من العري، وهي بالتالي ليست لقطة "بورنو" حتى تأخذ هذا الحجم من الهجوم واللوم"، كما أنها صورت في غياب أي عنصر نسائي.