تحاول أحزاب وحركات سياسية تشيكية استقطاب أصوات جديدة بإعلان معاداتها للاجئين المسلمين بشكل صريح، بعدما كانوا يتعهدون سابقا بمحاربة الرشوة من أجل توطين اللاجئين في البلاد، وفق ما ذكرته صحف محلية. وتؤكد تقارير حكومية أن بعض الأحزاب اليمينية المتطرفة في تشيكيا لا تتوانى في استعمال تعابير ومصطلحات شديدة القسوة في حق الجاليات المسلمة خاصة في الخطاب الإعلامي، والتي يمكن أن يواجهوا بسببها ملاحقة قضائية بتهمة التحريض على الكراهية ونشرها داخل المجتمع التشيكي. وكتب مارتن كونفيكا، وهو أستاذ جامعي وزعيم حركة ?لا نريد الإسلام في جمهورية التشيك? في صفحته الخاصة على الفيسبوك ?ينبغي إقامة معسكرات لاعتقال المسلمين إذا تحتمت علينا أسوأ الأمور?. وقد أجج هذا التصريح شعورا بالغضب ضد ما كتبه كونفيكا من قبل الجماعات الحقوقية واليساريين في تشيكيا، وقد أدت تلك التصريحات إلى موجة من التململ في صفوف المسلمين واللاجئين وحتى المهاجرين بشكل عام. ولكن الأخطر حسب مراقبين، هو أن التفاعل مع ما كتبه زعيم الحركة المتطرفة المعادية للمسلمين كان واسعا نسبيا، بما أن هذه التصريحات لقيت إعجاب أزيد من 146 ألف شخص على موقع الفيسبوك. ويعتزم تبعا لذلك مارتن كونفيكا خوض الانتخابات الجهوية المزمع عقدها في خريف 2016 بشعار ?أوقفوا تدفق اللاجئين المسلمين?. ونظم الحزب الوطني الديموقراطي المتطرف غير المشارك في الحكومة الحالية، بشكل منتظم مظاهرات ليعبر فيها عن رفضه قبول اللاجئين ورفع شعارات عنصرية، وقال زعيم الحزب آدم بارتوس ?لا نريد اليهود الجدد داخل جمهورية التشيك?. وتروج أيضا حركة ?أوردر أوف نايشن? لفكرة محاربة المهاجرين على الرغم من أنها لم تتأسس إلا حديثا في آواخر عام 2014، وعبرت الحركة عن رؤيتها على موقعها الرسمي قائلة إن ?اللاجئين لا يأتون إلى التشيك بغية احترام القواعد والقوانين التي يسير عليها المجتمع، بل يقدمون بفكرة نشر قوانينهم وعاداتهم?. وأفاد زعيم الحركة جوزيف زيكلر أنه لا يحارب دينا بعينه بل يريد فقط تعديل قانون اللاجئين. وتحاول الحركة استقطاب المواطنين الذين يرون في الوطن والعائلة والأمة أولوياتهم، وحصدت إلى اليوم أكثر من 212 ألف معجب على صفحة الفيسبوك. ومن خلال قراءة سلوك الأحزاب اليمينية بشكل عام في أوروبا، فإنها أصبحت تستعمل ورقة اللاجئين ومعادات الأجانب والمسلمين للفوز في الانتخابات، وهذا سلوك ابتعه اليمين في فرنسا وألمانيا وهولندا وحتى إيطاليا، الأمر الذي أصبح سمة تتسم بها هذه الأحزاب، فهي لا تظهر بشعاراتها العنصرية سوى وقت الأزمات لجلب الأنصار. ويرى جان بوريس المتخصص في العلوم السياسية أن الأحزاب التي تريد النجاح في وقت الأزمات وتنتقي المواضيع الأكثر حساسية كالدين والعائلة والوطن، تلعب على هذه الأوتار الحساسة لاستقطاب أكبر عدد من الأصوات استعدادا للاستحقاقات الانتخابية، الأمر الذي يجعل صعودها هشّا ومتسما بالعنف والفاشية: