لم تكن الشمس قد اشرقت يوم 22 يوليو 1974 عندما تحطمت طائرة عسكرية يونانية في مهمة سرية لدعم القبارصة اليونانيين في مواجهة الاجتياح التركي للجزيرة، بعد اصابتها بنيران صديقة مما ادى مقتل 31 عسكريا على متنها. ولاربعين عاما، لم تكن عائلات 19 من هؤلاء الجنود اليونانيين على علم بما حدث لرفاتهم. لم تكن الشمس قد اشرقت يوم 22 يوليو 1974 عندما تحطمت طائرة عسكرية يونانية في مهمة سرية لدعم القبارصة اليونانيين في مواجهة الاجتياح التركي للجزيرة، بعد اصابتها بنيران صديقة مما ادى مقتل 31 عسكريا على متنها. ولاربعين عاما، لم تكن عائلات 19 من هؤلاء الجنود اليونانيين على علم بما حدث لرفاتهم. لكن اشغالا بدأت مؤخرا في مقبرة عسكرية في نيقوسيا للعثور على بقايا هؤلاء الجنود الذين دفنوا على الارجح بسرعة مع هيكل الطائرة لاخفاء هذا الحادث المربك الذي اصبح طي النسيان. وقال المحامي اخيلياس ديمتريادس المتخصص في حقوق الانسان »بامر من الجيش دفنوا (...) هذا مربك« لان القبارصة اليونانيين قتلوا بذلك رفاق سلاح يونانيين. واضاف»من غير المقبول ان يحتاج الامر لكل هذه الفترة الطويلة لحفر مكان دفنهم المعروف من اجل تسليم رفاتهم الى اقربائهم«، مشيدا بالحكومة القبرصية التي كانت لديها شجاعة اطلاق هذه الاشغال. وفي الواقع لم تقرر الحكومة القبرصية نبش رفات افراد الطاقم الا في فبراير 2014 بطلب من المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان التي لجأت اليها عائلة ضابطين يونانيين قتلا في الحادث. وكانت الطائرة نوراتلاس تشارك في عملية تحمل اسم نيكي (النصر) وارسلت اثينا في اطارها سرية من القوات الخاصة لمساعدة الحرس الوطني القبرصي على مواجهة جيش تركي مدرب ومجهز بشكل افضل بكثير. وكان الجيش التركي قد قام بانزاله قبل يومين ردا على انقلاب لقوميين قبارصة يونانيين ارادوا الحاق الجزيرة باليونان. ومنذ هذا الغزو ما زالت الجزيرة مقسومة بين الجنوب القبرصي اليوناني والشمال القبرصي التركي المحتل من قبل انقرة. وفي ذلك اليوم من يوليو 1974 اقلعت 13 طائرة من كريت متجهة الى قبرص حيث قامت بعملية هبوط في العتم وعلى ارتفاع منخفض وحرصت على اطفاء انظمة الاتصالات للافلات من الرادارات التركية. لكن القوات القبرصية اليونانية اختلط عليها الامر واعتقدت ان «نوراتلاس» هي قاذفة تركية فقامت بقصفها حوالى الساعة الثالثة فجرا. وتحطمت الطائرة في مكان غير بعيد عن مطار نيقوسيا القديم واصبح موقع القبرة العسكرية في حي ماكدونيتيسا. وبعد عمليات بحث غير مجدية، سمحت دراسات تمهيدية بالعثور على قطعة يبلغ طولها 50 سنتم من الطائرة في هذا الموقع في ضاحية نيقوسيا. ومن سخرية القدر كانت هذه القطعة تحت صرح للموتى اقيم في ذكرى ضحايا الغزو التركي. وقال المفوض القبرصي المكلف حقوق الانسان فوتيس فوتيو ان»المؤشرات الاولية تدل على ان الطائرة موجودة هنا«، موضحا ان خبراء اجانب سيصلون الاسبوع المقبل لثبر المنطقة لمعرفة كيفية بدء عمليات الحفر. وتتطلب الاشغال اجراءات وقائية لان الطائرة كانت تنقل متفجرات واسلحة. واكد فوتيو ان »هدفنا هو العثور على هيكل الطائرة ورفات هؤلاء الرجال. سنفعل ما بوسعنا للعثور عليها واعادتها بكل مراسم التكريم التي يستحقونها«. وقال المحامي ديمتريادس انه »يجب ان يكون لدى الحكومة الآن الشجاعة للاعتذار من العائلات« التي لم تتمكن من دفن ابنائها بشكل لائق. واضاف ان»الاقرباء كانوا يعرفون ان الطائرة تحطمت وان العسكريين قتلوا (...) ويحق لهم دفن موتاهم«. ومن اصل 32 راكبا في الطائرة نجا واحد باعجوبة عندما قفز من الطائرة التي كانت تحترق وهي لا تزال في الجو. واعيد رفات عدد من الجنود القتلى في ،1979 بعد التعرف على 12 منهم وما زال 19 مدفونين. ورحبت اليونان والعائلات بقرار اخراج الطائرة وطاقمها. وفي حفل عقد الشهر الماضي لاطلاق عمليات البحث، ذكر السفير اليوناني الياس فوتوبولوس بان »هؤلاء الرجال الشجعان الذين جاؤوا ليقاتلوا من اجل قبرص فقدوا حياتهم بلا عدل مثل كثيرين غيرهم في 1974«.