افتتحت يوم الجمعة 7 يناير 2011 بالرباط، أعمال الدورة الرابعة والخمسين للأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية تحت شعار «مواجهة الفتن الداخلية وأعاصير التجزئة الخارجية» بحضور أعضاء الأمانة العامة،وذلك باستضافة الأحزاب المغربية وقد مثلها كل من د. سعد الدين العثماني، شيبة ماء العينين، وعبد الإله المنصوري ورئيس الامانة العامة صفوان قدسي والأمين العام للأمانة العامة عبد العزيز السيد ومساعد الرئيس السوداني د. نافع علي نافع، الذي لبى دعوة الأمين العام لعرض الموقف السوداني من قضية الاستفتاء وعدد من سفراء الدول العربية ومجموعة من رؤساء وقيادات الأحزاب المغربية. وقد قدم كلمة الأحزاب المغربية شيبة ماء العينين استهلها بشكر أعضاء الأمانة كافة على تشريف المغرب باحتضان هذه الدورة التي تزامنت مع هذا الظرف الدقيق المملوء بالتحديات التي تواجهها الامة العربية ، مؤكدا أن كل الاحزاب المغربية على تعدد مشاربها الفكرية والسياسية تقدر وتثمن المساعي الحميدة والصادقة والمستمرة التي يقوم بها المؤتمر في سبيل رسم وارساء التوجهات المتعلقة بالقضايا الكبرى لأمتنا العربية والسهر على ايجاد افضل الصيغ لتقريب وجهات النظر لحل النزاعات والصراعات التي تعاني منها العديد من اقطار الامة العربية وتوسيع دائرة الاشعاع الاسلامي والعربي وترسيخ مشاعر الاخاء رغم التيارات المعاكسة وماتعرفه علاقات بعض الاقطار العربية من توترات والحرص على تحصين الوطن العربي من المؤامرات التي وضع اسسها مخطط سايكس بيكو الذي عصف بالامة العربية التي لم يسلم الجناح الغربي للامة من تداعياته. ومن جهته، أكد صفوان قدسي، رئيس المؤتمر العام للأحزاب العربية، على أهمية هذه الدورة التي تنعقد في ظروف استثنائية بالنظر إلى الواقع العربي الراهن، معربا عن الأمل في أن تشكل قراراتها إضافة خاصة ومسؤولة لإثارة الانتباه لما يدبره أعداء الوحدة العربية، من أجل عرقلة المسار التنموي والاقتصادي للأقطار العربية. وأوضح قدسي، أن هناك العديد من الجسور الموصولة والعميقة بين المشرق والمغرب العربيين، مشيرا إلى أن الشعب السوري لا يمكنه أن ينسى دماء التجريدة المغربية التي سالت واختلطت مع دماء السوريين في معركة تحرير الجولان من الاحتلال الصهيوني، وشدد المتحدث ذاته، أن اللغة العربية تعتبر من بين عناصر الوحدة المهمة التي تجمع الأمة العربية، لذا ينبغي «الحفاظ عليها لأنها لغة القرآن». بعد ذلك استهل الامين العام للمؤتمر عبد العزيز السيد كلمته بالشكر الموصول إلى كل الاحزاب المغربية التي ساهمت في احتضان الاجتماع. ثم استحضر تاريخ الأمة الغني بالنضال والمقاومة متحدثا عن ترابط جناحي الأمة بشكل مصيري، كما حذر من الفتنة التي تتربص بالامة العربية، بدءاً من مقاومتها في لبنان وغزة إلى قوى الممانعة وقلبها سورية وإيران و تركية، وأشار إلى الفتنة التي بدأت تشتعل نارها في مصر والخطة الصهيونية التي تنفذها هناك والحوادث التي تشهدها اليمن وسواها، وأكد أن توصيات المؤتمر تعدُّ بمثابة قرارات سوف تنهض بتنفيذها كل الأحزاب الأعضاء في المؤتمر وعددها أكثر من (140) حزباً وأكد كذلك أن المؤتمر لا يقبل بأي شكل من الاشكال الانفصال والتجزئة داخل أمتنا، وأن الحوار وحده هو السبيل لحل المشكلات الداخلية وأن الديمقراطية هي السبيل لتمتين النسيج الوطني وضمان حماية الوطن بالوحدة الوطنية. وأشار إلى الملتقى العربي الدولي للأسرى في سجون الاحتلال الذي عقد بمشاركة جبهة التحرير الوطني الجزائري بمشاركة أكثر من ألف شخصية عربية وأجنبية من نحو خمسين دولة بينها وفد كبير من الأحزاب والشخصيات المغربية، ودعا بصفته رئيساً للملتقى كلا من حركتي فتح وحماس في ذكرى انطلاقتهما إلى الافراج عن المعتقلين في سجون أجهزتهما ووجه مذكرة بذلك لكل من رئيس السلطة الفلسطينية رئيس حركة فتح محمود عباس وإلى رئيس حركة حماس خالد مشعل. وفي الختام تم تكريم المجاهد ابوبكر القادري احد موقعي وثيقة المطالبة بالاستقلال في المغرب والمؤسس للجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني.