أجمع مشاركون في ندوة نظمتها مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد بمناسبة الذكرى 19 للراحل سي عبد الرحيم بوعبيد، أنه من العار أن يبقى ملف المهدي بنبركة يراوح مكانه بالرغم من مرور 45 سنة على اختطافه بفرنسا، مطالبين الجميع كل من موقعه بتحمل مسؤوليته من أجل كشف الحقيقة الكاملة ولمعرفة مصير الشهيد المهدي بنبركة. وتمنى موريس بوتان الذي حل ضيفا على مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، لتقديم كتابه «الحسن الثاني المهدي بنبركة ودوكول كما أعرفهم» أن يبقى على قيد الحياة حتى يتمكن من معرفة الحقيقة الكاملة لاختطاف هذا القائد الذي لمع بريق نضاله واستطاع أن يصبح قائدا وطنيا ببلاده، بل زعيما عالميا لدول العالم الثالث، مما عجل بالتآمر عليه والتفكير في التخلص منه عن طريق جريمة دولية، لازل البحث عن الأيادي الفعلية التي تمسك بالخيوط الحقيقية والمساهمة في اقترافها قائما ما يناهز 45 سنة. وتساءل موريس بوتان خلال هذه الندوة التي سير أشغالها عمر بلا فريج رئيس مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، عن ماهية الأسباب الحقيقية التي تحول دون تطبيق الإنابة القضائية بالمغرب في هذا الملف، منبها في هذا الصدد أن رفض التطبيق يعني العرقلة كي لا يسير الملف في طريقه الصحيح ويجعل القضية لا تتقدم في الكشف عن الحقيقة لمصير المهدي بنبركة من أجل أن تتمكن عائلته الصغيرة والكبيرة من دفنه. و بالمقابل أكد عبد الواحد الراضي الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية خلال هده الندوة التي حضرها أعضاء من المكتب السياسي والمجلس الوطني ومناضلون اتحاديون من الرباط وسلا وفعاليات تقدمية، سياسية وحقوقية، أن الاتحاد كان وسيبقى وفيا ومخلصا لفكر ونهج ومبادئ كل شهدائه الأبرار وقيادييه وفي مقدمتهم المهدي بنبركة وعبد الرحيم بوعبيد، موضحا أن الاتحاد كان وسيبقى مصمما ومصرا على النضال من اجل الكشف عن الحقيقة الكاملة ونفض الغبار عن ملف المهدي بنبركة، وحذر من تحميل المغرب المسؤولية لوحده في هذا الملف، وحصر الموضوع في مسالة تقنية، معقدة وصعبة للغاية في التوصل إلى نتائج مضمونة وايجابية تمكن من التقدم في الملف، داعيا في هذا الإطار إلى تكثيف الجهود في البحث والنضال والتوجه للذين يتحملون المسؤولية الكاملة وساهموا في عملية الاختطاف بفرنسا. وشدد محمد اليازغي بنفس المناسبة أن الحزب طرق جميع الأبواب التي يجب أن تطرق وفي أعلى مستوياتها، من أجل الكشف عن الحقيقة الكاملة في اختطاف المهدي بنبركة، كما أن الاتحاد تحمل جميع مسؤولياته في هذا الملف، وسيستمر في النضال إلى أن يتم جلاء الحقيقة التي تعتبر جزءا من ماضي الانتهاكات الجسيمة للإنسان بالمغرب التي قررت بلادنا طي صفحتها. واعتبر محمد الحبابي أن الحقيقة الكاملة لملف عريس الشهداء المهدي بنبركة، من ألفها إلى يائها، فهي موجودة في فرنسا، فكل تفاصيل الاغتيال موجودة في الأرشيف السري لفرنسا، مشيرا في السياق ذاته إلى أن الجريمة جريمة دولية تفوق حجم دولة أو دولتين، لقد شاركت فيها العديد من الدول بواسطة مخابراتها وأجهزتها السرية. ومن جانبه استعرض عبد اللطيف جبرو السياق التاريخي الذي عاشه بيت عبد الرحيم بوعبيد الذي أصبح مقرا للمؤسسة المحتضنة لهذا اللقاء، حين وقف المهدي بنبركة في يونيو 1963 لتوديع عبد الرحيم بوعبيد، لما قرر المهدي المنفى الاختياري بفرنسا حين اقتنع بأن هامش الممارسة الديمقراطية أصبح ضيقا في تلك الفترة، حيث كان هذا اللقاء يقول جبرو لحظة مؤثرة وتاريخية بين قائدين وطنيين كبيرين ولها دلالاتها السياسية. كما كان اللقاء مناسبة سانحة، قدم خلالها عمر بلافريج حصيلة مؤسسة عبد الرحيم بوعبيد وما تعتزم القيام به من أنشطة خلال سنة 2011، وأبرزها ندوة حول الجهوية، وقدم كذلك رئيس المؤسسة قراءة في كتاب موريس بوتان حيث اعتبره درسا بليغا في النضال والوفاء والإخلاص للمبادئ.